بسم الله الرحمن الرحيم

حينما كنتُ طفلة صغيرة كنتُ أسمع عن حوادث
حدثت هُنا وهُنـــــاك
ولكني لم أعي مامعنى الذي يحدث ..!!
فعندما كانوا يتحدثون عن كربلاء كنتُ أستمع إلى كل
كلمة تقال ولكني لم أفهم مامعنى كربلاء ، وما معنى تقطيع الروؤس ،
لم أعي مامعنى كل ماحدث هناك ؟؟
لم أفهم أيضاً ما معنى السبي ،
ولم أفهم لما سميت زينب عليها السلام بِأم المصائب ...!!
ولما سميت بجامعة الاحزان والرزايا ..!!
ومرت الأيام ...

وهــــــا أنا كبرت وكبُرت معي كربلاء ..
كبُرت وفي أحشائي تلك السيدة الجليلة التي
تربعت في قلبي وعقلي ،،
كبرتُ وكبُرت معي مصائبها وأحزانها ..
كبرت وأزدادت معي دموعي حزناً عليها وعلى إخوتها وعشيرتها ...

وهـاهي الايام تمضي لتكون مشيئة الله بإن نذهب لزيارتها
وزيارة ضريحها في ذلك المكان البعيد ..
فبينما كنتُ أعبر تلك المسافات الطويلة أقطع الصحاري والقفار
كي أصل إليها وأواسيها بمصابها ، كي أذرف دموعي
حباً لها ولا أهلها ...
شعرتُ بإن روحي ذهبت لذلك المكان البعيد قبل جسدي
شعرتُ بشوقٍ يغمرني لرؤية ذلك المكان ،،
وبدأتُ أتخيل كيف هو ذلك المكان ،
هل هو كما رأيته عندما كنتُ طفلة ،، أم تغير ،،
لا أعلم مـــــــاذا حصل ؟؟ فسنين طويلة مضت وأنا لم أرى ذلك المكان ....
وهاهي الدقائق تقترب لألتقي بذلك المكان ..
وصلتُ إلى تلك الحضرة الشريفة وقفتُ عند الباب
لأقرأ إذن الدخول وبعد إن أنتهيت
بدأتُ أتقدم خطوات لأرى كيف أصبحت معالم المكان ..
أخذت عيني تجول في تلك الحضرة لأرى تلك المعالم النورانيه التي لم تتغير
على الرغم من كل تلك السنين التي مضت
فها أنا أرى كل ماكان موجوداً قبل سنين
وأشم كل تلك الروائح العطرة التي كلما شممتُها
شعرتُ بشوقاً لتلك الاماكن المقدسة ..

ولكـــــــــــــــــــــــن ....!

عندما وقعت عيناي على ذلك الضريح الشريف
لم أشعر إلا والدموع تملأ عيني
فقد تخيلتُ تلك السيدة الجليلة تقفُ أمام ناظري
متشحةٌ السواد ،، منهارة القوى ،،أثار ضرب السياط
وحرارة الشمس ظاهرة على جسدها الشريف ..

حينها أتخذتُ لي مكاناً جلستُ فيه وأنا أنظر
إلى ضريحها والاحزان قد أخذت مأخذها مني
وشعرتُ بأحشائي تتقطع وأنا أتخيل ذلك اليوم الحزين
ذلك اليوم الذي أبكى حتى ملائكة السماء ..
عندها هتف قلبي منادياً بدمعٍ مسكوب

سيدتــــــــــــــي ..

ها أنا أتيتُك من مكانِ بعيد لأواسيكِ وأحتضن أحزانكِ
وأشدُ على قلبك الحزين ..
أتيتُكِ خجلة معتذرة عن تلك الأيام التي مضت
ولم أشعر فيها بمصائبكِ نادمة على ما مضى من عمري
ولم أواسيكِ بدمعة صغيرة من عيني ..
أتيتُكِ أطلب الصفح منكِ ..
أتيتُكِ أطلبُ شفاعُتكِ لي ولوالديّ وإخواني ومن
يعنيني أمرهم في ذلك اليوم الذي لاينفع فيه مالٍ ولا بنون ..

سيدتــــــــــــي ..

لو مهما قدمتُ لكِ من أعذار وكلمات لما أستطعتُ
أن أفيكِ حقكِ يا أم المصائب ..


فعُـــــــــــــــذراً من القلب لكِ سيدتي ...

ولعن الله ظالميك وظالمي أمكِ وأبيك
وجدكِ وإخوتكِ وعشيرتكِ ..
لعنةُ الله عليهم جميعاً ...
ٌٌٌٍٍ
بقلم
همـــــــــ الصمــــــت ــــــــــس ..
ٌٌٍٍٍ