بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وأهلك أعدائهم يا كريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



قال الله تبارك وتعالى :
" ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم "



في هذه الآية يدور الحديث عن النبي سليمان وقومه ،،
عندما إقترح عليهم أن يأتوه بعرش ملكة " سبأ " ،،
فقال له أحد حواريه وكان عنده علم من الكتاب : " أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك " ،،
فشعر سليمان بالفرح يغمر نفسه لوجود مثل هذه الشخصيات
في بلاطه ولديهم الروحيات والمعنويات القوية ،،
فقرر أن يشكر الخالق تعالى فقال : " ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم "



والجدير بالذكر أن ثواب الشاكر ذكر في هذه الآية بوضوح ،،
ولكن عقاب من يكفر بالنعمة ذكر بصورة غير مباشرة " ومن كفر فإن ربي غني كريم " ،،
حيث ركزت الآية على كرم الله تعالى ،، وهو نهاية رحمة الله ولطفه في دائرة التخاطب مع الإنسان ،،



ويمكن إستفادة نقطة مهمة أخرى من الجملة الآنفة الذكر ،،
وهي أن الله تبارك وتعالى يحذر عباده من الكفر ويدعوهم للشكر لا لحاجة منه إليهم ،،
وحتى على فرض كفران النعمة فإنه يفيض من كرمه ولطفه على الناس
لعلهم يرجعون عن غيهم ولا يحرمون أنفسهم من أنعم الله تعالى.



وأساساً فإن الكتب الإلهية تعود بالنفع على العباد أنفسهم ،،
فهي بمثابة دروس لهم ، لتربية أنفسهم ،،
فالباري تعالى غني بذاته ولا يحتاج إلى أحد ،،
لا لطاعة العباد ولا عصيانهم ولا يضرونه بالعصيان شيئاً .




نسألكم الدعاء