الحلقة الرابعه عشره...

....



اااه ايها العيد الحزين

يا ثاني عيد.. سيحل علي.. في سنتي هذه.. و انت بعيد..
عادة في العيد تعزف سيمفونيات الأمنيات والسعاده
وتهل الأفراح.....

ولكن عيدي بدونك.. اعزف به مقطوعة الحزن والألم..

والوحشة تهل علي تسقيني من كؤوسها مُر الشراب

كيف بي ان افرح..؟؟
مللت وانا اصطنع الإبتسامه !!
مللت من ظل رسمته لنفسي اسميته ظل السعاده !!
مللت من الأمل نفسه..............

والصبر قد فر مني هارباً.....................!!

حتى الدمعه في برد شتائي هذا حينما تنحدر .. تنحدر وبكل جفوة وقسوه

تتجمد على خدي.. وكفي البائس مل ان يمسحها....!!!

احساسي طالت غربته, ومشاعري حبيسة هناك معك
أيــــــــــــــــــا غائباً ..
لن اقول لما غيابك ؟؟
.. فإني اعلم اسبابه.......
ولن اقول طال علي..
فإنني اعلم انه ليس بيديك حيلة لتحتالها........

ولكنني ابث شكواي والم والديّ هنا في دفتري..
لعلي اداوي المي وجرحي المرير

فكما يقولون" كل همه أشقاه في ليله""

وانا همي انت...

وستظل انت...

الى ان تلمس كفي كفيك

واعانقها بحرارة المكتوي من الشوق

اخي الغالي .. علي..
ليت كلامي يصلك
وبوحي يخترق مسمعك...

تيقن انني معك.. وان كنت لا تدري .. فإني اصارع القدر بدونك..

فلك ايامك الحلوه التي لن انساها مهما طال بعدك..
اظل احبك ..
بل متعلقة فيك..

ليتني استطيع ان التمس لنفسي العذر في التقصير معك ...
ولكني لا املك بيدي سوى خالص دعائي ورجائي بالفرج لك وتخليصك من ظالميك...

وان انثر حرفي الباكي الشاكي في سطور ترتل بين طيات صفحاتي الماً اعتصرني وهماً كسرني....
وبقلبي الدعاء..لك يا غلاة اروحنا .. يا شمعة بصيصها يضئ عندنا وان قست علينا الأقدار و جعلتك عن ناظرنا بعيداً...
.
.
.
سكرت ليلى دفترها.. في ليلة العيد الكئيب .. عيد الحاج .. واخوها مسافر وموطنه ديار الظلم ...
اسبوع مر على هالوضع...
سالت دمعتها على خدها.. وهي تتذكر حالتهم في الأيام اللي فاتت..
تتذكر كلام خالها وهو يقول لازم له محامي ... والمحامي تكاليفه غاليه..

تتذكر وجه ابوها الشاحب اللي ما يملك الا الدعاء و دموع الرجاء..
تسلف خالها على شانه من عند ابو ناصر كم قرش..

ومن عند ابو اشرف شوي..
وحفظو ماي وجههم عن حجي عباس... وهدرته و اذلاله للعالم وما قربو له..

وزينب.. اللي صيحتهم كلهم لما قدمت ليهم سلسال ذهب هو الوحيد الغالي عندها .. لأجله...وبالموت والف رجاء يالله رضى ياخذه ابو علي ...

لكن ..
للأسف ما توفقو في محامي راعي ذمه وضمير...
ظل يماطل وياهم كل يوم يقول اليوم... وعلى حاله بهالمماطله الى ليلة العيد...

اذن اذان الفجر .. يوم جديد على امة محمد يحمل الخير و البشاير...

اللهم اهل الكبرياء والعظمه واهل الجود والجبروت و اهل العفو والرحمه و اهل التقوى والمغفره .. اسألك بحق هذا اليوم الذي جعلته للمسلمين عيدا ولمحمد صل الله عليه وآله ذخرا وشرفا وكرامة ومزيدا .. ان تصلي على محمد وآل محمد .. وان تدخلني في كل خير .. ادخلت فيه محمدا وآل محمد وان تخرجني من كل سوء اخرجت منه محمدا وآل محمد..

