بسم الله الرحمن الرحيم


الرضا بما قسم الله تعالى مرتبة رفيعة

من وصية مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله لأبي ذر الغفاري رضوان الله تعالى عليه، وهي: «ياأباذر! انظر إلى من هو تحتك، ولاتنظر إلى من هو فوقك»،

هذه الوصية هي من الأسس المهمة لسعادة المرء في الدنيا والآخرة. فالإنسان ينطلق في الحياة من نفسيته وروحيته، ويتصرف بواعز من داخله ومافيه من رضا أو قبول أو سخط أو تألّم، فإذا رضي بما آتاه الله من الحالة الصحية والعلمية وقنع بما يحصّله في حياته الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وملأ نفسه بالقناعة ولم يخرج عن طوره فسيكون سعيداً. فالذي يكون بيته صغيراً ومتواضعاً مثلاً عليه أن لا يسخط أو يتحسر إذا كان بيت أحد أقاربه أو أصدقائه أو زملائه كبيراً وواسعاً، بل يجدر به أن ينظر إلى من لا يملك داراً أصلاً أو داره أصغر من داره، من الجيران والأرحام وغيرهم من الناس، عندها سيرى أنه أفضل منهم، فيحمد الله تعالى على ما عنده مقارنة إلى ما يفقده غيره. وهكذا ينبغي التصرف في بقية الحالات.

إن الرضا بما قسم الله ليس معناه أن لا يسعى الإنسان في رفع مشاكله أو سدّ نواقص حياته أو دفع معاناته، بل عليه أن يعمل عملاً دؤوباً ويواصل نشاطاته ويبذل جهده وسعيه ومع ذلك يقنع بما قسمه الله عزّوجلّ له، حتى يهنأ في معيشته وحياته. فليس كل ما يبغيه الإنسان وما يصبو إليه يوفّق له.

إن الرضا بما قسم الله تعالى مرتبة رفيعة جداً يجدر بالمؤمنين والمؤمنات أن يسعوا لبلوغها.

يقول الإمام زين العابدين سلام الله عليه في دعائه المعروف بدعاء أبي حمزة الثمالي: «ورضّني من العيش بما قسمت لي».

واستفيدوا من هذه الفرصة الثمينة بأن تعزموا على العمل بهذه الوصية من مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله كي تسعدوا في دنياكم وآخرتكم


وفقكم الله لما يحبه ويرضاه
نسـألكم الدعاء
تحياااتي
م.ن