تاااااااااااااااااااااااااااابع
نوابه عليه السلام :
للإمام الحجة صاحب الزمان غيبتان : الغيبة الأولى وتسمى بالغيبة الصغرى ، والثانية تسمى الغيبة الكبرى .
بدأت الغيبة الصغرى من استشهاد الإمام العسكري - وقيل من يوم مولد الإمام المهدي (عج) سنة 255هـ - ، واستمرت حتى وفاة السفير الرابع سنة تسع وعشرين وثلاثمائة ، ودامت ما يقرب من تسعٍِ وستين سنةً ، وانقطعت الصلة المباشرة بينه وبين مواليه وشيعته ، وبدأت الغيبة الكبرى بالانقطاع التام ، لا صلة شخصية ولا واسطة سفير ، بل بالنائب العام وهو المرجع الأعلم من المجتهدين - قدس الله اسرار الماضين منهم وأعلى مقامهم ، وأنار الله برهان الباقين منهم - .
لقد كان للإمام خلال غيبته الصغرى أربعة نواب ( أو سفراء ) على الترتيب والبدل ، بمعنى أنه عند انقضاء أجل كل منهم ونفاد عمره ، كان يوصي إلى الأخر ، بناء على تعيين الإمام وبامر منه فيقيمه مقام نفسه في النيابه والسفارة والوساطة بين الناس وإمامهم ، وهؤلاء النواب مدفونون كلهم في العراق ببغداد ولكل منهم مزار مخصوص :
أما هؤلاء النواب الأربعة فهم :
الأول : أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عمرو العمري الأسدي ، الذي كان وكيلاً عن الإمام الهادي ، ثم عن ابنه الإمام الحسن العسكري ثم صار نائباً للخلف المنتظر دة سنوات ، حتى مضى إلى رحمة ربه ، وكان جليل القدر جداً ، ورفيع الشان تحقيقاً .
حضر تغسيل الإمام العسكري عند وفاته وتولى جميع أمره في تكفينه وتحنيطه ودفنه مأموراً بذلك ، وكانت توقيعات صاحب اللأمر الحجة تخرج على يده ، ويد ابنه محمد إلى الموالين من الشيعة ، وخواص أبيه بكل مسألة وكل ما يهم أمر المسلمين .
يقع قبره في الجانب الغربي من بغداد ، شارع الميدان جهة الجنوب من مسجد الذرب .
الثاني : ابنه محمد بن عثمان بن سعيد العمري ، الذي كان أيضاً وكيلاً كابيه ثم صار نائباً بعد أبيه عن الحجة ، إلى أن توفى في اخر جمادى الأول من سنة خمس وثلاثمائه من الهجرة المباركة ، وكانت أيام نيابته ونيابة أبيه قريباً من خمس وأربعين سنة .
يعرف بالخلاني ، والشيعة مجتمعة على ثقته وعدالته وأمانته ، وكانت التوقيعات تخرج من الإمام على يده إلى الشيعة في كل مهمة ، ويقع قبره الشريف في الجانب الشرقي من بغداد .
الثالث : أبو القاسم الحسين بن روح بن ابي بحر النوبختي ، الذي قام بامر النيابة إحدى وعشرين سنة إلى أن توفى في شعبان سنة ست وعشرين وثلاثمائة ، ودفن في النوبختيه ، في الجانب الشرقي من بغداد في سوق الشورجه - حالياً .
وكان موضع ثقة الجميع ، أقامه أبو جعفر محمد بن عثمان مقامه قبل وفاته بسنتين أو ثلاث .
الرابع : أبو الحسن علي بن محمد السمري وقد قام بالأمر ثلاث سنين فقط وتوفى في النصف من شعبان سنة تسع وعشرين وثلاثمائة للهجرة وقبره في الجانب الغربي من بغداد .
