السلام عليكم
أتأسف على على الغيب الطويل وهذه قصة قصيرة من تالفي 
صرخة ندم
عندما أشرقت الشمس و بدأت ترسل بعض من خيوط أشعتها على وجه العالم ,فتح عيناه على صوت الصراخ الذي يدور في الطابق السفلي من المنزل وذهب ليرى الصراخ الذي يحدث في الأسفل وهو ينزل ولا زال أثر النوم في عينيه ,علي ذا الخمسة عشر عاماً يرى أمه وأبه يتشاجران أرد أن يتقدم ليقف الشجار لكن أبتسم ابتسامة استهزاء ................
قال في نفسه :لماذا أفعل ذلك هما دائما على هذا المنوال, أمي تريد الطلاق من أبي الذي قريباً يعلن إفلاسه وأمي التي تريد من أبي إن يجد حلاً لهذه المشكلة الذي وقع فيها بأي طريقة وأبي الذي لا يعرف ماذا يفعل أما أنا فضائع بينهما و كأنهما لم ينجبنا !!
عندما هدأ الشجار بخروج الأب وجلوس الأم في الصالة تبكي وكأنها فقدت شخص عزيز على قلبها ....نظر علي إلى أمه وتقدم لها..
قال لها :أمي هل أنتِ بخير ؟؟
لم تتكلم الأم بل ظلت تبكي وفجأة..
قالت :إن أباك عندما تزوجني قال لي أنني سوف أجعلكِ كأميرة وأنا لم أرى أي شيء من ذلك أبداً.
قال علي :لماذا يا أمي تقول ذلك وأنتِ عندكِ منزل كبير بل قصراً لماذا لا تحمدي ربكِ على هذه النعمة التي لم تجد لأحد غيركِ بسهولة في هذا العالم وأنتِ الآن تجحدين النعمة التي أعطاكِ إياها الله تعالى لماذا يا أمي ذلك؟؟
قالت الأم وهي تبتسم ابتسامة ساخرة :أن أباك لم يفعل كل هذا لوحده بل بفضلي أنا وبعد فترة قال لي أنه لا يحتاج لي ولا إلى أفكاري وبعد ذلك أودى بنا إلى الفقر و الخساره و أنا آلان أكرهه كره شديد و أريد الطلاق منه اليوم قبل غداً .
قال علي: وأنا يا أمي أين أذهب و ماذا سيحدث لي؟ لم تفكر في ذلك ياأمي ؟
قالت الأم: أنتَ فتى كبيراً و عليك الاعتماد على نفسك في كل شيء ! وسكتت وذهبت إلى غرفتها ...
وعندما حل الظلام على الدنيا جاء الأب وهو ينفخ في سيجارة التي بين يده ...جلس علي بجانبه وهو ينظر له ..نظر الأب إلى علي .
وقال: أين أمك الآن ؟؟
قال علي: أنها خرجت وهي تقول بأنها سوف تذهب إلى منزل أبيها و لن تعود... بل تريد ورقة الطلاق يا أبي ؟؟
نظر الأب إلى ولده علي وقال: إذن أنها مصرة على ذلك؟؟
قال علي : أجل !
ضحك الأب ضحكة صغيرة
قال علي :أبي إذا انفصلت أنتَ و أمي ماذا سيحدث لي؟أما تفكر في أمري يا أبي ؟؟ أنا محتاجاً لكما بجانبي الآن؟؟
قال الأب :أنت مثل أمك تريد شخص ما يجلس معك أربعة وعشرون ساعة أنت الآن رجلاً كبير فماحاجتك الآن لي ؟؟
قال علي : وأنت يا أبي لست مهتماً بي أيضا أذا متى سألقى أهتما كما أنت وأمي ؟ هل عند موتي؟؟
خرج الأب من المنزل نظر علي إلى الباب و هو يغلق من خلف أبيه ونزلت من عينيه دمعة حرقة ...وذهب مسرعاً إلى خارج المنزل لا يعرف أين يذهب من العالم الذي يعيشه وهذا الوقت بذات ...قال: أين أذهب يا إلهى؟؟ صرخة خرجت من فمه الصغير.
وحينها أتت سيارة مسرعة جداً فاصطدمت بجسد هزيل.. توقف صاحب السيارة... وصرخت زوجته:حسن ماذا فعلت ؟ماذا حدث؟؟؟
نظر حسن إلى جسد قد غطى بالدماء .......وقال:أنه ولد لقد صدمته؟
اتت الإسعاف لتحمل جسد دون روح .....وعند الاتصال بأمه جن جنونها
وصرخت بجنون :لقد قتله أبيه أجل قتله أنا أعرف ذلك ؟
ونزلت دمعة حرقة ....دمعة جعلتها تحس بمرارة كبيرة لقد فقدت شيء كان اثمن ماتملك في حياتها لم تحافظ عليه أبداً.............
أما الأب : جلس على الكرسي في المستشفى وقد وضع يديه على وجه ...وقال: أنها نهاية الطمع الذي كان بي أنا و أمه!
لقد ذهب علي........ لقد ذهب علي.....أجل ذهب علي مع أدراج الرياح
صرخة خرجت من فم أمه وأبيه معاً.
أتمني إن تعجبكم
تحياتي
المفضلات