تردد صدى هالدعاء في بيت ابو علي .. مع صلاة العيد.. تزفه الدمعات والزفرات الأليمه..
وبعد الصلاه.. ام علي ما تحملت وصارت تصيح و تدعو الله يرجع ليها ولدها .. وتنذر و تترجى انها ما تخيب..

زينب على سجادتها.. تدعي بالفرج لعلي ... ودموعها على الخد شلال..
جاسم ... يتقلب على سريره... والهم معتليه... ولأول مره يقوم ويصلي الفجر في وقتها... وكانت لغرفته نافذتين... نافذه تطل على الحوش ونافذة تطل على زرنوق ...
بعد ماخلص صلاه.. ظل على سجادته... ضم وجهه بأيده وصار يصيح.. ويهز,,, يحس روحه مخنووق..
مرت زينب عليه وانتبهت له من نافذة الحوش.. وصارت تراقبه.. وهي منذهله اول مره تشوف جاسم بهالوضع...
غرقت عيونها وياه دموع.. وظلت واقفه تراقبه ودمعاتها تسيل...

شوي الا تسمع احد يطق نافذته اللي تطل عالزرنوق ..
جاسم اختلع..
التفت ناحية النافذه... صار يطالع... مافي شي.. شال سجادته وانسدح على منامه..
زينب طنشت الوضع .. راحت المطبخ بتشرب ماي ورجعتها طلت على اخوها لقته واقف عند نافذته الثانيه ويهدر بهمس:
ــ ويش جايبنك .. وويش تبغى هالحزه..؟؟
حميد: ــ ويش ابغى ..؟؟؟ جاي اعايد بك مالت عليك... باموووووت بطني يا جاسموه رجع دق علي من امس احس بينفجرررررررر مانى قادر..
ــ ومين قال لك بيتنا صيدليه لو مستشفى؟؟
ــ اف اف منك.. تكفى.. شوف لي أي شي .. رمان مثلا ...

ــ ههههههههههه احلف عاد احلف .. رمان !!... ما تبغى خوخ ومشمش بعد... روح أي زراعه وشوف لك وحده خضرا محصرمه ماااعندي شي هنااا .. وخليني في حالي.. مالي خلق هااا..

ــ والله و طلع لك لسان. ياجاسمووه هين بس اطيب اراويك.. يا شلب.. افففففف وربي رحت المستشفى قالو مافيني شي الحين لويش رجعت الحاله.. دكاتره قوااااااطي... عاد شوف لي دخيل الله اكياس شاي ... قررفه.. تفااح.. أي شي يوقف بطني ....
ــ ههههههههههههه جاي بقاله لو سوق الخضرا.... ماعندنا شاي الا تلقيمه..
ــ جييييييب اللي تجيبه...
وطلع جاسم من غرفته الا زينب في وجهه..
ــ مين هذا؟؟ وويش صاير..؟؟
جاسم ببرود:
ــ اففف .. اصدق ما تصوختي وعرفتي..
ــ ما سمعت عدل.. مين؟؟
ــ فكينا.. حميدو
ــ ويش فيه هالحزه جاي ومن ورى النافذه زي الحراميه... لا يكون بيبارك لك بالعيد << زينب ما تطيقه ولا تشتهيه من يوم يومها
ــ انا لله.. بطنه .. يبغى شاي ..
ــ وحنا فاتحين قهوه..؟؟!!
ــ وخرري عني زين.. هدرتش ما تخلص...
زينب في بالها: ــ الله يلعنك انت وياه ماخربك الا هالزفت..

ودخل المطبخ .. طلع كيس وحط فيه شوية شاي ووداه لحميد..
ــ هاك.. خذ لعل وعسى يمسك بطنك
ــ مشكووور ...
وصار يطلع الشاي ويحاول يبلعه بلع...
جاسم بيسكر النافذه..
حميد يحط ايده :
ــ هيه.. ويش قلالة هالحيا اللي عليك...؟؟
ــ بردان..
ــ الله عاد... صدق ما تستحي.. ما بتطلع؟
ــ لأ نعسان..
ــ اهوو فارق .. يللا باي.. نشوفك ..
ــ باي ..
وسكر النافذه..
حميد صار يمشي وهو يهلوس ويا حاله:
ــ الله يستر منك ياجاسموه بس ...



تابع>>