5 شعبان عام 38 هجري

مولد الإمام السجاد علي بن الحسين (ع)

في أيام خلافة الإمام علي (ع) بعث إليه واليه على المشرق (حريث بن جابر الحنفي) بابنتي (يزدجرد) آخر ملوك الفرس فزوج الإمام علي (شهربانو) من ابنه الإمام الحسين وزوج الأخرى تلميذه محمد بن أبي بكر. فولدت السيدة (شهربانو) في الخامس من شعبان سنة 38 من الهجرة ابناً مباركاً ذلك هو علي ابن الحسين عليهما السلام الملقب بالسجاد وزين العابدين لشدة سجوده وكثرة عبادته وتضرعه إلى الله تعالى.

والسجاد (ع) هو الإمام الرابع من الأئمة الاثنى عشر الذين نص رسول الله (ص) على إمامتهم، وقد صرح كبار رجالات المسلمين بعظمة الإمام السجاد وأشادوا بذكره، بناء على ما قطعه من شوط بعيد في مضمار الفضل والعلم والتقوى. فعن سعيد بن المسيب قال حين سئل عن الإمام علي (ع): (هذا سيد العابدين)، وقال ابن حجر في صواعقه المحرقة (زين العابدين هو الذي خلف أباه علماً وزهداً وعبادة)، وقال سفيان بن عينية: (ما رأيت هاشمياً أفضل من علي بن الحسين ولا افقه منه).

وكان الإمام السجاد قد حضر مأساة كربلاء ولكن الحكمة الإلهية اقتضت بقاءه حياً ونجاته من القتل الذي حل برجالات أهل البيت(ع) ليقود المسيرة الإسلامية حتى استشهاده في 12 محرم عام 95 للهجرة وله من العمر 57 سنة.

11 شعبان عام 33 للهجرة

ولادة علي الأكبر ابن الإمام الحسين (ع)

اتفق المؤرخون على ان علي الأكبر ولد قبل الإمام السجاد بأربع أو خمس سنين، وكان عمره يوم استشهد مع أبيه الحسين (ع) في كربلاء سبعاً وعشرين سنة. وأمه هي ليلى بنت أبي مرة بن مسعود الثقفي وهي من بيت شرف ومنعة. وتلتقي ليلى مع المختار ابن أبي العبيد الثقفي في مسعود الثقفي.

وكان لعلي الأكبر منزلة رفيعة عند أبيه الإمام الحسين (ع) الذي كان يقدمه على غيره من أصحابه وأهل بيته إلا أبي الفضل العباس. وذكر المؤرخون ان الإمام الحسين حين اجتمع ليلة عاشوراء بابن سعد أمر من كان معه بالتنحي عنه إلا اخوه العباس وابنه علي الأكبر وكان مع ابن سعد غلامه وابنه حفص.

ودلت الشواهد على ان علي الأكبر كان أشبه الناس بجده رسول الله (ص) منها قول الإمام الحسين في حقه: (اللهم اشهد انه برز إليهم أشبه الناس خُلُقاً وخَلقاً ومنطقاً برسولك وكنا إذا اشتقنا إلى نبيك نظرنا إليه)، فكان بذلك مرآة الجمال النبوي ومثال كماله الاسمى وانموذجاً من منطقه البليغ الرائع.



15 شعبان عام 255 للهجرة

مولد الإمام الحجة بن الحسن العسكري المنتظر

هو الإمام محمد بن الإمام الحسن العسكري بن الإمام علي الهادي بن الإمام محمد الجواد.... ابن الإمام الحسين بن الإمام علي عليهم السلام ومن فاطمة الزهراء بنت رسول الله (ص). وأما اسم أمه فهو (نرجس) وهي جارية وولد في سامراء وهو حيّ غائب وسيظهر بإذن الله ويملأ الأرض قسطا وعدلا.

يقول العلامة المجلسي متحدثاً عن الإمام المهدي (ع): (كان مولده عليه السلام ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين وكان سنه عند وفاة أبيه العسكري خمس سنين).

وقد تواترت الروايات لفظاً ومعنى عن طرق معتبرة لدى المسلمين جميعاً وكلها تظافرت على التصريح والوعد والبشارة بالمنقذ والمصلح المهدي. ومما أشار به القرآن إلى ظهور المهدي الموعود الذي جعله تعالى من ولد فاطمة الزهراء (ع) هذه الآية المباركة (ولد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الأرض يرثها عبادي الصالحون). ويدل على ذلك ما رواه الفريقان - الشيعة والسنة - عن النبي (ص) انه قال: (لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث رجلا صالحاً من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا وقسطا كما قد ملئت ظلما وجورا). كما قال مالك بن انس ان لم يتحقق بعد مصداق الآية الشريفة (ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين). وان الأمة ما زالت تنتظر من تتحقق على يديه هذه الآية. فالوعد الإلهي بتصفية بؤر الشر والفساد وتحقيق الانقلاب الكبير والتغيير الشامل وإقامة القسط والعدل يتحقق على يد مصلح البشرية مهدي هذه الأمة.



يتبع >>>



اختكم ... نور علي