[grade="00008B FF6347 008000 4B0082 FF1493"][align=center]الدرس الرابع عشر
قوله عليه السلام ( وَالنّاصِعِ الْحَسَبِ في ذِرْوَةِ الْكاهِلِ الاَْعْبَلِ(
معاني الكلمات :
الناصع : الخالص من كل شيء ، و الأمر الواضح ، و الشديد البياض
الحسب : ما يعده الإنسان من مفاخر آبائه و أمجاده
الأعبل : الضخم من كل شيء
الشرح
تضمنت هذه الفقرة تشبيه النبي محمد ( ص ) في حسبه الشريف بوصوله
لأعلى مدارج الرفعة
بمن جلس على سنام البعير حيث يكون علماً و مشاراً إليه ، لأنه في أعلى الهرم .
و كذلك حسبه (ص) عالٍ ، و من الوضوح لا يتمكن أحد من إنكاره
الدرس الخامس عشر
قوله عليه السلام( وَالثّابِتِ الْقَدَمِ عَلى زَحاليفِها فِي الزَّمَنِ الاَْوَّلِ (
الزحاليف : جمع الزحلوفة ، و هي المكان المنحدر الأملس الذي يتزحلف ـــ أي
يتزحلق ـــ من يضع قدمه عليه .
إن النبي الأكرم (ص) مع جهاده ، و ما كان يلقاه من المتاعب ، و المصاعب في
تلك الفترات المظلمة ثابت القدم ، رابط الجأش ، قوي العزيمة في ذات الله ،
و جهاده لم يتزعزع و لم يثن من عزمه ما كان يضعه قومه في طريقه من
عقبات ، و لم يغير الخط الذي كان يسير عليه للوصول إلى هدفه المنشود من
إعلاء كلمة الحق ، و تثبيت كلمة " لا إله إلا الله " و يتجنب المزالق التي تجُّره
إلى الانحراف عن القصد .
إن الدعاء توخى أن يبين هذا الدليل ، و المنار إلى الله ينطلق من مركز القوة
، و الاقتدار من الصفات التي يتمتع بها شخصاُ و حسباُ فهو عِليَةِ القوم ، و من
أشرف الناس ، و له من الصفات الروحية و الأسرية ما ليس لغيره و مع ذلك
فهو ثابت لا تأخذه المظاهر ، و لا تغره المباهج الدنيوية في الفخفخة و العظمة
المزيفة ، بل هو ثابت القدم راسخ الإيمان ، صعب الشكيمة
الدرس السادس عشر
قال (ع) : وعلى آله الأخيار المصطفين الأبرار .
آل الرجل أهله وعياله، وآله(ص) عند الإمامية عترته الطاهرة من أهل العصمة (ع( نعم اختلف العامة في المراد من آله (ص) ، فقيل أن آله أمته، وقيل أن آله عشيرته، وقيل أن آله من حرم عليهم الزكاة من بني هاشم وعبد المطلب.
ثم إن هنا بحثاً ينبغي الإلتفات إليه في هذه الجملة التي وردت في الدعاء، وهي الفصل بين النبي(ص) والآل بـ(على) حيث أن هناك خبراً مشهوراً: من فصل بيني وبين آلي بـ(على) لم ينل شفاعتي. وبمقتضى هذه العبارة الواردة في الدعاء، قد يقال بعدم صحته، فضلاً عن أنه لم نجده في أصل ولا في كتاب معتبر.
نعم بعضهم حمل الحديث المشهور الذي أِرنا إليه على أن المراد بـ(آلي) يعني علي بن أ[ي طالب(ع)، ويكون المعنى من فصل بسبب عداوته وخصومته لعلي(ع) فلن ينال شفاعتي.
وجاء في حديث آخر: من فرق بيني وبين آلي بـ (على) فرق الله بين رأسه وجسده يوم القيامة.
وفي هذا إشارة وإيماء لطيفة إلى أنه(ع) من أكمل أفراد آله وأشرفهم، حيث صار منهم بمنـزلة الرأس من جسدهم.
ويحتمل أن هذا إشارة إلى قوله(ص)): علي مني بمنـزلة رأسي من جسدي )
والأخيار: جمع خيّر بالتشديد، ككيّس وأكياس، أو جمع خير بالتخفيف، كعين وأعيان، وهما بمعنى واحد/ أي: كثير الخير.
وقيل: المخفف في الجمال والميسم، والمشدد في الدين والصلاح، والأول أشهر.
والخير، قيل: هو شيء من أعمال القلب نوراني زائد على الإيمان وغيره من الصفات المرضية، يدل على ذلك ما في حديث أنس: يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله، وكان في قلبه ما يزن مثال ذرة من خير.
وقيل: هو الوجود، ويطلق على غيره بالعرض، وهو: إما خير مطلق كوجود العقل، لأنه خير محض لا يشوبه شر ونقص، وإما خير مقيد كوجود كل من الصفات المرضية.
وقيل: هو ما يطلبه ويؤثره ويختاره كل عاقل، وهو ينقسم إلى:
1-خير بالذات.
2-خير بالعرض.
والأول هو الحقيقي، ومرجعه إلى الوجود البحت، والموجود بما هو موجود، كالعلم والإيمان الحقيقين.
والثاني، ما هو وسيلة إلى الأول، كالعبادة والزهد.
وقيل: هو ما يتشوقه كل أحد بلا مثنوية، وهو المختار من أجل نفسه والمختار غيره لأجله، فإن الكل مطلبه بالحقيقة الخير، وإن كان قد يعتقد في الشر أنه خير، فيختاره فمقصده الخير ويضاده الشر وهو المحتوي من أجل نفسه والمحتوي غيره من أجله.
والحق أن الخير كلي يندرج تحته جميع الأعمال الصالحة، كما يدل عليه قول أمير المؤمنين(ع): افعلوا الخير ولا تحقروا منه شيئاً، فإن صغيره كبير، وقليله كثير.
ويؤيده ما في بعض الخبار: يخرج منها-أي من جهنم-قوم لم يعملوا خيراً قط، وهؤلاء الذين ليس معهم إلا الإيمان.
وهذا المعنى من الخير يقابله الشر، فيكون كلياً يندرج تحته جميع الأعمال السيئة.
الدرس السابع عشر
قال( ع ): المصطفين الأبرار.
المصطفين جمع المصطفى، أي: المختار، اسم مفعول من اصطفى، قلبت الياء ألفاً وحذفت.
يعني أنه تعالى اختارهم للإمامة والخلافة، وأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، فكانوا خير أمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.
والأبرار: إما جمع برّ كأرباب، أو جمه بارّ كأصحاب، والبرّ هو العطوف المحسن، وقد يكون بمعنى الصادق، ومنه برئت يمين فلان إذا صدقت وصدق فلان وبرّ، يقال: بر الرجل يبر براً مثل علم يعلم علماً فهو برّ بالفتح.
وبار وهو خلاف الفاجر، وقيل: هو الكثير البر، أي الخير والاتساع في الإحسان.
وقال الطبرسي هو الذي بر الله بطاعته إياه حتى أرضاه، وهم(ع) أبرار بجميع هذه المعاني، فإنهم من أصدق الناس لهجة، وأعطفهم عليهم لطفاً وإحساناً، والخير منهم معروف وهم بالإحسان موصوفون، وقد بروا الله بطاعتهم إياه حتى أرضوه.
ثم إن هذه الصلاة الصادرة منه(ع) على آل النبي(ص) ماذا تستبطن، وإلى ماذا تشير؟...وبعبارة أخرى: ماذا يريد أمير المؤمنين(ع) من هذا التعبير الصادر منه، وإلى أي شيء يشير؟...
يمكننا أن نجيب عن ذلك بملاحظة نكتة دقيقة تضمنها هذا المقطع، حيث أن الظاهر والله العالم أنه(ع) يشير بهذا التعبير الصادر منه إلى عصمة آل النبي(ص)، وهم الخمسة الأشباح، والأئمة المعصومين(ع) من ولد الحسين(ع)، لأن التعبير :الطاهرين الأخيار المصطفين البرار، إشارة إلى عصمتهم كما ذكرنا.
فإذن هذا المقطع يمكننا أن نعبر عنه بأنه يتضمن مطلباً عقائدياً، يشير فيه أمير المؤمنين(ع) إلى أمرين أساسيـين:
الأول: عصمة من ذكرنا، وهم الخمسة الأشباح، بالإضافة إلى الأئمة الهداة من ولد الحسين(ع)، لأنه لم تدعى العصمة في أحد غير هؤلاء، فيكون جميع آل النبي(ص) خارجون عن ذلك، مضافاً لما ذكرناه في بيان معنى الآل في أول الحديث عن هذا المقطع.
الثاني: أحقيتهم بالخلافة بعد النبي(ص)، وأنه ليس لأحد الخلافة بعد رسول الله(ص) إلا هؤلاء، لأن مسألة العصمة قد تصلح وجهاً للإستدلال على الإمامة، لأن العصمة تثبت الأفضلية، وبالتالي يكون الأفضل هو الأولى بالمنصب دون غيره.
ولما كان هذا البحث يستدعي الخروج عن دائرة شرح الدعاء، وتحويله إلى مسألة عقائدية، أكتفي بما ذكرت والله سبحانه وتعالى الأعلم بحقائق الأمور
الدرس الثامن عشر
قال ( ع ) : وافتح اللهم لنا مصاريع الصباح بمفاتيح الرحمة والفلاح، وألبسني من أفضل خلع الهداية والصلاح...الخ...
لا بأس قبل التعرض لبيان هذه الفقرات من الإشارة إجمالاً لمضمون هذا المقطع، فنقول:
تتغير الطريقة التي أنتهجها أمير المؤمنين(ع) في هذا المقطع عن الطريقة المتبعة في المقطعين السابقين، حيث نلاحظ أنه(ع) قد نهج في المقطع الأول والثاني الأسلوب الذي ينبغي للداعي أن يعمد إليه في مسيرته الدعائية، وغايته من ذلك إحراز ضمان الإجابة، ولذا عمد إلى تقديم حمد الله والثناء عليه، ومن ثم في المقطع الثاني الصلاة على النبي وآله(ع)، ويمكننا أن نطلق على هذين المقامين مفاتيح الإجابة، و الوسائل التي يفتـتح بها الدعاء طلباً لتحصيل الإجابة.
بينما نجده(ع) في هذا المقطع يصور لنا النموذج الكامل لكيفية الطلب من الله سبحانه وترتيب عرضه عليه.
فنجده في هذا المقطع يكمل المنهج الذي ينبغي اتباعه في الطلب من الباري سبحانه، وذلك من خلال التقدم بالحوائج إلى من بيده الإجابة والاستجابة.
والخلاصة التي يمكننا أن نستخلصها من هذا المقطع، قبل التعرض لبيانه مفصلاً أن الداعي ركز على سؤال الله سبحانه أن يجعله إنساناً متكاملاً، بقدر الإمكان ليقوى على استقبال يوم جديد
يتبع
اختكم ..... نور علي[/align][/grade]





رد مع اقتباس
المفضلات