السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
أن لكل إنسان لحظة يسأل نفسه أسئلة مغايرة قد تبدأ بمعنى وجوده و بغض النظر إذا كانت إيجابية أو سلبية أو حتى تتدرج أسألته الى الأكثر غموضاً وإثارةً وغموضاً...
هذه حالة طبيعية وإنسيابية في حياة أي إنسان يريد الولوج في عالمه...والمؤمن هو الذي يعرف ويقدر معنى وجوده...
شدني موضوع قد أستوقفني موقف بأن لماذا لا يبدأ الإنسان في فهم ما يخلوا بما في داخله ويفهم نفسه مثل ما هي وليس كما يراد له بأن يفهم نفسه...فوجدت بأن بعض الناس يستنكر وجوده والبعض الآخر فضل عدم المناقشة بينما البعض الآخر أفتخر وشكر ربه لوجوده في هذه الدنيا...لا اُثني على هذا الأخير ولا أستنفر بكلام الأول...فكلاً له أسبابه وله مبروراته وأسبابه...والله أعلم ما تكنهُ الأنفس!!!
على العموم، وددتُ بأن تكونوا معي وبين ثنيات كلمات هذا الموضوع لكي نفهم "معاً" ما نحنُ و لماذا نحنُ يجب بأن نكون نجنُ... فلسفة جديدة وددتُ بأن تشاركوني بمداخلها...
إذاً، من أنت؟ ومن تكون؟
هل حددت.. من ستكون؟
هل جربت.. كيف تكون؟
هل تجرأت على كل هذا أم (كالعادة) خابت الظنون؟
نرى في الناس أشكالاً وألواناً ...بيضٌ وسود...شوكٌ وورود...فئرانٌ وأسود...فيهم المُحبّ ...وفيهم الحقود...فيهم خِلٌ ودود...فيهم الراضي بعيشه...وفيهم الحسود
أي هذي الناس نحن.. ومن نكون؟
نجري مقارنة بسيطة.. خذ مثلاً كبار التجار...
كيف تراهم بالله عليك؟
لباس جميل.. قوام طويل...ليموزين آخر موديل...لو كان جسراً لوصل بين الفرات والنيل، وأموال صفقات وأعمال، هليكوبتر لا تضاهيها الأباتشي بأي حالٍ من الأحوال قوية متينة.. غالية ثمينة من أين لك هذا يا.. أخينا؟
يقول.. بالحلال...
هذا هو الدارج.. لكن من الخارج
أما الداخل فيحتاج أخصائياً في علم النفس معالج. وندعوا له بالسلامة إذ الخوف عليه كبير من إصابته بفالج لا تنسوا يا أصدقاء إن ماتوا فلن يبقى من ذكرهم إلا مجرد أسماء
ويأتي بعدهم من كان معهود له بالولاء.. وربما يلغي إسمهم شر إلغاء .نعم.. فهذه لغة بعض الأغنياء...
أيها القارئ،
بربك.. هل فكرت بمد جسرٍ صغيرٍ بين عقلك وقلبك؟
هل فكرت ما الذي يحددك.. أنت أم مظهرك.. شكلك أم جوهرك.. هل فكرت؟
ما الذي يهمك في الحياة جمال قلبك.. أم جمال وجهك؟
حسن جسمك أو نقاء سريرتك؟
كبر عضلاتك أم كبر عقلك؟
هل نحدد فضلاً من نكون؟
هل نستطيع التحديد أصلاً؟
هل هو هذا المال الذي يتقرب من أجله الناس لحبك؟
ماذا لو علمت أن رزقك محدد عند ربك؟
نعم.. فلست أنت من يصنع المال.. بل هو رزق مقدر لا محال يقول رب العزة في الحديث القدسي:
يا ابن آدم.. خلقتك لعبادتي فلا تلعب.. وقسمت لك رزقك فلا تتعب وفي أكثر منه فلا تطمع.. فإن رضيت بما قسمت لك.. أرحت نفسك وكنت عندي محمودا وإن لم ترض بما قسمت لك فوعزتي وجلالي لأسلطن عليك الدنيا تركض فيها ركض الوحوش في البرية.. ثم لا يكون لك فيها إلا ما قسمت لك وكنت عندي مذموما...
هل تحليت أخي القارئ بصفات المؤمن؟
أم بصفات من هو على جمع المال مدمن...!!!
هل أنت في الصلاة خاشع؟
وإلى الركوع مسارع؟
هل أنت كمن إذا استحسن استبشر؟
وإن أساء استغفر ،وإن عتب استعتب، وإن سفه عليه حلم ،وإن ظُلم صبر ،وإن جير عليه عدل؟
أخي القارئ،
لا تتعوذ بغير الله.. ولا تستعن إلا بالله، كن وقوراً في الملا.. شكوراً في الخلا، قانعاً بالرزق.. حامداً على الرخاء، صابراً على البلاء.. حسبك هو الله في البأساء والضراء
عندها سيكون جزاؤك خير جزاء، هنا يكمن الجوهر.. لا شكلٌ خدّاعٌ ومظهر...ولكن، لا يصلح الجوهر إلا بصلاح الضمير.. فكروا فيها قليلاً.. إنه أمرٌ يسير...لكن.. إن لم تقف لحظة هنا للتفكير.. فإن الأمر سيبدو عسير.. بل مستحيل ،نعم.. بهذا التعبير
والآن..
هل عرفت من تكون؟
هل خرجت من حالة السكون؟
منقول
المفضلات