بسم الله الرحمن الرحيم
إسم المنحوته : " العذراء تنتحب "
النحات : مايكل أنجلو
جنسية النحات : إيطالي
مريم العذراء تنتحب
وتعتبر واحدة من الأعمال التي لا يمكن نسيانها (1497-1500 كاتدرائية
القديس بطرس, مدينة الفاتيكان ). ويجسد العمل ( بيتتا ) تصويرا للسيد
المسيح وهو في حضن أمه مريم العذراء بُعيد إنزاله عن الصليب
موضوع العمل كان مشهورا في فرنسا وشمالي أوروبا ذلك الوقت إلا أن
الأعمال السابقة كانت غير ملائمة حيث كان يتم تصوير جسد مريم العذراء
هزيلا صغيرا مقارنة مع جسد السيد المسيح فتصبح الصورة ركيكة وغير
منطقية ، كما أن المبالغة الهائلة في تصوير جروح السيد المسيح سعيا
لاستثارة عواطف المشاهد كانت غير مبررة.
وعلى العكس تماما...فنسخة مايكل أنجلو من هذه المنحوتة ..كانت نسخة
غاية في الجمال والرقة..حيث صور مريم العذراء وهي تنظر نحو ابنها
المضرج بالدماء نظرة صامتة شديدة الحزن والأسى على فقدانها لفلذة
كبدها, و تكاد لا ترى الجروح التي ألمت بالسيد المسيح إلا أنك مع ذلك
تتفاعل مع هذه المنحوتة وتتحرك مشاعرك بالضبط كما أراد مايكل أنجلو.
حيث استبدل الجروح والإصابات بالإيماءات وفنونها سعيا منه لاستثارة
العواطف والمشاعر. حيث تستطيع أن ترى كيف تشد مريم العذراء انتباهنا
إلى ابنها المتوفى بواسطة يدها اليسرى, في حين تلتفُ يدها اليمنى
لتعانق السيد المسيح برقة, رافعة ساعده قليلاً مما يجعل يده ممتدة
مرتخية دون حراك.
ومن الشكل العام نستطيع أن نرى تصوير جسد مريم العذراء على نحو عريض
لتحتوي جسد السيد المسيح المضطرب الذي ينحني قليلاً حول جسد مريم
العذراء مشكلاً منحوتة غاية في الرشاقة والإيجاز.
كانت نية مايكل أنجلو عند نحت المنحوتة هو وضع هذه المنحوتة ضمن
محراب/مذبح ضيق لذلك كان قد صقل النهايات وعزز نحت اللباس بشكل بديع
جداً لكي تصبح مرئية وواضحة ضمن موقعها.
من النادر حقاً أن نرى في أعمال مايكل أنجلو مثل كمال هذا العمل ومدى
الاتقان الذي حظي به. ومن المحتمل أن راعي هذه المنحوتة كان السبب في
الإصرار على إنهائها بشكل كامل.







رد مع اقتباس
المفضلات