طلع من صباحة الله يشوف مقاول ياخذه وياه للشغل ... ولما رجع العصر .. وهو حامل كيس الخبز وبطاطس في ايده...
لقى منظر.. تفطر له قلبه...
سواها ابو مالك.. الأرض فاضيه مافي الا خشب على بعضه .. وهنود يشيلوهم في ونش...
وابوه.. قاعد و متسند على شجره في الزراعه.. حاط ايده على خده.. و سرحااان.. ولا كنه في الدنيا...
رمى الأكياس من ايده وراح له .. قعد جنبه... مو عارف ويش يقول يحس ما بيده حيله..
ضم راس ابوه لصدره.. ودموعهم بعفويه انسلت على الخدود...
الا بجية ابو مالك ,, عبدالرحيم من شافه قام له وهو حده معصب..
وصار يتهاوش وياه...
ابو مالك رجع واصر على سالفة الصك... وبصرخه منه :
ــ لا تطالبوني بشي .. تسرقو حلالي عيني عينك .... يللا شوفو ليكم محل غير هالمحل
عبدالرحيم بعصبيه :
ــ وتطلعنا حراميه يا عديم الضمير..
ــ ليش ؟؟ وانتون غير كذا.. اذا انتون غير كذا.. جيب لي الدليل ومستعد اعطيك مو بس هالأرض .. واللي جنبها بعد..
عبدالرحيم خلاص حس كل شي ضاع وانتهى ...
وصل حده.. بيهجم على ابو مالك.. بس ابو مالك قبل لا يتصرف عبدالرحيم ويسوي أي شي .. قال له وبنبره تساؤل :
ــ ابوك .. ويش فيه.. روح شوفه بس ...
التفت بسرعه الى ابوه..شافه منسدح..
راح له يركض ... لقاه مغمى عليه من التعب والصدمه.. تحسسه فيه نبض .. شاله بسرعه وين يروح اقرب محل اليهم ساعتها بيت اخته ام علي..
راح ليهم .. اختلعت ام علي .. على طول ماي و بطحو ابوهم.. وراح علي اللي كان عمره ساعتها 5 سنين ,, بيت جيرانهم كانو عندهم سياره .. يستنجدهم على شان يوصلو جده المستشفى...
ما وصل الطفل الصغير الى عتبات باب دارهم..
الا يستقبله الصريخ .. والدموع..
فارقهم جده الغالي .. وودعهم ابو عبدالرحيم..
مات بقهره وحسرته...
مرت الأيام و ام علي تحايل في اخوها يظل وياهم.. ماله احد في هالدنيا غيرها..
وصار ابو علي يعاونها على المحايل والترجي .. لين قبل يسكن عندهم فتره لين يدبر عمره..
ام علي وزوجها كانو دايما يوصو عبدالرحيم انه ينتبه لعمره ولا ياخذ ويعطي مع ابو مالك..
عبدالرحيم خلاص .. سلم امره لصاحب الأمر .. لأن فعلا ما عاد بيده حيله ولا يقدر يسوي شي بدون دليل ....
شد على عمره ومن شغله لشغله.. الى ان اشتغل في زراعة ابو ناصر و كان معاه يشتغل ابو مرته المرحوم .. الله ما عطاه الا زهراء ( ام جاسم ) ,, وكان يحبه بالمره .....و يعامله مثل ولده .. و حس فيه بالرجوله والأخلاق العاليه..
عبدالرحيم ما كان يرتاح لا ليل ولا نهار.. الى ان توفر عنده مبلغ دفعه كعربون اجار لمدة سنه.. لبيت عربي قديم .. عجبه .. وقرر يسكن فيه ويشيل الحمل عن بيت اخته...
ولما عرف عبدالرحيم ان عنده بنت .. ومهي متزوجه.. طمع بالقرب منه.. وابو زهراء ما بيحصل احسن منه رجال والنعم فيه و مافي منه..
ساعده ابو علي في مهرها .. وماطلب ابوها الكثير .. و الله تمم ليهم بخير..
سنتين بالكثير .. وفى عبدالرحيم ديونه و صار البيت ملكه و لما جى بيرجع فلوس زوج اخته اللي ساعده بهم للمهر.. رفض ابو علي وقال له هدية زواجه..
قبلهم عبدالرحيم بالموت.. خشهم و صار يجمع فوقهم كم قرش لمدة سنه.. بعدها قرر يزور بيت الله.. .. اخذ مرته وياه .. كانت لسا لا حملت ولا شي .. بس كان يحبها مره ولا حط باله لهالمووضوع ومتأمل من رب العالمين كل خير..
ورجعتهم من الحج... حملت زهراء بزينب بعدها بجاسم..... واستمرت الحياه معاها بحلوها ومرها الى يومهم هذا...
كل هالأحداث .. كانت تتسارع في خيال ابو جاسم مثل الفلم... و هو متسند على اشرف .. لين وصلو باب البيت..
اشرف : ــ وصلت عمي..
ابو جاسم : ــ يعطيك العافيه ياولدي..
ــ الله يعافيك... الا صحيح. ولو انها لقافه مني... كملتو سوالفكم انت ويا ابوي لو لا ؟؟
ابو جاسم ابتسم .. ورجعت اماله : ــ لا ياولدي .. طلعتنا من المسجد استحيت وياه الجماعه..تفضل حياك
ــ الله يحييك... تسلم برجع البيت مره ثانيه ان شالله..
اشرف يكمل كلامه بخجل من كثرة اسألته ..
ــ حجي انا باذكر ابوي بسالفتك يمكن هااا يمكن مو وعد يقدر يعين ويعاون ويدبر لجاسم شغله... ما عندك ولد غيره.. !!
ابو جاسم ملامح وجهه بان عليها الراحه : ــ تسلم الله يخليك لأهلك ويبلغهم فيك ويحفظ شبابك .. لا يابوك ما عندي الا هالجاسموه .. وزينب بتي اكبر منه..
اشرف : ــ الله يحفظهم ان شالله..
مامداه ابو جاسم بيفتح باب بيتهم..
الا ......
الى الملتقى....






رد مع اقتباس
المفضلات