بسم الله كلمة المعتصمين ومقالة المتحرزين ...

كان يستفزني كثيراً سماع أحدهم حين يقول : الانسان حيوان ناطق !! وأنا أعرف إن لو أحدهم قفز بوجهك ليقول لك يا حيوان ، لضايقتك مثل هذه المعاملة فمنذ متى أصبح الانسان حيواناً !! الآن فقط ولا أقصد الآن الآن يعني منذ أن رأيت بأم وجهي كيف إن الانسان يتحول إلى بهيمة الانعام بل أضل حين يفقد صوابه وحين تجره الشهوة والغريزة من قمة أنفه ويسحب ( أعزكم الله ) كما يسحب الحمار !! وهذا الانسان الذي فضله الله على سائر كثير من الخلق تحول في موقف واحد إلى بهيمة من بهائم الله ودابة من الدواب السائبة بعد أن انفرطت به محكمة العقل وصار سجين اللذة والشهوة والغريزة شأنه شأن أي حيوان آخر لا عقل له ولا حواس سوى شهوته التي تدله وترشده وتتحكم فيه فلا يردعه رادع ولا يأمره آمر سوى الغريزة ولا شيء آخر !!
الإنسان بصفة عامة ميّال إلى الممنوع ودائماً ما يلفت نظره الشيء النقيض له وهذه طبيعة بشرية كغريزة الفضول على سبيل المثال فدائماً يحرك الانسان شهوة التعرف على الغموض ليكشفه ، كذلك الحال ينطبق على نقيضه الأنثى حيث كل شيء في الأنثى والعكس صحيح تثير حفيظة الآخر ومتى ما تلاقى الذكر والأنثى في أي موقف عابر تتحرك في الأثنين حالة التعرف والرغبة والميول العاطفي هذا الكلام على صعيد البعض ممن تتلاعب به النزوة والعاطفة بينما هناك البعض من ذوي الإيمان الصلب والإرادة الصلبة مستثنى من هذا الكلام لأنه يعيش في حالة مختلفة تماماً عن البعض وإن كان لا يعفى من النصح والتوجيه فمتى ما اختلى الرجل بالمرأة كان ضيفهما الثالث ( الشيطان ) فهو الحاكم والناهي ولا يقول أحدكم غير ذلك ، فالاختلاء ليس بالضرورة أن يجتمع الرجل والمرأة في مكان واحد بل الاختلاء يتحقق عن طريق بعض الصور والمشاهد فالمراسلات الخاصة والمحادثات الجانبية سواء عبر المسنجر أو عن أي طريق آخر يثير في نفس أحدهما الرغبة في التحرش والتقرب والتعرف والتلاقي وإن لم يكن هناك ضابط يحرم فكرة الاقتراب فسوف يقع الفأس على الرأس ويحدث ما لايحمد عقباه وهذا واقع لم أأتي به من جيبي فواقعنا المؤلم يحدث ولا حرج عن هذه المصائب الكثيرة التي لم نراعي فيها الله ولم نخشاه حق خشيته وصرنا ألعوبة في يد شهواتنا التي تحركنا وفق ما تريد ولا نستطيع ضبط عواطفنا فنقع في وحل الرذائل والمفاسد !!
دائماً وأبداً النار حفت بالمكاره والجنة حفت بالشهوات فأيا منا يستطيع أن يقبض الجمر بيده والقابض على دينه كالقابض على الجمر وكلما استطعنا تجاوز حالة الأنا ونكران الذات كلما اقتربنا إلى مرتبة الكرماء والمؤمنين والصلحاء ومن النادر أن تجد إنسان بهذه المثالية في وقت وعصر ضعفت فيه الإرادة عن تحدي المكاره وصارت نفوسنا سقيمة أمام الإغراءات بكل صورها ، وهاهي الآن تتحقق بعد أن تحققت عبر التلفاز ، فوجود الموبايل والانترنت ووسائل إعلامية أخرى تتفتح للإنسان قنوات وثغرات يصبح فيها الانسان أمام المحك وعند مفترق الطرق فإمان أن تكون وإما لا تكون والمؤمن من سجن نفسه في الدنيا وصارت معتقله والكافر من حوّل دنياه إلى جنة يستمتع فيها كيفما تحقق له السعادة والراحة !!
تحياتي
يوم سعيد