وكانت قد خرجت لأبي الحسن السمري قبل وفاته بأيام ، رقعة توقيع من ناحية الإمام المقدسه ، أخبره فيها بوفاته خلال مدة وجيزة من يوم إلى ستة أيام ، ثم نهاه عن الوصية في هذا الأمر إلى أحد بعده ، ومنعه من تسميت نائب أخر ( خامس ) للإمام وهذا نصها :
بسم الله الرحمن الرحيم
يا علي بن محمد السمري ، أعظم الله أجر اخوانك فيك ، فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام ، فاجمع أمرك ولا توصِ إلى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك ، فقد وقعت الغيبة التامة . فلا ظهور إلا بعد إذن الله تعالى ذكره ، وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلب وامتلاء الأرض جوراً ، وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة ألا من ادّعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفترٍ ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
وروي أنه في اليوم السادس حضر الموالون الشيعة وهو يجود بنفسه فقيل له من وصيك من بعدك فقال :
لله امرٌ هو بالغه ..
وبوفاة هذا النائب الجليل انتهت الغيبة الصغرى التي استمرت ما يقرب تسع وستين سنة ، وبدأت الغيبة الكبرى إلى يومنا هذا ، حتى يأذن الله تعالى .
اسلوب السفراء الأربعة في الغيبة الصغرى :
اضطلع السفراء في الغيبة الصغرى بمهمة قيادة قواعد الإمام من الناحية الفكرية والسلوكية ، طبقاً لتعليمات الإمام والتوسط بينه وبينها في في ايصال التبليغات واخراج التوقيعات ، وحل مشاكلها وتذليل العقبات التي تصادفها .
وقد اعتمدت تحركاتهم ونشاطاتهم على السرية التامة دون أن يثيروا السلطات عليهم ، ولكي تنفسح لهم أكبر الفرص وأوسع المجالات للعمل تحت قيادة الإمام دون أن يقعوا تحت طائلة المطاردة والتنكيل .
وكانوا يقومون بأعمال تجارية ، كالبيع والشراء في السمن أوالمواشي أو بقية أنواع التجارة لتغطية أعمالهم ، حتى لا يتسرب لأحد الشك في الأموال التي تصل إليهم من الشيعة ، وهم بدورهم يوصلونها إلى الإمام .
ولعل الدوافع التي دفعت السفراء إلى هذا الأسلوب من العمل ،الأسباب التالية :
خوف السلطة من العلويين ، ومحاولة مطاردة واضطهاد عدد كبير من قادتهم وكبرائهم .
الجو القلق والمطرب الذي عاشته قواعد الإمام الشعبية بشكل عام . والسفراء الأربعة بنحو خاص ، إلى درجة ان عثمان بن سعيد ، السفير الأول للإمام كان ينقل المال في جراب من الدهن لشعوره بضغط السلطات ومطاردتهم له ، ولما ينتظره من العقاب الصارم لو عرفت به الدولة أو حصلت تجاهه على مستمسك خطير .
المطاردة الجادة والدائبة للإمام المهدي ومحاولة القاء القبض عليه ، وحملات التفتيش المنظمة لداره ، فإذا كانت الدولة تقف من الإمام هذا الموقف ، فكيف إذاً تقف تجاه قواعده ومواليه ؟! .
أهداف السفارة في الغيبة الصغرى :
هناك هدفان رئيسيان ترمي إليها السفارة عن الإمام هما :
أولاً : تهئية أذهان الأمة وتوعيتها لمفهوم الغيبة الكبرى ، وتعويد الناس تدريجياً على الأحتجاب ، وعدم مفاجأتهم بالغيبة دون سابق مقدمات ، ولربما ادى الأحتجاب المفاجئ إلى الإنكار المطلق لوجود الإمام المهدي (عج) .
ومن هنا جاء تخطيط الإمامين الهادي والعسكري عليهما السلام بالأختفاء التدريجي عن وسط الأمة ، وضاعفه الإمام العسكري على نفسه ، كما أن الإمام المهدي نفسه تدرج في عمق الاحتجاب كما بينا ، فكانت فترة السفارة أيضاً إحدى الفترات المرحلية لتهئية الأذهان بشكلها المتدرج .
ثانياً : قيام السفارة برعاية شؤون القواعد الشعبية الموالية للإمام والتوسط بينها ، لتمضية شؤونها ومصالحها بعد اختفاء الإمام عن مسرح الحياة ، بغيبة الكبرى .
قال النبي صلي الله عليه وآله وسلم : (مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وزخ فى النار)
رزقنا الله و إياكم زيارتهم في الدنيا و شفاعتهم في الآخرة
و صلى الله على محمد و آله الطيبين الطاهرين





رد مع اقتباس
المفضلات