الحادي عشر : قال الطّوسي والكفعمي : يقال في هذه اللّيلة :
[ إِلهي تَعَرَّضَ لَكَ في هذَه اللَّيْلِ الْمُتَعَرِّضُونَ، وَقَصَدَكَ الْقاصِدُونَ، وَأَمَّلَ فَضْلَكَ وَمَعْرُوفَكَ الطّالِبُونَ، وَلَكَ في هذَا اللّيْلِ نَفَحاتٌ وَجَوائِزُ وَعَطايا وَمَواهِبُ تَمُنُّ بِها عَلى مَنْ تَشاءُ مِنْ عِبادِكَ، وَتَمْنَعُها مَنْ لَمْ تَسْبِقْ لَهُ الْعِنايَةُ مِنْكَ، وَها أَنَا ذا عُبَيْدُكَ الْفَقيرُ إِلَيْكَ، الْمُؤَمِّلُ فَضْلَكَ وَمَعْرُوفَكَ، فَاِنْ كُنْتَ يا مَولايَ تَفَضَّلْتَ في هذِهِ اللَّيْلَةِ عَلى أَحَد مِنْ خَلْقِكَ، وَعُدْتَ عَلَيْهِ بِعائِدَة مِنْ عَطْفِكَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ، الْخَيِّرينَ الْفاضِلينَ، وَجُدْ عَلَيَّ بِطَولِكَ وَمَعْرُوفِكَ يا رَبَّ الْعالَمينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّد خاتَمِ النَّبيّينَ وَآلِهِ الطّاهِرينَ وَسَلَّمَ تَسْليماً، إِنَّ اللهَ حَميدٌ مَجيدٌ، اَللّهُمَّ إِنّي أَدْعُوكَ كَما أَمَرْتَ فَاسْتَجِبْ لي كَما وَعَدْتَ إِنَّكَ لا تُخْلِف الْميعادَ ]... وهذا دعاء يدعى به في الأسحار عُقيب صلاة الشّفع.

الثّاني عشر : أن يدعو بعد كلّ ركعتين من صلاة اللّيل وبعد الشّفع والوتر بما رواه الشّيخ والسّيد.

الثّالث عشر : أن يسجد السّجدات ويدعو بالدّعوات المأثورة عن النّبي صلى الله عليه وآله وسلم منها رواه الشّيخ، عن حماد بن عيسى، عن أبان بن تغلب قال : قال الإمام الصّادق صلوات الله وسلامه عليه : كان ليلة النّصف من شعبان وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند عائشة، فلمّا انتصف اللّيل قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن فراشه، فلمّا انتبهت وجدت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد قام عن فراشها فداخلها ما يدخل النّساء أي الغيرة، وظنّت أنّه قد قام إلى بعض نسائه، فقامت وتلفّفت بشملتها وايم الله ما كانت قزّاً ولا كتاناً ولا قطناً ولكن سداه شعراً ولحمته أوبار الإبل، فقامت تطلب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حجر نسائه حجرة حجرة فبينا هي كذلك إذ نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ساجداً كثوب متلبّد بوجه الأرض فدنت منه قريباً فسمعته يقول في سجوده :
[ سَجَدَ لَكَ سَوادي وَخَيالي، وَآمَنَ بِكَ فؤادي، هذِهِ يَدايَ وَما جَنَيْتُهُ عَلى نَفْسي، يا عَظيمُ تُرْجى لِكُلِّ عَظيم، اِغْفِرْ لِيَ الْعَظيمَ فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذَّنْبَ الْعَظيمَ إِلاّ الرَّبُّ الْعَظيم ]. ثمّ رفع رأسه وأهوى ثانياً إلى السّجود وسمعته عائشة يقول :

[ أَعُوذُ بُنُورِ وَجْهِكَ الَّذي أَضاءَتْ لَهُ السَّماواتُ وَالأَْرَضُونَ، وانْكَشَفَتْ لَهُ الظُّلُماتُ، وَصَلَحَ عَلْيْهِ أَمرُ الأَْوَّلينَ وَالآْخِرينَ، مِنْ فُجْأَةِ نِقْمَتِكَ، وَمِنْ تَحْويلِ عافِيَتِكَ، وَمِنْ زَوالِ نِعْمَتِكَ، اَللّهُمَّ ارْزُقْني قَلْباً تَقِيّاً نَقِيّاً، وَمِنَ الشِّرْكِ بَرياً لا كافِراً وَلا شَقِياً ]. ثمّ عفّر خدّيه في التّراب وقال : [ عَفَّرْتُ وَجْهي فِي التُرابِ وَحُقَّ لي أَنْ أَسْجُدَ لَكَ ]، فلمّا همّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالانصراف هرولت إلى فراشها وأتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الفراش وسمعها تتنفّس أنفاساً عالية، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ما هذا النّفس العال تعلمين أي ليلة هذه، ليلة النّصف من شعبان، فيها تقسم الأرزاق، وفيها تكتب الآجال، وفيها يكتب وفد الحاج، وانّ الله تعالى ليغفر في هذه اللّيلة من خلقه أكثر من شعر معزي قبيلة كلب، وينزل الله ملائكة من السّماء إلى الأرض بمكّة.

الرّابع عشر : أن يصلّي صلاة جعفر كما رواه الشّيخ عن الرّضا صلوات الله عليه.
وهي الإكسير الأعظم والكبريت الأحمر وهي مرويّة بما لها من الفضل العظيم بإسناد معتبرة غاية الاعتبار وأهمّ ما لها من الفضل غفران الذّنوب العظام وأفضل أوقاتها صدر النّهار يوم الجمعة وهي أربع ركعات بتشهّدين وتسليمتين يقرأ في الرّكعة الأُولى سورة الحمد و { إذا زلزلت } وفي الرّكعة الثانية سورة الحمد والعاديات وفي الثّالثة الحمد و { إِذا جاءَ نصرُ اللهِ } وفي الرابعة الحمد و { قُلْ هوَ اللهُ أحدٌ } فإذا فرغ من القراءة في كلّ ركعة فليقل قبل الرّكوع خمس عشرة مرّة [ سُبْحانَ اللهِ وَاَلْحَمْدُ للهِ وَلا إِلهَ إلاّ اللهُ وَاَللهُ أَكْبَرُ ] ويقولها في ركوعه عشراً وإذا اسْتوى من الرّكوع قائماً قالها عشراً فإذا سجد قالها عشراً فإذا جلس بين السّجدتين قالها عشراً فإذا سجد الثّانية قالها عشراً فإذا جلس ليقوم قالها قبل أن يقومُ عشراً يفعل ذلك في الأربع ركعات فتكون ثلاثمائة تسبيحة.
روى الكليني عن أبي سعيد المدائني قال : قال الصادق عليه السلام : ألا أعلّمك شيئاً تقوله في صلاة جعفر عليه السلام ، قلت : بلى، قال : " قل إذا فرغت من التّسبيحات في السّجدة الثانية من الرّكعة الرابعة : [ سُبْحانَ مَنْ لَبِسَ الْعِزَّ وَالْوَقارَ سُبْحانَ مَنْ تَعَطَّفَ بِالَْمجْدِ وَتَكَرَّمَ بِهِ سُبْحانَ مَنْ لا يَنْبَغِي التَّسْبيحُ إلاّ لَهُ سُبْحانَ مَنْ أَحْصى كُلِّ شَيْء عِلْمُهُ سُبْحانَ ذِي الْمَنِّ وَالنِّعَمِ سُبْحانَ ذِي الْقُدْرَةِ وَالْكَرَمِ اَللّـهُمَّ إِنّي أَسْأَلُكَ بِمَعاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِكَ وَمُنْتَهَى الرَّحْمَةِ مِنْ كِتابِكَ وَاسْمِكَ الأَْعْظَمِ وَكَلِماتِكَ التّامَّةِ الَّتي تَمَّتْ صِدْقاً وَعَدْلاً صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَأَهْلِ بَيْتِهِ ... وَافْعَلْ بي كَذا وَكَذا ] وتطلب حاجتك عوض كلمة كذا وكذا ".


الخامس عشر : أن يأتي بما ورد في هذه اللّيلة من الصّلوات وهي كثيرة منها ما رواها أبو يحيى الصّنعاني عن الباقر والصّادق عليهما السلام ورواها عنهما أيضاً ثلاثون نفر ممّن يوثق بهم ويعتمد عليهم قالوا : قالا عليهما السلام : " إذا كانت ليلة النّصف من شعبان فصلّ أربع ركعات تقرأ في كلّ ركعة الحمد و { قُلْ هُوَ اللهُ أحَدٌ } مرّة فإذا فرغت فقُل :
[ اَللّهُمَّ إِنّي إِلَيْكَ فَقيرٌ، وَمِنْ عَذاِبكَ خائِفٌ مُسْتَجيرٌ، اَللّهُمَّ لا تُبَدِّلِ اسمي، وَلا تُغَيِّرْ جِسْمي، وَلا تَجْهَدْ بَلائي، وَلا تُشْمِتْ بي أَعْدائي، أَعُوذُ بِعَفْوِكَ مِنْ عِقابِكَ، وَأَعُوذُ بِرَحْمَتِكَ مِنْ عَذابِكَ، وَأَعُوذُ بِرِضاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَأعُوذُ بِكَ مِنْكَ، جَلَّ ثَناؤُكَ، أَنْتَ كَما أَثْنَيْتَ عَلى نَفْسِكَ وَفَوْقَ ما يَقُولُ الْقائِلُونَ ] "... واعلم أنّه قد ورد في الحديث فضل كثير لصلاة مائة ركعة في هذه اللّيلة تقرأ في كلّ ركعة الحمد مرّة والتّوحيد عشر مرّات وقد مرّ في أعمال شهر رجب صفة الصّلاة ستّ ركعات في هذه اللّيلة يقرأ فيها سورة الحمد ويس وتبارك والتّوحيد.


يوم النّصف من شعبان

وهو عيد الميلاد قد ولد فيه الإمام الثّاني عشر إمامنا المهديّ الحجّة بن الحسن صاحب الزّمان صلوات الله عليه وعلى آبائه ويستحبّ زيارته عليه السلام في كلّ زمان ومكان والدّعاء بتعجيلِ الفرَج عند زيارته وتتأكّد زيارته في السّرداب بسرّ من رأى وهو المتيقّنُ ظهوره وتملّكُهُ وأنّه يملا الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.


ولا تنسونا من دعائكم لهذا العبد المذنب الذليل



وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال