صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 25

الموضوع: شرح موجز و ميسر لدعاء الصباح المشهور عن أمير المؤمنين عليه السلام

  1. #1
    عضو سوبر مميز
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    المشاركات
    2,786
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    297

    شرح موجز و ميسر لدعاء الصباح المشهور عن أمير المؤمنين عليه السلام

    [grade="00008B FF6347 008000 4B0082 FF1493"][align=center]السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ....

    إخواني و أخواتي ........

    فهذا شرح موجز و ميسر لدعاء الصباح المشهور عن أمير المؤمنين عليه السلام للمؤلف / على سعيد

    أحببت أن أضعها بين أيديكم على شكل دروس

    و أدعو الله سبحانه و تعالى أن يوفقني لذلك.......

    و الله من وراء القصد ......



    الدرس الأول

    ) اللَّهُمَّ يا مَنْ دَلَعَ لسَانَ الصَّبَاحِ بنُطْقِ تبَلُّجْهِ (

    دلع : دلع لسانه دلوعاً : أخرج اللسان من الفم لتعب ، أو ظمأ
    بلج : أشرق و أنار ، و الشمس أضاءت .
    إن بين لسان الإنسان و لسان الصباح تشابه من حيث النطق و الكشف ، فكلا
    اللسانين ناطق : اللسان عند الإنسان بالكلام و النور عند الصباح بالإشراق و
    التبلج .
    فسبحان من جعل لسان الإنسان ناطقاً بالكلام ،و سبحان من جعل لسان الصباح
    ناطقاً بالإشراق و كلاهما آية من آياته الدالة على قدرته العظيمة ، و ظاهرة يقف
    العقل متحيراً إزاءها .


    الدرس الثاني


    )وَسَرَّحَ قِطَعَ الّلَيْلِ الْمُظْلِمِ بِغَياهِبِ تَلَجْلُجِهِ (

    ** معاني الكلمات :
    سرَّح : أرسل أو صرف أو أطلق

    قِطَعَ الّلَيْلِ : آناته المكنونة من الساعات و الدقائق و الثواني
    الغَياهِبِ : جمعغ غيهب وهو الظلمة الشديدة الحالكة .
    التَلَجْلُجُ : التردد و الاضطراب

    كلمة (سرح ) توحي بالسيطرة الكاملة على آنات الليل وساعاته ، و الخضوع
    لإرادته سبحانه و هذا التسريح يكون بغياهب تلجلجه كدليل على عظمته سبحانه
    و تعالى . إن تسريح آنات النهار نحس بها و بتدرجها حيث تظهر تغيرات الجو من الصباح إلى الغروب تبعاً لقوة ضوء الشمس و لكننا لا نرى لتسريح أنات الليل هذا
    الوضوح وهذه الآثار ، و ذلك بسبب ظلمة الليل الحالمة الشديدة و التي أطلق
    عليها لفظ ( الغياهب ) فإنها التي أوجبت هذا الابهام للصور فلم تتميز الحركات
    بالتحولات الليلية كما هو الحال في المتلجلج الذي لا يفصح في كلامه فلا يفهم
    ما يريد و ماذا يقصد .
    و في افتتاح الدعاء لهاتين الفقرتين :

    " اَللّـهُمَّ يا مَنْ دَلَعَ لِسانَ الصَّباحِ بِنُطْقِ تَبَلُّجِهِ، وَسَرَّحَ قِطَعَ الّلَيْلِ الْمُظْلِمِ "

    الدالتين على الظاهرتين الكونيتين و تقديمهما على غيرهما من صفات الله سبحانه
    في مقام تمجيده و تعظيمه دلالة على عظمة الله ة قدرته البالغة في نفسه أولاً ، و بيان ما لهاتين الظاهرتين من أهمية بالغة في هذه الحياة ، و على الأخص في حياة الأنسان

    قال سبحانه و تعالى

    ( و من رحمته جعل لكم الليل و النهار لتسكنوا فيه و لتبتغوا من فضله و لعلكم تشكرون )


    الدرس الثالث


    معاني الكلمات

    أتقن الأمر: أحكم و ضبط
    وصنع الشيء : أخرجه من العدم إلى الوجود
    الفلك : مدارات النجوم و الكواكب و الاجرام السماوية
    التبرج : اظهار الزينة

    الشرح

    لم يتمكن العلماء من ضبط ما في السماء من أنواع النجوم و الكواكب و
    اعدادها ، بل كل ما وصلوا إليه هو بالتقدير و التخمين فقد قدروا أن المجرة
    الواحدة تحوي تقريباً ( 100000 ( مليون من النجوم . وقالوا أن في السماء
    مجرات عديدة لا تتمكن العين المجردة من مشاهدتها حتى قيل إن اعداد المجرات
    قد يصل إلى 100 مليون .
    ولكل نجم أو كوكب ، بل كل جرم سماوي فلك و مدار يدور فيه ، و إن لكل منها
    طاقته و قدرته و حدوده و حجمه . و الفلك بما فيه يدور في حركة دائمة ، و لكل
    جرم حركته الخاصة و نسبته في السرعة و البطء ، بل إن البحوث العلمية أثبتت
    إن لكل شيء له دورانه الخاص به ، و أن الكائنات كلها تتحرك .
    لقد صنع الله سبحانه السماء ، و ما فيها و أتقن ما صنعه و أوجده ، فكل يسير
    بنظام دقيق ، و سير متكاملٍِ لا يقبل أي غلط ، و لا نقص ، و لا تخلُّف و على
    مرور السنين من أولَّ الخليقة إلى الآن

    (لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمرو لا الليل سابق النهار و كل في فلك يسبحون)
    عن ابن عباس (يسبحون) أي يجري كل واحد منها في فلكه كما يدور المغزل في فلكه . و تضيف هذه الفقرة من الدعاء إظهار نوع آخر من أنواع العظمة لله سبحانه ، فمضافاً إلى إتقان صنع الفلك تأتي روعة الجمال و الزينة ، فأنوار النجوم اللامعة تبدو كقناديل معلقة في السماء) و لقد زينا السماء الدنيا بمصابيح) و كل هذا من ) صنع الله الذي أتقن كل شيء )


    الدرس الرابع

    قوله عليه السلام ( وَشَعْشَعَ ضِياءَ الشَّمْسِ بِنُورِ تَاَجُّجِه ِ(

    معاني الكلمات
    وَشَعْشَعَ ضِياءَ : أطالهُ وحده
    التَاَجُّجْ: التلهُّب

    الشرح :
    لقد أنعم الله على عباده بأن مدَّ ضياء الشمس ، و أطاله ، و وسع رقعة الضوء
    بالنور الملتهب المتأجج ليشمل الأرض بما تشتمل عليه من سهولٍ ، و جبالٍ ، و بحارٍ ، و أنهار { هو الذي جعل الشمس ضياء و القمر نوراً } يونس ( 5 )
    يقول الحكيم ملا هادي السبزواري : " إنه عليه السلام بعد ذكر الفلك ، أفرد الشمس لمزيد العناية بها ، فإنها النِّير الأعظم ، وقلب العالم ، و سيد الكواكب ، آية نور الله القاهرة ، لقهرها أنوار الكواكب الموجودة عند طلوعه ، و هي فاعل النهار و جاعل الصباح بإذن فالق الإصباح "


    الدرس الخامس

    قوله عليه السلام ( يا مَنْ دَلَّ عَلى ذاتِهِ بِذاتِهِ (

    بهذه الفقرة شرع الامام (صلوات الله عليه ) بتمجيد الله سبحانه ببيان صفاته
    المختصة به الدالة على توحيده و استغنائه عن الغير بينما لا بد للغير من
    الاستعانة به ، و الانتساب إليه في وجوده في كل ما يقوِّمه بعد الوجود .
    فقد أعاد صرف النداء و أبرزه لتغيير الأسلوب الدعائي أولاً ، و لبيان الانتقال
    من مرحلة إلى أخرى جديدة فقال ( يا من دل على ذاته بذاته .


    الدرس السادس

    قوله عليه السلام ) وَتَنَزَّهَ عَنْ مُجانَسَة ِ (

    معاني الكلمات :
    1ــ تنزه عن الشيء : تبعَّد عنه
    2ــ المجانسة : المشاركة في و الاتحاد فيه . يقال هذا يجانس هذا أي يشاكله .

    الشرح :
    تأتي هذه الصفة في مقدمة صفاته سبحانه و تعالى حيث ينادي الداعي و يقول
    ) يا من تنزه عن مجانسة مخلوقاته ( أي بعد عن الاشتراك مع مخلوقاته في
    الجنس و الماهية .
    هناك آيات قرآنية تتحدث في هذا الشأن كقوله تعالى
    ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ( الشورى (11)

    يتبع

    اختكم ... نور علي
    [/align][/grade]
    ما فيه توقيع



  2. #2
    عضو سوبر مميز
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    المشاركات
    2,786
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    297

    مشاركة : شرح موجز و ميسر لدعاء الصباح المشهور عن أمير المؤمنين عليه السلام

    [grade="FF1493 800080 008000 4B0082 FF1493"][align=center]الدرس السابع

    قوله عليه السلام ) وَجَلَّ عَنْ مُلاءَمَةِ كَيْفِيّاتِهِ (

    معاني الكلمات :

    جلَّ : عظم
    الملاءمة : الموافقة . لاءم زيد بين شيئين إذا جمع بينهما
    الكيفية : حالته و صفته ، لذلك قالوا أن الكيفية ما يقال في جواب : كيف هو ؟ .

    الشرح
    الضمير في قوله ( ع "( كيفياته ) " يعود يمكن أن يعود إلى الله سبحانه و تعالى
    ، و يكون المراد من الكيفية ( كيفياته، و صفاته جلت عظمته .

    أما المعنى التقديري للجملة فهو :
    أنه سبحانه أجلُّ و أرفع من أن يكون صفاته و كيفياته تتلاءم و تجتمع مع
    صفات غيره من االمخلوقين ، بل صفاته خاصة به كما قال الإمام
    جعفر الصادق (ع) في حديث له تطرق فيه إلى صفات الله و كيفياته :
    " و لكن لا بد من إثبات أن له كيفية لا يستحقها غيره ، و لا يشارك فيها
    و لا يحاط بها و لا يعلمها غيره "

    وقد علق الشيخ المجلسي على هذا التفسير بقوله :
    " في الكلام تقدير " و التقدير هو هذا الذي بيناه من أنه سبحانه أجلُّ
    من أن تلائمه كيفيات غيره ، لأن كيفيات غيره من المخلوقين تتعرض
    إلى التغيير و التبديل و التعديل و الزيادة و النقصان حسب عمر الانسان
    و تجاربه . و لكن هذا لا يحدث لله سبحانه .
    و يمكن أن يعود الضمير إلى المخلوق المذكور في قوله ( ع (
    " مخلوقاته " في الفقرة السابقة من الدعاء ، و يكون المعنى
    على هذا التقدير : إنه سبحانه أجلُّ و أرفع من أن تجتمع و تلتئم صفاته
    مع صفات مخلوقاته و كيفياتهم .

    النتيجة :
    و على كلا التقديرين فإن ترفُّعه على ملاءمة كيفياته و صفات المخلوقين
    أمر يفرضه الالتزام بكماله الذاتي ، و أن صفاته عين ذاته و ليست زائدة
    عليها ، إذ لو كانت زائدة عليه لكانت الصفات محددة للموصوف و الله لا يحدُّ بحد .


    الدرس الثامن

    قوله عليه السلام ( يا مَنْ قَرُبَ مِنْ خَطَراتِ الظُّنُونِ (

    معاني الكلمات :
    1ــ الخطرات : جمع خطرة ، ما يخطر من الأمور بالقلب أو العقل

    2ــ الظنون : الأوهام وهو ما يقع في القلب من الخاطر .

    الشرح :
    إن الإنسان عندما يطلق لنفسه عنان التفكير يرى نعم الله عليه متوالية متصلة ،
    و أن الحالات التي ترد عليه من الصحة ، و السقم ، و العسر ، و اليسر ، و تقدم
    عمره من الطفولة إلى البلوغ إلى دور الشباب إلى الكهولة إلى الشيخوخة ، كل
    ذلك لا بد أن يكون بتدبير مدبر و فدرة قادر ، و أنه لم يترك سدى كما هو الحال
    في بقية الفصائل الحيوانية ، بل هو محطُّ التكاليف الشرعية بأقسامها المختلفة .
    كل هذا أو غيره يمر بالقلب و يرد على العقل فيأخذ قسطه من التفكير فيه .
    والقرب هنا ليس القرب بحسب المكان ، لأن ذلك من صفات الأجسام حيث تفصل
    بين الأشياء المسافة و على تحديد المسافة يتحدد القرب و البعد ، و هذا منتفٍ
    بالنسبة إلى الله سبحانه و تعالى لا ستلزام ذلك : التحديد و التخصيص له وهو محال . بل القرب و البعد هنا المعنويان كما جاء مثله مصرحاً به في الآية الكريمة :
    ( و نحن أقرب إليه من حبل الوريد (

    نتيجة

    1ــ أن الله قريب من عقل و قلب الإنسان لأنهما مركز التفكير و الظنون ،
    و من ذلك نرى أن النية التي محلها القلب جزء من العمل .
    1ــ أن القرب لله و البعد عنه هو أمراً معنوي و ليس مادي ، فلو كان القرب
    مادي لكان الله مادي ، و المادة تحتاج لمكان و الله كم نعلم غير محتاج .


    الدرس التاسع

    قوله عليه السلام ( وَبَعُدَ عَنْ لَحَظاتِ الْعُيُونِ(

    هنا بيان لعدم إمكان مشاهدته سبحانه بالعين الباصرة ، إذ لا يمكن
    ذلك بالنسبة إليه سبحانه لا ستلزام الرؤية تحديد المرأي و حصره
    في جهة معينة من الجهات ، و هذا كله من لوازم الجسمانية للشيء
    المرئي أيضاً التي لا بد لها من اشغال حيز.
    قال تعالى " لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار " الانعام ( 103 )

    نتيجة
    إن رؤية الله بالعين الباصرة مستحيلة ، لأن هذه العين لا ترى خلقت
    لترى الأشياء المادية و الله سبحانه و تعالى يتجلى عن ذلك
    الدرس العاشر

    قوله عليه السلام ( وَعَلِمَ بِما كانَ قَبْلَ اَنْ يَكُونَ (

    إن الله سبحانه و تعالى يعلم جميع الأشياء علماً شاملاً ، لا يخفى عليه
    شيء حتى أسرار القلوب ، و خواطر الأفكار يعلمها قبل حدوثها كعلمه
    بها بعد حدوثها .
    قال أمير المؤمنين ( ع( قد علم السرائر ، وخبر الضمائر ، له الإحاطة بكل شيء
    ــ يقول الحكيم السبزواري ، في شرح هذه الفقرة :
    " ليس المقصود التخصيص بما كان في الماضي بل المعنى :
    هو تعالى عالم بالكائن قبل كونه ، سواء كان ما كان ، أو ما يكون في الحال
    ، أو في الاستقبال ، لأن الأفعال المنسوبة له جل شأنه منسلخة من الزمان ،
    بل المقصود بالكون ما يراد في الوجود "
    و يكون التقدير في هذه الفقرة:
    " يا من هو عالم بالموجود في جميع مراحله الماضية و الحالية و الاستقبالية "

    نتيجة
    من صفات الله سبحانه علمه بجميع الأمور ( ماحدث و ما يحدث و ما سيحدث )


    الدرس العاشر

    قوله عليه السلام ( يا مَنْ اَرْقَدَني في مِهادِ اَمْنِهِ وَاَمانِهِ(

    معاني الكلمات :

    الأمن : اطمئنان القلب و سكون النفس
    الأمان : الحراسة و الكلاءة

    الشرح

    بدأ الامام علي (ع) بذكر نعم الله ، و بدأها بذكر هذه النعمة و هي
    نعمة النوم ، حيث قدر الله لهذا البدن المتعب أن يهدأ أو يطمئن فينام
    هادئاً مطمئناً ( هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه و النهار مبصراً (
    يقول الحكيم السبزواري :
    " الفقرة من باب التمثيل لرأفته و شفقته ، فإنه أشفق بك من الأم الشفيقة
    ... فقد مثل رأفته و عطوفته بحال أم شفيقة ، أو أب رحيم ينيم الولد في المهد
    مراقباً ، محارساً له ."

    نتيجة
    1ــ النوم نعمة عظيمة من الله على عباده و ذلك مظهر لرحمته و رأفته بخلقه .
    2ــ علينا أن نشكر الله على هذه النعمة حين النوم و في كل الأحوال .


    الدرس الحادي عشر

    قوله عليه السلام ( وَاَيْقَظَني اِلى ما مَنَحَني بِهِ مِنْ مِنَنِهِ وَاِحْسانِهِ (

    معني الكلمات

    المنحة : العطاء
    المنن : جمع المنة ، أي النعمة

    الشرح

    يقول الحكيم السبزواري :
    " أي نبهني عن سِنة الغفلة حتى صرت شديد التوجه إلى
    ما جاد عليَّ به ، منذ أول عمري من عطاياه ، فحاسبت
    ووازنت بين طاعتي القليلة و مِنَنِهِ الكثيرة ، و تفضلاته
    الجمة الغفيرة .
    و حسَّن تربيتي بأن عدَّلني و سوَّاني ... و نفخ فيَّ من
    روحه . و ألهمني مصالحي حيث كنت في الظلمات
    الثلاث و بعدها ، و ألقى في قلب الأم من رحمته و عطوفته .
    و لولا أن الرحمة من عنده ، لما سلب فيها الراحة و الدَّعة
    للاشتغال بحضانتي و لما أثرتني على نفسها ، وهكذا و كًّل
    عليَّ جماَ غفيراً و عدداً من الأسباب خطيراً ( أي عظيماً(
    لحفظي و كلاءتي ، حتى بلغت أشُدي ، فوفقني لمعرفته
    و الإيمان به علماً و إيقاناً ، و شهوداً ، وعياناً ، حتى نوَّه
    باسمي في الملأ الأعلى ، كما جاء في دعاء أبي حمزة
    " فيا من رباني صغيرا ، و نوَّه باسمي كبيرا "
    و بالجملة ، فوجدت طاعتي في جنب نعمه و آلائه كقطرة
    ببحرٍ لجيٍّ ، بل لاشيء في الحقيقة ، لأن الطاعة أيضاً
    بتوفيقه و قوته ، كما قال تعالى :

    " قل لا تمنوا علىَّ إسلامكم بل الله يمنُّ عليكم أن هداكم للإيمان "
    فالكل من مننِه و إحسانه "


    الدرس الثاني عشر

    قوله عليه السلام ( صَلِّ اللّـهُمَّ عَلَى الدَّليلِ اِلَيْكَ فِي اللَّيْلِ الاَْلْيَلِ )

    معاني الكلمات :

    الدليل : المرشد ، وما به يقوم الإرشاد
    الليل الأليل : ليل شديد الظلمة ، و يستعمل في المبالغة كمل يقال : ظل ظليل ، أي مكثف

    الشرح

    إن من آداب الدعاء ذكر النبي (صل الله عليه و آله ) و ذكر آله ( عليهم السلام (
    بالتمجيد و التعظيم ، و الصلاة عليه و عليهم في مقدمة الدعاء لضمان الاستجابة
    و الدليل إلى الله هو رسول الله (ص) و فد طلب الامام (ع) من ربه أن يصلي عليه

    كما قال تعالى:
    ) إن الله و ملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه و سلموا تسليما( الاحزاب ( 56 (
    و تمثل هذه الجملة جهاد النبي (ص) في الظروف و الفترات المظلمة التي مرت
    بها الدعوة الإسلامية ، و ما لقي فيها من مشاق لم يتحمله قبله أي نبي و لا رسول و قد كنَّى الدعاء هذه الفترة بالليلة المظلمة ، و طبيعي أنه (ص) كان علماً يدلهم
    على الله و يدعو إليه ، و يرشدهم إلى سننه و أحكامه .
    فقد بالغ النبي (ص) في النصيحة ، و مضى على الطريقة (المستقيمة ) و دعا
    لربه بالحكمة و الموعظة الحسنة .


    الدرس الثالث عشر

    قوله عليه السلام ( وَالْماسِكِ مِنْ اَسْبَابِكَ بِحَبْلِ الشَّرَفِ الاَْطْوَلِ (
    تشير هذه الجملة لصفة أخرى كان يمتاز بها رسول الانسانية ، فهو
    متمسك بسببٍ من الأسباب التي توصل إلى الله و التي تعتبر من أشرف

    الأسباب و أعلاها . و الحبل المتمسك به هو القرآن المجيد ، و قد وصفه بالأطول لأنه متطاول على بقية الكتب السماوية ، و الشرائع الإلهية ، و لبقائه دستوراً يقارع الزمن إلى يوم يبعثون . و قيل : إن هذا الحبل هو الدين الإسلامي .... فهو (ص) ماسك بهذا الشرف ، لأنه القيم على تنفيذه ، المبلغ له للناس أجمعين .
    و قد استعملت كلمة الحبل في كلا هذين السببين الكتاب و الإسلام ففي الكتاب

    جاء قوله تعالى( و اعتصموا بحبل الله جميعاً و لا تفرقوا(
    و قد فسر فسر حبل الله في هذه الآية بالإسلام و قد ورد في الأخبار أن القرآن
    حبل الله الله ممدود من السماء إلى الأرض ، و في خبر آخر :
    " هو حبل الله المتين " ويراد ب عهده و أمانته .

    و جاء عن أبي سعيد الخدري أن النبي (ص) قد قال :
    " أيها الناس إني قد تركت فيكم حبلين : كتاب الله ممدود من السماء إلى الأرض
    و عترتي أهل بيتي ألا و إنهما لن يفترقا يردا علي الحوض "
    و إنما شبه القرآن بالحبل لأن التمسك به سبب للنجاة .

    يتبع

    اختكم .... نور علي
    [/align][/grade]
    ما فيه توقيع



  3. #3
    عضو سوبر مميز
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    المشاركات
    2,786
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    297

    مشاركة : شرح موجز و ميسر لدعاء الصباح المشهور عن أمير المؤمنين عليه السلام

    [grade="00008B FF6347 008000 4B0082 FF1493"][align=center]الدرس الرابع عشر

    قوله عليه السلام ( وَالنّاصِعِ الْحَسَبِ في ذِرْوَةِ الْكاهِلِ الاَْعْبَلِ(

    معاني الكلمات :

    الناصع : الخالص من كل شيء ، و الأمر الواضح ، و الشديد البياض
    الحسب : ما يعده الإنسان من مفاخر آبائه و أمجاده
    الأعبل : الضخم من كل شيء

    الشرح

    تضمنت هذه الفقرة تشبيه النبي محمد ( ص ) في حسبه الشريف بوصوله
    لأعلى مدارج الرفعة
    بمن جلس على سنام البعير حيث يكون علماً و مشاراً إليه ، لأنه في أعلى الهرم .
    و كذلك حسبه (ص) عالٍ ، و من الوضوح لا يتمكن أحد من إنكاره


    الدرس الخامس عشر

    قوله عليه السلام( وَالثّابِتِ الْقَدَمِ عَلى زَحاليفِها فِي الزَّمَنِ الاَْوَّلِ (

    الزحاليف : جمع الزحلوفة ، و هي المكان المنحدر الأملس الذي يتزحلف ـــ أي
    يتزحلق ـــ من يضع قدمه عليه .
    إن النبي الأكرم (ص) مع جهاده ، و ما كان يلقاه من المتاعب ، و المصاعب في
    تلك الفترات المظلمة ثابت القدم ، رابط الجأش ، قوي العزيمة في ذات الله ،
    و جهاده لم يتزعزع و لم يثن من عزمه ما كان يضعه قومه في طريقه من
    عقبات ، و لم يغير الخط الذي كان يسير عليه للوصول إلى هدفه المنشود من
    إعلاء كلمة الحق ، و تثبيت كلمة " لا إله إلا الله " و يتجنب المزالق التي تجُّره
    إلى الانحراف عن القصد .

    إن الدعاء توخى أن يبين هذا الدليل ، و المنار إلى الله ينطلق من مركز القوة
    ، و الاقتدار من الصفات التي يتمتع بها شخصاُ و حسباُ فهو عِليَةِ القوم ، و من
    أشرف الناس ، و له من الصفات الروحية و الأسرية ما ليس لغيره و مع ذلك
    فهو ثابت لا تأخذه المظاهر ، و لا تغره المباهج الدنيوية في الفخفخة و العظمة
    المزيفة ، بل هو ثابت القدم راسخ الإيمان ، صعب الشكيمة


    الدرس السادس عشر

    قال (ع) : وعلى آله الأخيار المصطفين الأبرار .

    آل الرجل أهله وعياله، وآله(ص) عند الإمامية عترته الطاهرة من أهل العصمة (ع( نعم اختلف العامة في المراد من آله (ص) ، فقيل أن آله أمته، وقيل أن آله عشيرته، وقيل أن آله من حرم عليهم الزكاة من بني هاشم وعبد المطلب.
    ثم إن هنا بحثاً ينبغي الإلتفات إليه في هذه الجملة التي وردت في الدعاء، وهي الفصل بين النبي(ص) والآل بـ(على) حيث أن هناك خبراً مشهوراً: من فصل بيني وبين آلي بـ(على) لم ينل شفاعتي. وبمقتضى هذه العبارة الواردة في الدعاء، قد يقال بعدم صحته، فضلاً عن أنه لم نجده في أصل ولا في كتاب معتبر.
    نعم بعضهم حمل الحديث المشهور الذي أِرنا إليه على أن المراد بـ(آلي) يعني علي بن أ[ي طالب(ع)، ويكون المعنى من فصل بسبب عداوته وخصومته لعلي(ع) فلن ينال شفاعتي.
    وجاء في حديث آخر: من فرق بيني وبين آلي بـ (على) فرق الله بين رأسه وجسده يوم القيامة.
    وفي هذا إشارة وإيماء لطيفة إلى أنه(ع) من أكمل أفراد آله وأشرفهم، حيث صار منهم بمنـزلة الرأس من جسدهم.

    ويحتمل أن هذا إشارة إلى قوله(ص)): علي مني بمنـزلة رأسي من جسدي )
    والأخيار: جمع خيّر بالتشديد، ككيّس وأكياس، أو جمع خير بالتخفيف، كعين وأعيان، وهما بمعنى واحد/ أي: كثير الخير.
    وقيل: المخفف في الجمال والميسم، والمشدد في الدين والصلاح، والأول أشهر.
    والخير، قيل: هو شيء من أعمال القلب نوراني زائد على الإيمان وغيره من الصفات المرضية، يدل على ذلك ما في حديث أنس: يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله، وكان في قلبه ما يزن مثال ذرة من خير.
    وقيل: هو الوجود، ويطلق على غيره بالعرض، وهو: إما خير مطلق كوجود العقل، لأنه خير محض لا يشوبه شر ونقص، وإما خير مقيد كوجود كل من الصفات المرضية.

    وقيل: هو ما يطلبه ويؤثره ويختاره كل عاقل، وهو ينقسم إلى:
    1-خير بالذات.
    2-خير بالعرض.
    والأول هو الحقيقي، ومرجعه إلى الوجود البحت، والموجود بما هو موجود، كالعلم والإيمان الحقيقين.
    والثاني، ما هو وسيلة إلى الأول، كالعبادة والزهد.
    وقيل: هو ما يتشوقه كل أحد بلا مثنوية، وهو المختار من أجل نفسه والمختار غيره لأجله، فإن الكل مطلبه بالحقيقة الخير، وإن كان قد يعتقد في الشر أنه خير، فيختاره فمقصده الخير ويضاده الشر وهو المحتوي من أجل نفسه والمحتوي غيره من أجله.
    والحق أن الخير كلي يندرج تحته جميع الأعمال الصالحة، كما يدل عليه قول أمير المؤمنين(ع): افعلوا الخير ولا تحقروا منه شيئاً، فإن صغيره كبير، وقليله كثير.
    ويؤيده ما في بعض الخبار: يخرج منها-أي من جهنم-قوم لم يعملوا خيراً قط، وهؤلاء الذين ليس معهم إلا الإيمان.
    وهذا المعنى من الخير يقابله الشر، فيكون كلياً يندرج تحته جميع الأعمال السيئة.


    الدرس السابع عشر

    قال( ع ): المصطفين الأبرار.

    المصطفين جمع المصطفى، أي: المختار، اسم مفعول من اصطفى، قلبت الياء ألفاً وحذفت.
    يعني أنه تعالى اختارهم للإمامة والخلافة، وأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، فكانوا خير أمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.
    والأبرار: إما جمع برّ كأرباب، أو جمه بارّ كأصحاب، والبرّ هو العطوف المحسن، وقد يكون بمعنى الصادق، ومنه برئت يمين فلان إذا صدقت وصدق فلان وبرّ، يقال: بر الرجل يبر براً مثل علم يعلم علماً فهو برّ بالفتح.

    وبار وهو خلاف الفاجر، وقيل: هو الكثير البر، أي الخير والاتساع في الإحسان.
    وقال الطبرسي هو الذي بر الله بطاعته إياه حتى أرضاه، وهم(ع) أبرار بجميع هذه المعاني، فإنهم من أصدق الناس لهجة، وأعطفهم عليهم لطفاً وإحساناً، والخير منهم معروف وهم بالإحسان موصوفون، وقد بروا الله بطاعتهم إياه حتى أرضوه.
    ثم إن هذه الصلاة الصادرة منه(ع) على آل النبي(ص) ماذا تستبطن، وإلى ماذا تشير؟...وبعبارة أخرى: ماذا يريد أمير المؤمنين(ع) من هذا التعبير الصادر منه، وإلى أي شيء يشير؟...

    يمكننا أن نجيب عن ذلك بملاحظة نكتة دقيقة تضمنها هذا المقطع، حيث أن الظاهر والله العالم أنه(ع) يشير بهذا التعبير الصادر منه إلى عصمة آل النبي(ص)، وهم الخمسة الأشباح، والأئمة المعصومين(ع) من ولد الحسين(ع)، لأن التعبير :الطاهرين الأخيار المصطفين البرار، إشارة إلى عصمتهم كما ذكرنا.
    فإذن هذا المقطع يمكننا أن نعبر عنه بأنه يتضمن مطلباً عقائدياً، يشير فيه أمير المؤمنين(ع) إلى أمرين أساسيـين:

    الأول: عصمة من ذكرنا، وهم الخمسة الأشباح، بالإضافة إلى الأئمة الهداة من ولد الحسين(ع)، لأنه لم تدعى العصمة في أحد غير هؤلاء، فيكون جميع آل النبي(ص) خارجون عن ذلك، مضافاً لما ذكرناه في بيان معنى الآل في أول الحديث عن هذا المقطع.

    الثاني: أحقيتهم بالخلافة بعد النبي(ص)، وأنه ليس لأحد الخلافة بعد رسول الله(ص) إلا هؤلاء، لأن مسألة العصمة قد تصلح وجهاً للإستدلال على الإمامة، لأن العصمة تثبت الأفضلية، وبالتالي يكون الأفضل هو الأولى بالمنصب دون غيره.

    ولما كان هذا البحث يستدعي الخروج عن دائرة شرح الدعاء، وتحويله إلى مسألة عقائدية، أكتفي بما ذكرت والله سبحانه وتعالى الأعلم بحقائق الأمور



    الدرس الثامن عشر

    قال ( ع ) : وافتح اللهم لنا مصاريع الصباح بمفاتيح الرحمة والفلاح، وألبسني من أفضل خلع الهداية والصلاح...الخ...

    لا بأس قبل التعرض لبيان هذه الفقرات من الإشارة إجمالاً لمضمون هذا المقطع، فنقول:

    تتغير الطريقة التي أنتهجها أمير المؤمنين(ع) في هذا المقطع عن الطريقة المتبعة في المقطعين السابقين، حيث نلاحظ أنه(ع) قد نهج في المقطع الأول والثاني الأسلوب الذي ينبغي للداعي أن يعمد إليه في مسيرته الدعائية، وغايته من ذلك إحراز ضمان الإجابة، ولذا عمد إلى تقديم حمد الله والثناء عليه، ومن ثم في المقطع الثاني الصلاة على النبي وآله(ع)، ويمكننا أن نطلق على هذين المقامين مفاتيح الإجابة، و الوسائل التي يفتـتح بها الدعاء طلباً لتحصيل الإجابة.
    بينما نجده(ع) في هذا المقطع يصور لنا النموذج الكامل لكيفية الطلب من الله سبحانه وترتيب عرضه عليه.

    فنجده في هذا المقطع يكمل المنهج الذي ينبغي اتباعه في الطلب من الباري سبحانه، وذلك من خلال التقدم بالحوائج إلى من بيده الإجابة والاستجابة.
    والخلاصة التي يمكننا أن نستخلصها من هذا المقطع، قبل التعرض لبيانه مفصلاً أن الداعي ركز على سؤال الله سبحانه أن يجعله إنساناً متكاملاً، بقدر الإمكان ليقوى على استقبال يوم جديد


    يتبع

    اختكم ..... نور علي
    [/align][/grade]
    ما فيه توقيع



  4. #4
    عضو سوبر مميز
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    المشاركات
    2,786
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    297

    مشاركة : شرح موجز و ميسر لدعاء الصباح المشهور عن أمير المؤمنين عليه السلام

    [grade="00008B FF1493 008000 4B0082 FF1493"][align=center]الدرس التاسع عشر

    وقال سلام الله عليه في الدعاء :
    وأفتح اللهم لنا مصاريع الصباح بمفاتيح الرحمة والفلاح.

    الفتح: هو إزالة الإغلاق. والمفتاح آلة الفتح، وهي ما يفتح به المغلاق. وقد استعير لكل ما يتوصل به إلى الأمر، ومنه قوله سبحانه وتعالى) : وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو(.
    قال الراغب: يعني ما يتوصل به إلى غيـبه المذكور في قوله تعالى: ( عالم الغيب فلا يظهر على غيـبه أحداً) .
    المصاريع: جمع مصراع، والمصراع من الباب شطره، وهما مصراعان، ينضمان جميعاً مدخولهما في الوسط منهما.

    والرحمة: هي الرقة، والتعطف بكل شيء فيه خير.
    هذا ولا يخفى أن هذا التعريف اللغوي للرحمة لا ينسجم معه سبحانه وتعالى، وذلك لنكتة عقائدية مهمة في المقام، وهي أن تعريف الرحمة بالرقة، أو رقة القلب يعني أنها انفعال، ومن المعلوم أنه سبحانه فعّال مطلق.
    وعلى هذا فما هو المراد من الرحمة الواردة في الدعاء، إن الرحمة المرادة في الدعاء، تعني الوجود المنبسط على كل ماهية بحسبها، وعلى كل مادة بقدرها، فرحمته الواسعة في العقل عقل، وفي النفس نفس، وفي الطبع طبع.

    أما الفلاح: فهو الفوز، والنجاح والبقاء في النعيم، والخير.
    هذا وأول ما في هذا المقطع الإشارة إلى مطلب يعتبر من شرائط كمال الدعاء، بل قيل من شرائط الإجابة، وهو تسمية الحاجة حين الدعاء، مع أن المدعو وهو الله سبحانه وتعالى يعلم بها، ومطلع على ما في ضمير الداعي، لكنه سبحانه يحب أن تُبث إليه الحوائج.
    ثم إن في الكلام استعارة بالكناية، وتخيلية وترشيحية، حيث شبه(ع) أجزاء الصباح لكونها ظرفاً بالمنـزل والدار المقفول بجامع عدم العلم بما فيه من الحوادث الاستقبالية، وطوى ذكر المشبه به مصرحاً بالمشبه، وأثبت له المصاريع والمفاتيح، ثم ذكر الفتح ترشيحاً للاستعارة، أو هو استعارة تبعية.
    ولعل المراد بمصاريعه هو طلوع قوس النهار قطعة قطعة، أعني: انقضاء أجزاء النهار تدريجاً.
    ويمكن أن يقال: لما كانت الأفاق المائلة تخـتلف قطعها باختلاف عروض البلدان، ولذا تخـتلف الليالي فيها، فكان لكل أفق منها صباح وله مصراع، جمعها بقوله مصاريع الصباح.
    ويمكن اعتباره بالنسبة إلى الآفاق الاستوائية، لكن بالإضافة إلى أشخاص لا بالنسبة إلى الأنواع.


    الدرس العشرون

    وألبسني اللهم من أفضل خلع الهداية والصلاح

    الخلعة: بالكسر، الثوب الذي يعطى منحة، ويقال لخيار المال خلعة أيضاً.
    أما الهداية: فهي مصدر هدى وهدى يهدي، أرشده ضد أضله، يقال: هداه الطريق، وإلى الطريق، إذا بينه له، وعرفه به، وهداه إلى الله إلى الإيمان، أرشده إليه، ومنه قوله تعالى ) ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم(
    والهداية بناءاً على ذلك، هي الدلالة إلى ما يوصل إلى الشيء.
    وصلح: ضد فسد. والصلاح ضد الفساد. وهو الخروج عن الاعتدال اللائق به، فالصلاح حصول الشيء على الحالة المستقيمة النافعة، وكلاهما يعمان كل ضار ونافع . ولا يخفى أن ما ذكرناه كان عبارة عما يذكره اللغويون في بيان هذه المفردات ، ولأهل الاصطلاح كلام آخر في معنى الهداية والصلاح، فقد ذكروا ، أن الهداية: هي الاهتداء إلى كل حق، وصواب، وقبوله، والعمل عليه.
    وذكروا في الوقت نفسه، أنها عدم الرجوع معه إلى الباطل. وقيل إن معنى ذلك هو التقيّد بالأحكام الشرعية، والأخذ بها.
    أما الصلاح: فقد فسر على ما قيل عنه: بأنه ضد الفساد، وهو السير على الطريق المستقيم سواء بالأخذ بما يمليه عليه الحكم الشرعي من الأوامر والنواهي، أم مراعاة ما يفرضه عليه الواجب إزاء الناس.
    هذا وقد نقل عن بعضهم في تعريفه للصالح أنه الذي يؤدي ما فرض الله عليه، ويؤدي إلى الناس حقوقهم.

    هذا بحسب المعنى اللغوي والاصطلاحي لما ورد من كلمات في هذا المقطع، لكننا عندما نتأمل فيه بدقة، ونغور في عمق المعنى المراد من كلامه(ع)، نجد التعبير قد ورد كالتالي: وألبسني من أفضل خلع الهداية والصلاح، وهذا يعني أن للهداية أقساماً وأنواعاً، فطلب (ع) أفضل أنوعها وأحلى أقسامها.
    وهذا يجعلنا بحاجة إلى التعرف في البداية على أقسام الهداية، ومن ثم نحاول التعرف على أي قسم من أقسام الهداية هو الذي طلبه(ع).

    تنقسم الهداية إلى قسمين:
    الأول: الهداية التكوينية: ونعني منها خلق كل شيء وتجهيزه بما يهديه إلى الغاية التي خلق لها، فلا يتوسط فيها نبي ولا رسول، قال تعالى حاكياً كلام النبي موسى (ع) :- ( ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى( وهذا يشير إلى أنه تعالى قد جهز كل موجود بجهاز يوصله إلى الكمال، فالنبات مجهز بأدق الأجهزة التي توصله في ظروف خاصة إلى تفتح طاقاته، فالحبة المستورة تحت الأرض ترعاها أجهزة داخلية وعوامل خارجية، كالماء والنور إلى أن تصبح شجرة مثمرة معطاءة، وكذا الحيوان والإنسان، فهذه الهداية عامة لجميع الأشياء ليس فيها تبعيض ولا تميـيز.

    وتدل على هذا القسم من أقسام الهداية مجموعة من الآيات القرآنية، منها قوله تعالى:- ( سبح اسم ربك الأعلى* الذي خلق فسوى* والذي قدر فهدى . وقال عز من قائل : ( ألم نجعل له عينين ولساناً وشفتين وهديناه النجدين ) وقال سبحانه:- ( ونفسٍ وما سواها فألهمها فجورها وتقواها(
    إلى غير ذلك من الآيات المباركة الواردة حول الهداية التكوينية التي ترجع حقيقتها إلى الهداية النابعة من حاق ذات الشيء بما أودع الله فيه من الأجهزة والإلهامات التي توصله إلى الغاية المنشودة، من غير فرق بين المؤمن والكافر.
    فهذا الفيض الإلهي الذي يأخذ بيد كل ممكن في النظام عام، لا يخـتص بموجود دون موجود. نعم كيفية الهداية والأجهزة الهادية لكل موجود تخـتلف حسب اختلاف درجات وجوده.

    هذا وقد عبر الباري سبحانه وتعالى في بعض الأحيان عن هذه الهداية بالوحي، مثل قوله تعالى : ) وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون(

    ومن الهداية التكوينية في الإنسان، العقل الموهوب له، المرشد له إلى معالم الخير والصلاح، وما ورد في القرآن الكريم من الآيات الحاثة على التعقل والتفكر والتدبر، خير دليل على وجود هذه الهداية العامة في أفراد الإنسان، وإن كان قسم منه لا يستضيء بنور العقل ولا يهتدي بالتفكر والتدبر.

    ثم إن الهداية التكوينية تنقسم إلى قسمين:
    أولهما: الهداية الاستحقاقية: وهي التي يستحقها العبد على الله تعالى لوعده بها، لا لكفاءته لذلك، وهي التي عبر عنها قوله تعالى: ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين ( فإذا رأى الله عبداً مقبلاً على العبادة منيـباً إليه مقبلاً على خشوعه، رزقه نور الهداية، وطعّم قلبه بطعمها، ويشهد لما ذكرناه قوله تعالى متحدثاً عن أصحاب الكهف) :- إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى(

    ثانيهما: الهداية التفضلية: وهي التي يهبها الله سبحانه عباده، ويتفضل بها عليهم ابتداءاً حتى لو لم يقوموا بجهد ولا عمل.
    الثاني: الهداية التشريعية: وهي عبارة عن الهداية الشاملة للموجود العاقل المدرك، والتي تفاض عليه بتوسط عوامل خارجة عن ذاته، وذلك كالأنبياء والرسل والكتب السماوية وأوصياء الرسل وخلفائهم والعلماء والمصلحين، وغير ذلك من أدوات الهداية التشريعية العامة التي تعم جميع المكلفين، قال تعالى : ( وإن من أمة إلا خلا فيها نذير )، وقال سبحانه:) لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط . ( وقال عز من قائل ) : يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم(
    إلى غير ذلك من الآيات الشريفة الواردة في القرآن الكريم التي تشير إلى أنه سبحانه هدى الإنسان ببعث الرسل، وإنزال الكتب


    الدرس الواحد والعشرين

    وَاَغْرِسِ اللّـهُمَّ بِعَظَمَتِكَ في شِرْبِ جَناني يَنابيعَ الخُشُوعِ

    • الغرس : إثبات الشجرة في الأرض
    • الشِرب : المورد من الماء أو مجرى المياه
    • الجنان : القلب
    • الينابيع : جمع ينبوع وهو عين الماء
    • الخشوع و الخضوع : من صفات المؤمنين الصالحين ، و الخضوع
    للبدن و الخشوع في الصوت و البصر قال تعالى ( و خشعت الأصوات
    للرحمن ا لقصص ( 86(


    الشرح

    يوجه الدعاء الداعي أن يكون من جملة طلباته من الله
    أن يثبت في قلبه الخشوع ليقابل ربه بقلب خاشع كما
    أمر سبحانه في كتابه حيث يقول:
    ( ادعوا ربكم تضرعا و خفية إنه لا يحب المعتدين (

    الأعراف( 55(

    و للتضرع آثاره على النفس و له هيمنته على الإنسان ،
    و به يستسلم الخاشع إلى ربه ، و ينقاد له بشكل بعيد
    عن الترقق و الطيش ، وهو أضمن للإجابة .
    و قد جاء في الأخبار فيما قال الله لموسى ( ع(

    يا موسى كن إذا دعوتني خائفاً مشفقاً و جلاً .......
    و عفر وجهك بالتراب ....
    و اسجد لي مكارم بدنك ...
    و اقنت بين يدي في القيام ،
    و ناجني حيث تناجني بخشية من قلب وجل

    إن الداعي بهذه الفقرة يطلب من ربه أن يملأ قلبه
    بالخشوع كالأرض عندما يتفجر منها عيوناً ، و ليكن
    الخشوع مغروساً في القلب نابتاً فيه بحيث يكون
    راسخاً ليكون الداعي في كل وقت مستعد للقاء الله و الطلب منه .


    وختاما نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    اختكم ..... نور علي
    [/align][/grade]
    ما فيه توقيع



  5. #5
    مشرفة سابقة تستحق التقدير الصورة الرمزية لؤلؤة البحر
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    المشاركات
    2,336
    شكراً
    0
    تم شكره 3 مرة في مشاركة واحدة
    معدل تقييم المستوى
    309

    مشاركة : شرح موجز و ميسر لدعاء الصباح المشهور عن أمير المؤمنين عليه السلام

    بالفعل دعاء عظيم بقرأته وجليل بمعانيه
    جزاك الله خير الجزاء اخ نور ,, واثابك الله ثواباً لجهودك العليه ,,

    لؤلؤة البحــر..,,..,

  6. #6
    عضو ذهبي
    تاريخ التسجيل
    May 2005
    المشاركات
    1,483
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    275

    مشاركة : شرح موجز و ميسر لدعاء الصباح المشهور عن أمير المؤمنين عليه السلام

    الاخت نور على
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    جزاك الله خيرا وجعل ذلك فى ميزان حسناتك وكثر الله من امثالك ونفعنا جميعا بما سطريته من ادعية رائعه

  7. #7
    عضو سوبر مميز
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    المشاركات
    2,786
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    297

    مشاركة : شرح موجز و ميسر لدعاء الصباح المشهور عن أمير المؤمنين عليه السلام

    [grade="FF1493 FF6347 008000 4B0082 FF1493"][align=center]الف شكر لكم على الاهتمام بالموضوع والرد عليه لأني والله عند رؤية الردود على نوع معين من المواضيع يجعلني اهتم به كثيراً ،، على سبيل المثال عندما يكون الرد على موضوع في المنتدى الاسلامي وبكثرة يجعلني اهتم كثيراً لكتابة مواضيع مماثلة وعند عدم وجود مشاركات كثيره او ردود يجعلني لا اهتم للبحث بين الكتب والمجلات والجرائد والمنتديات وووو الخ

    الف شكر لكم ،، وكان نفسي يثبت لي موضوع وتعبت وانا ابحث عن موضوع يعجب الادارة من ناحية التثبيت والله تعبت ،،

    وبعدين ،، اختي الغالية لؤلؤة البحر ،،، والله العظيم اني بنت اي امرأة ( ام لولد واحد ) صار لك زمان وانتي تكتبين لي مشكور وما قصرت ،، وجزاك الله خير اخ نور ""
    الف شكر لك وللجميع على الردود بس والله العظيم والله العظيم والله العظيم اني انا بنت ،،

    ولكم التحية


    اخــــــــــــــتـــــــــــــــــــكم ..... نور علي
    [/align][/grade]
    ما فيه توقيع



  8. #8
    مشرفة سابقة تستحق التقدير الصورة الرمزية لؤلؤة البحر
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    المشاركات
    2,336
    شكراً
    0
    تم شكره 3 مرة في مشاركة واحدة
    معدل تقييم المستوى
    309

    مشاركة : شرح موجز و ميسر لدعاء الصباح المشهور عن أمير المؤمنين عليه السلام

    اعذريني اخيه ,, ماكان قصدي شي والله ,, بس ما كنت عارفه انك بنت وحقك علي ,, وربي يعطيك العافيه خيتو ,, وعذراً مرة اخرى ,,

    لؤلؤة البحــر..,,,...,..

  9. #9
    مشرف منتدى كرامات أهل البيت(ع) الصورة الرمزية ابو طارق
    تاريخ التسجيل
    May 2005
    الدولة
    لبنان العزة والكرامة
    المشاركات
    18,525
    شكراً
    398
    تم شكره 212 مرة في 176 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    80795

    مشاركة : شرح موجز و ميسر لدعاء الصباح المشهور عن أمير المؤمنين عليه السلام

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اختي نور

    تسلم يديكي ويعطيكي الف الف عافية

    للمجهود الذي تبذليه في اطلاعنا على مواضيع

    تنير القلب وتفتح العيون وتشرح الفؤاد

    شكرا اختي




  10. #10
    عضو سوبر مميز
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    المشاركات
    2,786
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    297

    مشاركة : شرح موجز و ميسر لدعاء الصباح المشهور عن أمير المؤمنين عليه السلام

    الف شكر لكل من مر ورد على الموضوع ،،،،

    اختكم ... نور علي
    ما فيه توقيع



  11. #11
    مشرف سابق يستحق التقدير الصورة الرمزية القلب المرح
    تاريخ التسجيل
    May 2004
    الدولة
    العوامية
    المشاركات
    12,111
    شكراً
    0
    تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
    معدل تقييم المستوى
    503

    مشاركة : شرح موجز و ميسر لدعاء الصباح المشهور عن أمير المؤمنين عليه السلام

    اثابك الله على هذا النشر المحترم منك
    وجعله الله في ميزان اعمالك الصالحة اخيتي
    وموفقه لكل خير ان شاء الله
    تحياتي ..

  12. #12
    المشرف العام الصورة الرمزية شبكة الناصرة
    تاريخ التسجيل
    Nov 2003
    الدولة
    .:. العوامية .:.
    المشاركات
    24,656
    مقالات المدونة
    16
    شكراً
    392
    تم شكره 234 مرة في 129 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    28707

    مشاركة : شرح موجز و ميسر لدعاء الصباح المشهور عن أمير المؤمنين عليه السلام

    الله يعطيك العافيه موضوع جـداً رائع ..

    ماتـقصرين والله ..

    جعله الله في ميزان اعماك يارب ..

    تم التثبيت اخيه ولا تزعلين ..

    دمتي بـود ..
    شبكة الناصرة الثقافية معاً نحوَ الأفضل



    احتاج لك صدر ٍ حنون ،، أحس بك وين ما أكون ،، تضمني بعطف ودفا ،، وأشتاق لك وصل وجفا ،، ولاغابت الشمس ،، وملىء الكون السكون ،،أبي أنام في هالعيون


    جزيره آمنه قلبي .. وكفيني سفن وشراع .. تصدق لو تبكيني .. تحولني لوطن أوجاع


  13. #13
    مشرفة سابقة تستحق التقدير الصورة الرمزية بيسان
    تاريخ التسجيل
    Nov 2003
    الدولة
    لَوْ كًاَنَتْ اَلْأَيـَامْ تَأْتِيَّ بِالْجَمِيلْ * * لَمَاْ وِلِدْنَـاْ وَنَحْنُ ,, نَبْـكِيّْ ,,
    المشاركات
    7,134
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    514

    مشاركة : شرح موجز و ميسر لدعاء الصباح المشهور عن أمير المؤمنين عليه السلام

    مشكووووووووووووووره خيه

    والله يعطيش العافيه

    ويجعله في ميزان حسناتش

    وبالتوفيق...

    ••●قــلت لــدنيا بــرب قالتــ لي تــيت..خــفت أصــكها بـــلوك تعطيــني ديــليــت ●••

  14. #14
    عضو سوبر مميز
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    المشاركات
    2,786
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    297

    مشاركة : شرح موجز و ميسر لدعاء الصباح المشهور عن أمير المؤمنين عليه السلام

    السلام عليكم ،،

    اشكركم جميعاً على الزيارة والرد على الموضوع و التشجيع والدعاء ،،

    وتمنياتي لكم جميعاً بالتوفيق والسداد والمضيء على خطى آل محمد عليه وعليهم افضل الصلوات ،،

    وامنيتي للجميع الاستفاده الكاملة من الموضوع ،،

    واشكر اخوي الفاضل " شبكة الناصرة " على التثبيت وهو شكر خاص .

    تحياتي لكم جميعاً ..

    اختكم ... نور علي
    |25| |2| |2| |59| |59| |59| |2| |2| |25|
    ما فيه توقيع



  15. #15
    عضو سوبر مميز الصورة الرمزية نور الشمس
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    المشاركات
    2,676
    شكراً
    0
    تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    398

    مشاركة : شرح موجز و ميسر لدعاء الصباح المشهور عن أمير المؤمنين عليه السلام

    جزاج الله خيرااا

    وربى يجعلها بميزان حسناتج

    ويعطيج العافيه يا نور على

    بارك الله فيج

صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. شهر أمير المؤمنين عليه السلام
    بواسطة الغلوب الطاهرة في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 07-11-2008, 02:40 AM
  2. ولاية أمير المؤمنين عليه السلام.
    بواسطة شذى الزهراء في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 12-28-2007, 02:45 AM
  3. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 09-30-2007, 09:18 PM
  4. شرح دعاء الصباح لأمير المؤمنين علي بن ابي طالب ( عليه السلام )
    بواسطة نور علي في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 05-03-2006, 12:26 AM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •