صفحة 3 من 6 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 45 من 83

الموضوع: ..*.*.. مـذكـرات مخطـوبة..*.*..

العرض المتطور

  1. #1
    عضو سوبر مميز الصورة الرمزية جـــــــــوري
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المشاركات
    2,131
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    14111

    رد: ..*.*.. مـذكـرات مخطـوبة..*.*..

    يسلمو ورد الياسمين على القصه الحلوه
    نتظر التكمله..

  2. #2
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3398

    رد: ..*.*.. مـذكـرات مخطـوبة..*.*..

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جـــــــــوري مشاهدة المشاركة
    يسلمو ورد الياسمين على القصه الحلوه

    الله يسلمك حبيبتي

    نتظر التكمله..
    ان شاء الله وعذراً ع التأخير


    شويااات وراااجعة
    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  3. #3
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3398

    رد: ..*.*.. مـذكـرات مخطـوبة..*.*..

    الج ـزء (12)


    " ما هي هالليلة و بس .. و أنت متغير علي ّ !
    صار إلك كم ليلة .. و أنت بالك ما هو إلي ّ
    حاضر بقلبك و غايب ... و أنت يا أغلى الحبايب ! "


    أغنية جداً قديمة قد خطرت في بالي فجأة ..
    و أنا أجد نفسي في موقف جداً مضطرب .. متوج بالإرهاق النفسي الذي كان عصام يعاني منه في تلك اللحظة !
    ومع إدراكي التام بكم المعاناة النفسية التي يعانيها عصام .. و توالب الظروف جميعها عليه في ذات الوقت ..

    فمن ناحية مرض أبوه المفاجئ ..
    و من ناحية أخرى عمله و طوارئه ..
    و ربما العمة و الابنة من ناحية أخرى ..
    ومن المفترض بي أن أقف إلى صف زوجي في جميع الأحوال مهما كانت الظروف ..
    لكن ..
    وفي المقابل ..
    أنا أيضا أبحث عمن يتفهمني .. و يغدق علي من بحر عواطفه و حنانه !
    فطبيعة أي أنثى أنها و مع أنها بركان متأجج من العواطف ..

    إلا أنها تظل و على مدى العمر بحاجة ماسة لأن يغرقها أحدهم بالعاطفة الصادقة القويمة !
    و عندما لم أجد أي قرار صائب في مثل هذا الموقف ..

    أطرقت رأسي أخيراً و أنا أهمس إلى عصام ..
    -" أنا جد متفهمة يا عصام .. و مقدرة للظروف التي تمر بها ..
    لكن أرجوك ..
    أنت أيضا تفهمني .. فطبيعة الأنثى تختلف تماماً عن طبيعة الرجل ! "
    في هذه اللحظة كنا قد وصلنا عند بوابة شركة ضخمة ..
    خمنت أن عصام يعمل فيها ..
    أوقف عصام محرك سيارته .. و من ثم استدار إلي ..
    ثم مده يده يبحث عن يدي .. ليعانقهما طويلاً هذه المرة ..
    نظرات عصام أيضاً كانت جداً عميقة و مشبعة بالعاطفة ..
    و تحمل لي أشياء كثيرة .. من الصعب جداً أن أتمكن من وصفها ..
    أرخيت يدي بين يديه ..
    و سمحت لهما بان يطيلا من عناق يديه ..
    في حين أني أطلقت العنان لعيني ليبحران في بحر عينيه .. إلى حيث تجدان ما يشبع كياني من الحنان و العاطفة التي أبحث عنها ..
    وخطر لي في لحظتها كم هي عيناه دافئتان على الرغم من خيوط الهموم الدقيقة المحيطة بهما ..
    و لمـّا أدركت أن لا أحد منا سيتحرك أو سيتفوه بأي كلمة .. لينهي بها هذا الموقف العاطفي ..
    نطقت حينها بما وجدته مناسباً في تلك اللحظة ..
    -" لا تتأخر كثيرا .. فأنا في الانتظار .. ! "
    ابتسامة سعادة واسعة زحفت على شفتي عصام و هو يهتف لي شاكراً ..
    -" كنت أعلم أنك جد عاقلة و متفهمة ..
    صدقيني يا مرام .. أنه حال ما تنفرج الظروف قليلاً ..
    أني سأسعى إلى تطويقك بالسعادة الأبدية .. و بتحقيق كل ما تتمنينه .. حبيبتي ! "
    " حبيبتي .!!!!!!
    لكأني سمعت كلمة حبيبتي ؟!!
    هل نطق عصام بها بالفعل .. أم أني أحلم بها مثلا !!! "

    " أووه ..أخيراً قد فهم علي عصام ..
    هذا بالضبط ما أي أنثى بحاجة لسماعه من خطيبها ..لا أدري لماذا؟؟..
    و لكن هي الحاجة الفطرية للعاطفة ربما ،!! "
    -" الله يخليك إلي يا عصام .. و يفرج الأمور و يعدي الظروف
    على خير .. "
    و هكذا نزل عصام من السيارة .. و اعتلى درجات المبنى الضخم الذي وقفت السيارة أمامه.. و من ثم غاب عن ناظري !
    ..و بينما أنا في الانتظار داخل السيارة .. اقتربت سيارة أخرى من سيارتنا و توقفت إلى جوارها ..
    و لمـّا لمحت أن شابان مراهقان هما من يقودان تلك السيارة ..
    أسرعت أقود نظراتي إلى الجهة البعيدة جدا عنهما .. محاولة شغل أنظاري في أي شيء سواهما ..
    و قد تسلل إلي خوف مبهم .. و ربما شيء من الارتباك ..
    فأنا عادة ما أنفر من أمثال هؤلاء المراهقين و أشكالهم المثيرة إلى الاشمئزاز .. و لكأني لمحت أن هؤلاء الشابين أخذا يقومان بحركات جداً غريبة يريدون بها لفت أنظاري إليهما ..
    كأن يشيران من نافذتهما إلي .. و قد فتحا نافذتهما قليلا .. و رفعا من صوت المسجل إلى أخره ..
    لترتفع منه صوت أغنية أجنبية بإيقاع سريع جداً .. و أكاد أجزم أنهما لا يفقهان شيئا من كلمات تلك الأغنية الهابطة ..!!
    شعرت لحظتها بالخوف أكثر و أكثر .. و قد التصقت أنظاري ببوابة الشركة .. تترقب ظهور عصام ..
    " يا ربي .. لقد تأخر عصام كثيرا ..
    عد بعصام بسرعة أرجوك ! "

    ارتفع لحظتها صوت هاتفي المحمول ليجيئني صوت ابنة خالتي صفاء ..
    مستفسراً عن كيفية سير الأمور .. و إن كان كل شيء على ما يرام ..
    " الحمد لله ..الأمور تمشي على ما يرام .. ادعي الله فقط أن يشافي أبيه .. لكيلا يتهمونني زورا و بهتانا أني فآل شر على الجميع .. "

    و ودعتها بعد حين و قد اتفقنا على الخروج غداً إلى المجمع للتسوق ..
    بعد إصرار شديد منها علي بالخروج للترويح قليلاً عن النفس ..
    مع أني لم أكن متشجعة لمثل هذه الفكرة و خصوصاً في مثل هذه الظروف التي يمر بها عصام ..
    لكني في النهاية وافقت .. و لم أستطع التهرب أكثر من صفاء و التي كانت تطالبني بالخروج معها منذ أسابيع عديدة .. !!
    في تلك اللحظة لمحت خيال عصام و هو يظهر من باب الشركة..
    و قد غاب داخلها ما يزيد على الربع ساعة ...
    شعرت بها كأنها دهراً من الزمن ..!!
    أسرع إلي عصام جرياً ..
    و هو يلمح سيارة المراهقين و هي تتسلل مسرعة هاربة من غضب عصام و نظراته التي كان يتطاير منها الشرر !
    سألني عصام هلعاً مفزوعاً إن كانوا قد سببوا لي أي ضيق

    أو أنهم قد تحرشوا بي ؟!
    -" قليلاً .. لكني لم أعرهم أي انتباه .. و قد أغلقت باب
    السيارة علي ..! "
    -" اعذريني مرام .. لن أتركك لوحدك مجدداً ! "
    في تلك اللحظة بالذات ..تسلل إلي شعور حقيقي بالاهتمام الصادق النابع من نظرات عصام ..
    من ابتسامة عصام .. من نبرة عصام .. من كل عصام ..
    فتمنيت أن يستمر مثل هذا الحنان و الاهتمام أبد الدهر .. !
    ثم أني شعرت أيضاً بمدى عصبية و حمية و غيرة عصام الحقيقية و خوفه علي !

    و لم أكن لأستطيع تصنيف هذه الصفة فيه إن كانت من المميزات أو العيوب لشخصيته ..!
    فهل هي صفة ايجابية فيه ؟! ..
    أم أنها تحمل بين طياتها شيئاً من السلبية ؟!
    سأدع مثل هذا التصنيف للأيام و المواقف .. فهي من ستكشف لي كل شيء في شخصية خطيبي المبجل..
    بالعـِشرة وحدها ..
    و لا أنكر تماماً أن لكل امرئ مميزات و عيوب ..
    لكن و لكي يكون الارتباط وثيقاً و ناجحاً بين أي اثنين ..
    فلابد أن تـُكمل مميزات شخصيته من عيوبي .. و أن تـُكمل مميزات شخصيتي من عيوبه .. !
    فهل ستحقق لي الأيام مثل هذه المعادلة الصعبة في ارتباطنا السامي هذا ..!
    من يدري ؟!! ..

    هي الأيام وحدها من ستثبت لي و لكم ذلك .. !



    .. للحديث بقيه ..

    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  4. #4
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3398

    رد: ..*.*.. مـذكـرات مخطـوبة..*.*..

    الج ـزء(13)


    انطبعت ابتسامة ناعمة رقيقة على وجه عصام ..
    و قد عدل عصام من وضعيته و مد يده إلى حيث يوجد مفتاح السيارة ..
    و همّ بإدارة محركها !
    لكن و لسوء حظي في هذا اليوم على ما يبدو.. فقد آثرت ماكينة السيارة أن تبقى في سباتها فلا تستجيب لعصام ..!!
    ارتسم عبوس واضح على جبين خطيبي و هو يعيد الكرة مرة أخرى ..

    لكن لا من مجيب !
    " أوووه ..!!!
    لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم .. و الله و اكتملت ..الله أكبر على هيك نهار ! .. يا كافي الشر عدي هاليوم على خير !"

    ثم نزل عصام من مقعده و اتجه إلى حيث فتح الصندوق الأمامي للسيارة ..
    و شمر عن ساعديه ليبدأ محاولاته الجاهدة في أن يكشف سبب علة سباتها !
    بعد دقائق مرت كأنها زمن جد طويل ..
    أطل علي عصام من النافذة .. و لا زالت أمارات السخط مرتسمة عليه !
    -" إنها البطارية على ما يبدو ! "

    في هذه اللحظة بالذات ..
    عادت سيارة المراهقين لتقف إلى جوارنا بالضبط ..و لتتعالى ضحكاتهم الصارخة من خلف زجاج نافذتهم الأسود ..
    و كذا أصوات موسيقى ( البوب ) و التي كانت تنافس في علوها صدى ضحكاتهم و نظراتهم الساخرة ..
    بحثت في هذه اللحظة بأنظاري عمن يسمى بخطيبي ..
    لعله يحميني من أمثال هؤلاء التافهين .. و حاولت أن أركز أنظاري عليه .. فأهمل هؤلاء .. لعلهم يشعرون بمدى تفاهتهم و ينصرفون !!!
    كان خطيبي المبجل لحظتها مصفر اللون باهتاً شاحباً ..
    و عرق غزير قد بدأ يسيل من جميع بدنه ..!!
    و وقوف سيارة ( البوب ) إلى جوارنا زاد من انفعال عصام ..!!
    إذ بدأ يعبر عن سخطه وكل شرارات الغضب التي كانت في أعماقه بوضوح..
    فبدأ خطيبي يرفس السيارة بقدمه و يشبعها لكماً بكفه و كذا لسانه ..
    و لكأن هذه الجماد ستستجيب له تحت وطأة كل هذا الكم الهائل من الشتائم و الركل الذي ألبسه عصام لها و هو ثائر في شعلة غضبه !
    ثم بدأت ثورة عصام تتعدى حدود ركل السيارة ..
    و قد توجه إلى هؤلاء المراهقين .. ليشتبك معهم بالأيدي و الألسن .. !
    و كاد الأمر أن يتطور إلى الشرطة .. و خصوصاً أن عصام قد ألحق ضرراً بأحدهم .. و قد بدأت دماء الآخر تسيل من فمه .. !
    لكن الله ستر ..

    و آثر هؤلاء المراهقين اللواذ بالفرار .. قبل مجيء الشرطة ..
    غصت أكثر و أكثر في مقعدي .. و أنا أرقب ثورة خطيبي على سيارته .. !! فاقدا ً زمام أعصابه كلياً !!
    و أخذت أدعو الله في سري .. أن يمضي هذا الموقف أيضاً على خير ..

    و أن تعود السيارة إلى الحياة .. قبل أن يحدث ضرراً كبيراً في أو في عصام الثائر ..!!
    لكني لا أخفي أبداً إعجابي بعصام و هو يعارك هؤلاء المغفلين ..

    فقد كان خطيبي مصارعاً ماهراً .. قوي اللكمات .. سريع الحركة و الهجوم .. عاد عصام إلى داخل السيارة بعد دقائق .. ليحاول مجدداً مع السيارة اللئيمة
    " يا رب.. أرجوك .. دع المحرك يعمل "
    لكن .. لا فائدة ..
    -" لن يعمل .. لابد من مساعدة أحدهم .. سأتصل إلى صديقي ! "
    قال عصام عبارته هذه و هو يختطف هاتفه المحمول .. ليتصل إلى أحدهم ..

    و ليخاطبه بلهجة مرتبكة .. و كلمات كثيرة مرتبكة ..
    لم تكن لتصل إلي بوضوح ..
    و عصام ينطقها بصعوبة و هو تحت تأثير سلطان غضبه.. الذي كان يبتر كلماته بتراً !
    عندما أنهى عصام حديثه الهاتفي ..

    وجدت بعد دقائق سيارة سوداء ضخمة .. تقترب منا ..
    و تلوح منها علامات الفرج .. و أمارات الإنقاذ !
    تبادل عصام مع صاحبه بضع جمل مقتضبة ..

    قبل أن يشمر كل منهما عن ساعده .. و يبدأ العمل معاً على إحياء محرك السيارة الغارق في السبات !
    لم تأخذ عملية إحياء السيارة أكثر من ربع ساعة ..

    لكننا كنا قد تعطلنا أصلاً على ما يزيد على الساعة إلا ربع ..
    و نحن نعاني من سبات السيارة ..لذا و بمثل هذا الموقف الفضيع ..
    و أعصاب عصام المتوترة .. كنت قد فقدت شهيتي كلياً للأكل ..
    بل و نسيت أمر العشاء في المطعم الموعود ..!
    انطلقت سيارة عصام أخيراً .. لتجوب أزقة العاصمة ..

    ببطء شديد خوفاً من أن تعاود البطارية سباتها ..!
    طالعني عصام بطرفه ..

    و من ثم نظر إلى قميصه الأزرق المتسخ كلياً بــ (آيل) السيارة و بعرقه ! ..
    و تركزت أخيراً أنظار عصام على ساعة السيارة و التي كانت تشير لحظتها إلى العاشرة و النصف ..
    -" إلى البيت ..!! "
    قلتها و قد تسرب إليّ فكر عصام و معنى نظراته .. ففهمت قصده واضحاً منها.. لذا و من أجل أن أريحه فقط ..

    فلنؤجل خروجنا للمطعم .. وكذلك جميع النزهات ..
    و ما المانع من تأجيل خطوبتنا أيضاً .. و إلى أجل غير مسمى !!!!

    حاول عصام أن يحرك شفتيه بأي كلمات يبرر فيها جميع المواقف الكثيرة المتسارعة ..
    و التي حصلت لنا كلينا في هذا اليوم المأساوي ..!!
    لكن و على ما يبدو ..

    أن جميع كلمات الاعتذار كانت قد تجمدت على شفتيه دون أن يكون لها أي مفعول !
    و مع أني لا أؤمن بتاتاً بمفهوم الحظ أو النحس !! ..
    لكن انتابني شعور عميق مفاده أن هذا اليوم .. لا بل هذا الأسبوع ..

    ليس لي !
    فيا له من يوم صعب ..!
    قد توالبت فيه علي و على عصام أحداث جسيمة شتى !
    " لطفك يا رب .. و سترك ! "
    و قبل أن أسلم جسدي إلى سلطان النوم في تلك الليلة ..

    جاءني صوت هاتفي المحمول ينبئني بورود مكالمة هاتفية !!
    و لمـّا كان الرقم المتصل .. رقماً غريباً ..

    آثرت عدم الرد عليه ..
    خوفاً من أن يكون المتصل هو أحد هؤلاء الشباب المراهق التافه ..
    و الذي يبحث في أنصاف الليالي عن ضحايا.. يحتويهم بكلام معسول ..
    و وعود وهمية بالحب و الزواج !
    إلا أن تكرار الاتصال و لعدة مرات ..

    جعلني أشعر أن المتصل يعرفني شخصياً .. و أنه يقصدني أنا بالذات ..
    لذا رفعت السماعة بشيء من الاضطراب !
    ليجيئني صوت أنثوي متقطع.. انقبضت جميع عضلات صدري بلا استثناء .. لدى سماعي له !
    و قبل أن أبدأ محاولة معرفة من هي تلك المتصلة ..

    توالت على أسماعي سيل من الشتائم المتواصلة !!!
    فقد كانت صاحبة الاتصال تهينني ..

    و تتهمني بأن خاطفة للرجال !!
    " هييييي،، لحظة لحظة !!!
    من أنت يا هذه لتتحدثي معي بمثل تلك اللهجة !!
    أرجوك احترمي نفسك .. و راقبي ألفاظك . و إلا فإني مضطرة لأن أغلق السماعة في وجهك أيما كنتِ !! "

    لكن لا فائدة .. فقد أعادت تلك المجهولة على أسماعي سرد شتائمها ..
    و التي أخجل حتى من ذكرها ..!!
    إلا أنه قد امتزج صوتها هذه المرة بشيء من النحيب و البكاء .. و من ثم تقطع الأنفاس و التنهد العميق !!
    اضطررت لأن أغلق سماعة الهاتف .. لأني لم أكن لأعرض نفسي لمثل هذه الشتائم أبداً ..
    لكني لا أنكر أن هذا الاتصال قد أثار فضولي كلياً ...

    و خصوصاً أنها قد نطقت باسم عصام عدة مرات !! أو هكذا تخيل لي !
    فيا ترى من هي هذه المتصلة المنهارة .. و ما قصتها مع عصام .. !!
    و لما تتهمني أني قد خطفت عصام منها ؟
    و لما لم يصارحني عصام بوجودها سابقاً في حياته !!
    أسئلة كثيرة سلبني التفكير فيها النوم تلك الليلة ..!!
    " آآه .. أموت و أعرف إيش سالفة هالحرمة !!
    و ايش دخلها في عصام .. خطيبي المبجل ! "





    البقية تأتي...

    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  5. #5
    عضو فضي الصورة الرمزية صمته جرحني
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المشاركات
    776
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    226

    رد: ..*.*.. مـذكـرات مخطـوبة..*.*..

    وااااااااااااو بليز ورد الياسمين كملي القصة بسرعة /////// تحمست

    قصة في قمة الروعة لاتتأخري علينا ننتضر التكملة

    تحياتي
    نياحي على العزيز الي مشى وخلاني

    جراحي تراكمن واحد على الثاني

  6. #6
    مشرفة مالذ وطاب في فن الاطباق الصورة الرمزية دمعة طفله يتيمه
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    هناك عند مرقد سيدتي رقيه
    المشاركات
    13,755
    شكراً
    7
    تم شكره 76 مرة في 68 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    11281

    رد: ..*.*.. مـذكـرات مخطـوبة..*.*..

    بجد مذكرات رااااااااااااااااااائعه
    تسلمين غناتي موفقه لكل خير
    يلا بسرعه غناتي احنا في الانتظار على نــــــــــــــــار

    يا أبا الفضل أغثني بحق زينب الحوراء أدركني


  7. #7
    عضو فيروزي
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    5,003
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    1261

    رد: ..*.*.. مـذكـرات مخطـوبة..*.*..

    روووووووووووووعة خيتي قصة رهيبه... والاسلوب بالطرح يعتبر ابداااااع


    بس لو الالوان تكون واضحة لانها بصراهة عورت عيوني ههههه


    لك مني اجمل تحية..

    وانا من المتابعين هنا

  8. #8
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3398

    رد: ..*.*.. مـذكـرات مخطـوبة..*.*..

    صمته جرحني



    دمعة طفلة يتيمة


    اسير الهوى




    شاكرة لكم مروركم



    نورتم صفحتي




    دوووم تواصلكم
    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  9. #9
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3398

    رد: ..*.*.. مـذكـرات مخطـوبة..*.*..

    الج ـزء (14)

    لم تكن ليلتي بأحسن حالاً من سابقتها ..
    فقد راودتني كوابيس مرعبة كما العادة ..
    دارت حول عصام و والده غالباً ..
    مما عكر مزاجي كلياً .. حاولت الاستغراق مجدداً في النوم ..
    وقد كانت الساعة لا تزال عالقةً على العاشرة صباحاً ..
    إلا أن صوتاً حبيباً كان يهاجمني بعد دقائق قليلة من تلك المحاولة ..

    -" هيا أيتها الكسولة .. استيقظي .. كفاكِ نوماً ! "

    -" أووه دعيني أنام .. لم أستطع النوم البارحة .. و لا حتى سابقتها.. "

    قلت ذاك مدافعة عن حقي في النوم ..
    و أنا أسحب من غطاء ( شرشفي ) لأغطي به وجهي .. في محاولة جادة لأن أنام ..

    -" مرام .. هيا.. لقد تأخرنا .. "
    -" صفاء .. أرجوكِ .. نصف ساعة فقط .. ! "
    -" و لا حتى دقيقة واحدة .. هيا قومي أمامي ..

    سأنتظرك في السيارة .. "

    و عندما لم أجد بُدّاً من النهوض ..
    و خصوصاً أن صفاء قد أغلقت التكييف و فتحت الستائر ..
    و أضاءت الأنوار .. !
    ثم بدأت أيضاً بمداعبتي بإحدى الدمى القطنية الكبيرة جداً .. و التي لا زلت أحتفظ بها في غرفتي منذ طفولتي .. !


    لذا نهضت و أنا أكاد بصعوبة بالغة أحسن السيطرة على توازني و أفتح عيني المثقلتين بالهموم و الدموع أيضاً ..


    -" هيا أسرعي .. أنا في السيارة .. "

    جهزت نفسي بسرعة فائقة .. و أسرعت ألحق بصفاء .. حيث كانت تنتظرني في سيارتها الذهبية
    -" إنت دوماً سبب تأخرنا..
    أو لم يكن اتفاقنا على الساعة التاسعة و النصف .. ؟!!
    انظري كم الساعة الآن .. !! "


    هكذا استقبلتني صفاء في السيارة بهجوم معتاد ،، تلومني فيه على تأخري .. و عدم التزامي بمواعيدي ..
    -" الساعة لم تتجاوز العاشرة إلا بربع ساعة .. ! "
    -"أووه .. حقاً .. ساعة إلا ربع فقط .. تطور ملحوظ .. !!! "
    -" صفاء.. كفي عن مثل هذه النبرة .. أكاد أنفجر بالفعل من كثرة الضغوط النفسية التي تحيط بي .. "

    ثوان صمت طالت .. قبل أن يجيئني صوتها معتذراً ..

    -" آسفة حبيبتي .. لم أقصد إلا مداعبتك .. ! "

    لكن اعتذارها هذا جاء بعد أن كانت دموعي قد بدأت بالانهمار ..
    و بدأت أسرد لها ما كان البارحة ..
    ابتداءاً بحادثة سيارة المراهقين .. وتعطل سيارة عصام ..
    وعراك عصام مع ثلة هؤلاء المراهقين ..
    والذي كاد الأمر أن يتطور إلى أن يصل إلى الشرطة .. لولا لواذ المراهقين بالفرار في اللحظة الأخيرة ..
    ثم انتهاءاً بهاتف تلك المعتوهة التي كانت تتهمني بأني
    "خاطفة للرجال "..

    -" عزيزتي .. هوني الأمر عليك .. و أسلمي الأمر كله لله .. الله سيكون بعونك وعون عصام .. "
    -" و نعم بالله .. الله كريم .. "

    قلت عبارتي هذه مصحوبة بتنهد جداً عميق ،،
    وأنا أقر تمام الإسلام إلى المولى الكريم ..
    آآآه يا ربي .. ها أنا ذا قد أسلمت أمري إليك يا رب .. فلا تخذلني ..


    هناك في المجمع ..
    لم يكن لي أي مزاج للتسوق .. بعد كل هذه المواقف و الأحداث المتتالية التي ألمت بي مؤخراً ..
    لذا كانت صفاء هي فقط من يبتاع ..
    أما أنا فقد كانت مهمتي تنحصر في هز رأسي بالموافقة في حال سألتني إن كان ما اختارته مناسباً أو لا ؟!!
    هكذا قضينا ساعتين في المجمع ..

    ونحن نتنقل من محل إلى آخر .. محملين بأكياس بضائع ما ابتاعته صفاء المبذرة ..

    -" هييي .. مرام .. انظري ما أروعه .. !! "

    هكذا هتفت لي صفاء و هي تشير إلى فستان أحمر معروض في واجهة أحد المحال ..

    -"إنه رائع .. سيكون تحفة عليك .. ! "
    -" لا يا عزيزتي .. إنه ليس لي ..

    بل لك يا عروس ! "

    اعترضت حديثي و هي تهز رأسها بالنفي..

    -" لي؟!!! .. و ماذا أفعل أنا بمثل هذا الفستان !!
    ثم أنك تعرفين أني لا أحب اللون الأحمر !! "

    -" لا يهم إن كنتي تحبين الأحمر أو لا ..فقط اشتريه .. إنه أروع حتى من الرائع .. !! "

    و أكملت محاولتها في إقناعي بشراء الثوب ..

    و هي تغمزني بكوعها ..
    -" ثم أن جميع الرجال بلا استثناء يعشقون اللون الأحمر .. "

    بعد دقيقة صمت ..
    أطرقت راسي موافقة .. مع أني لم أكن أفكر في أثناء تلك الدقيقة بشراء الثوب أو عدم شرائه..
    إذ و على ما يبدو أني مضطرة إلى شراء الثوب ..
    و إن كان باهض الثمن ..
    فصفاء لن تتوقف عن إلحاحها المزعج .. إلا إذا اشتريته فقط ..

    لكني و في محاولة أخيرة للتعبير عن رأيي ..
    ارتفع صوتي قائلاً ..
    -" يتحتم علي شراء ثوب أسود ... لا أحمر .. بعد كل هذه الحوادث المأساوية!"
    -" هييي .. مرام !! لا تكوني متشائمة هكذا

    واشتريه .. "

    لا أنكر أنه كان رائعاً جداً ..
    لكني و بطبعي لا أحب اللون الأحمر .. فهو كثيراً ما يثير من عصبيتي و" ينرفزني" ..
    و لست أفهم ما يعجب الرجال في مثل هذا اللون الناري .. إنهم عديمي الذوق !

    بعد ذلك توقفت عند واجهة أحد المحال المختصة ببيع المجوهرات ..
    لم أستطع مقاومة بريق الذهب .. و قد أثار لمعانه حسراتي ..
    إذ أني و عصام لم نشتري بعد( دبل) الخطوبة !
    هذا ما خطر في بالي .. و أنا أتمعن في أصابعي .. الخالية من أي خواتيم ..


    دبل الخطوبة ..

    من أهم ما في الخطوبة من كماليات .. !

    و مع أنها من الكماليات .. و ربما يجب أن تكون آخر ما يشغل تفكيري في الفترة الراهنة ..

    لكني شعرت برغبة عارمة باقتناء دبلة خطوبة لي و لعصام .. و الآن !

    و لكأن صفاء كانت تقرأ أفكاري ..

    لذا دفعتني دفعاً إلى داخل المحل .. لتقضي على التردد الذي كان يراودني ..

    و أخذت أنتقي من بين الدبل المعروضة .. ما شعرت أنه أحلاها ..

    بل و أغلاها سعراً ..

    فقد كانت (دبلتي المستقبلية) من الذهب الأبيض .. المزدانة بفص متوسط من الألماس ..

    و كان أقل ما توصف به مثل هذه (الدبلة) أنها فوق الرائعة جداً ..

    و مع أن سعرها كان خيالياً ..
    لكن صفاء شجعتني على اقتنائها .. و قد أشعلت فيَّ مبدأ :
    "أني غالية و الغالي يرخص لي" ..

    و قد كان من تفكير صفاء الذي تسرب لي أيضاً .. أن "معزتي" عند عصام ستظهر واضحة على معالم وجهه .. عندما يستلم فواتير (الدبلة )..
    فكلما كانت معزتي في قلبه أكبر .. كلما كان العبوس على وجهه أقل ..

    و مع اقتناعي التام بمثل هذه الفلسفة ..
    و أن هناك مرام واحدة فقط في حياة عصام ..
    و يحق لها كل هذا الدلال ..
    لكني و لسبب خفي في أعماقي .. آثرت عدم التسرع ..

    لذا لم أقتني الدبلة ..
    بل فقط حجزتها على أساس أني سأعود لاحقاً لاقتنائها ..
    و حددت اللاحقاً هذه بفترة أسبوعين .. !!

    -" أسبوعين ؟!! "

    قاطعت صفاء حديثي مع البائع ..
    و قد ارتسمت عليها إمارات العجب و الدهشة ..

    -" و ربما أكثر .. ! "


    فمن ذا الذي يدري ما قد يخفيه الغد لي و لعصام ..


    بعد كل هذه الظروف التي احتوتنا في الأسبوع الأول لخطوبتنا ..
    و من ذا الذي يضمن لي أن الأمور لن تتعقد أكثر و أكثر .. وخصوصا أن والد عصام لا يزال في المستشفى !!
    ثم أن الرياح دائماً تجري بما لا تشتهيه مرام ..


    " نظرة تشاؤمية .. و لكنها هي الواقع بحذافيره ..

    آآه يا ربي .. سترك علينا .. و فرجك القريب .. "





    .. البقية تأتي ..
    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  10. #10
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3398

    رد: ..*.*.. مـذكـرات مخطـوبة..*.*..

    الج ـزء (15)


    عندما عدت إلى المنزل في ذاك اليوم ..
    كانت بانتظاري رسالة شفوية من عصام .. لدى أمي ..
    يخبرني بها بضرورة الاتصال إليه حال ما أرجع ..
    فهناك ما يود مفاتحتي فيه على ما يبدو ..
    و أنه كلما كان يتصل على تلفوني المحمول .. كان الخط عندي دونما إرسال أو مغلق على ما يبدو ..

    حاولت استشفاء الخبر الذي يحمله لي عصام من نظرات أمي أو ملامح وجهها ..
    لكنه كان جامداً .. مما اشعرني أنه وعلى اضعف الاحتمالات ..
    لن يكون خبراً سيئاً كالمتوقع في مخيلتي ..

    جاءني صوت عصام حانياً عبر أسلاك الهاتف ..
    و بعد تحية طويلة ..
    كما تحايا المشتاقين ..
    بشرني عصام بأن والده قد تحسن حاله قليلاً ...
    و أنه قد تجاوز مرحلة الخطر .. لكنه لا يزال في المستشفى ..
    ومهما استطعت أن أعبر .. فإن كلماتي تخونني في التعبير عن مدى الراحة التي تسللت لي بعد زوال ذاك الهم من على صدري .. بسماع مثل هذه البشرى السارة ..
    -" أحمدك ربي و أشكرك .. "


    ثم تحولت نبرة عصام بعد ذلك إلى شيئاً من العتاب الحاني و هو يخبرني أنه حاول الاتصال بي مراراً ..
    لكن لا من مجيب...

    - " أووه حقاً ؟! لا أدري.. .. و لكن ربما لأني كنت في المجمع لذا لم يكن هناك إرسال جيد .. ! "
    -" المجمع ؟؟؟؟ !! "

    -" نعم .. و هل هناك خطأ في التسوق ؟! "

    هكذا سألته.. بكلمات مبتورة .. و نبرة مرتبكة ..
    و قد هالني التغير في لهجة عصام .. من الحانية جداً .. إلى المعاتبة أو العنيفة جداً .. !

    -" لا .. و لكن من المفروض على اعتبار أني زوجك .. كان يجب أن تستأذني مني قبل خروجك إلى أي مكان ..
    و خصوصاً إلى السوق .. ! "
    -" نعم ..!!!
    أستأذنك .. و إلى أي مكان .. !! لماذا !! "


    -" مرام .. ألست زوجك؟! و مسئولاً عنك ؟! "

    -" و الزوجة يتحتم عليها إطاعة زوجها ؟؟!! "
    -" طبعاً ..! "
    طبعاً هذه التي أردف بها عصام .. جعلت الدنيا تدور بي ..
    و أنا ألحظ بوضوح سمات الرجل الشرقي واضحةً جداً في عصام .. ماذا يظن عصام هذا نفسه ..!!
    هل يظن مثلاً أنه بزواجه مني .. قد أصبح يمتلكني .. فبات له مطلق الحرية في التحكم بي ..

    يمين يمين .. يسار يسار !!
    و أصبح أيضاً يملك زمام أمري .. لذا يتحكم بي في أين أذهب .. و مع من ؟؟!!
    و صلاحيته هذه أيضاً مفعّلة في جميع الأحوال ..

    حتى و لو كان بعيداً لظروف طارئة ..
    كالتي كان يتعذر بها عصام مؤخراً و بالتالي كان بالكاد يعرف أخباري..
    و لربما ارتفعت نبرة صوتي .. مصحوبة بالدموع ..
    و أنا أرى سيطرة الرجل الشرقي تتجسد أمامي و بوضوح .. و في الأسابيع الأولى لحياتي معه ..
    و لسبب داخلي قوي .. كان أقوى مني ,,
    رميت بالتلفون على السرير .. دون أي كلمة وداع ..
    و شرعت في بكاء عنيف ..

    ربما بكائي هذا كان نتيجة لتراكم كل هذا الأمور المستجدة في حياتي..
    و ربما هو من دور (سي السيد) الواضح في حياتي ..
    مع عصام و من بداية خطوبتنا ..
    أو ربما هو لخوفي الشديد .. مما قد يحدث في القريب العاجل .. مما يخفيه لنا القدر ..

    بعد نوبة البكاء الحادة تلك .. و قد بدأت أهدئ نفسي بنفسي..

    حاولت أن ألجأ إلى ألواني كما العادة ..

    فقد كانت من عادتي أني و منذ صغري أحاول رسم مشاعري .. و أحاسيسي..
    فمتى شعرت بأني منزعجة أو مهمومة .. أو حتى في مشكلة عويصة ..

    فإن ألواني دائماً بانتظاري .. تصبرني ..
    و تحاول معي حل مشاكلي .. و التخفيف عني ..

    بدأت أحاول و بخطوط و انحناءات شديدة أن أعبر عما كان يجول في خاطري في تلك اللحظة من هموم و أحزان .. بدأت برسم مثلثات مبتورة متكسرة .. متراكمة فوق بعضها البعض..
    و قد شبكت بثوب خليجي .. و ( عقال ) ..
    رمزت بهما إلى شخصية الرجل الشرقي المستبد ..
    و بتعبير آخر إلى ( عصام ) ..

    ثم توجت الأرضية بسلاسل كثيرة .. مبعثرة .. ترتبط من جهة بالمثلثات و الثوب ..
    و من جهة أخرى بكتلة دموية متكورة على نفسها ..
    تكاد تخفي ملامح شخصيتها ..
    رامزة بالتأكيد إلى المرأة المسكينة المستضعفة في مجتمعنا الشرقي ..

    و في لحظة انسجامي مع الألوان .. كنت أتمتم بين الحين و الآخر ..
    أن سحقاً لسي السيد .. و أن الحياة كانت ستكون جميلة جداً ..
    فقط لو اختفى سي السيد من الوجود .. و .. و .. و اختفى عصام أيضاً ..
    عاجلت الرجوع عن مثل هذه الفكرة سريعاً .. و قد أرعبتني فكرة اختفائه فجأة من حياتي ..
    و قد صار محوراً رئيسياً فيها ..
    - " لا .. الله يحفظ عصام .. ويبعث في قلبه حناناً عليَّ .. "
    و قبل أن أضع الرتوشات الأخيرة على الرسمة ..

    ارتفعت دقات صوفيا على باب غرفتي ..
    -" نعم صوفيا .. ماذا تريدين ؟!!"
    -" ماما .. هذا في زوج مال إنت ..
    في صالة تحت !! "
    -" عصام ؟؟!! .. تحت !!! "


    هكذا سألت صوفيا و قد اعتلتني الدهشة و الارتباك ..
    و عدم التصديق .. و لم أكن لأعرف كيف أتصرف ..
    و الألوان متناثرة في كل مكان ..
    و أنا لازلت في ملابس البيت العادية .. !!

    -" حسنا.. أخبريه أني سأنزل بعد دقائق قليلة .. عشر دقائق فقط .."

    هكذا أخبرت صوفي ..
    و أنا بالكاد أستطيع التقاط أنفاسي ..
    من شدة ارتباكي ..

    غسلت يدي من بقايا الألوان بسرعة ..
    ثم أسرعت أبحث عن شيء أرتديه ..
    لأقابل به خطيبي سي السيد..

    و من بين كل الثياب التي عندي ..
    وقعت عيناي على الثوب الأحمر .. الذي شريته للتو ..!
    لا تسألوني لماذا هذا الثوب بالذات ..

    فقد كنت أسير دونما احساس ..
    و نسيت تماماً أني أكره اللون الأحمر ..
    و من شدة ارتباكي ..

    ارتديت أول ما وقعت عليه عيني .. دونما أي تركيز ..

    و قد كنت لا أزال واقعة تحت تأثير صدمة قدومه المفاجئ هذا دونما أي اتصال أو اتفاق مسبق ..


    " أنا ( زعلانة ..) "

    هكذا حدثت نفسي و أنا أنزل عتبات الدرج في طريقي إلى الصالة ..
    مذكرة إياها بكوني لا أزال ( زعلانة ).. لأتمكن من أن أرسم ملامح ( الزعل ) الجاد على وجهي ..

    على الرغم من أن ابتسامة رضا خفيفة .. كانت تكاد لا تفارق وجهي ..
    و حيث كان عصام بانتظاري .. في الصالة ..
    وقفت للحظات على باب الصالة ..
    أفكر في طريقة ( الزعل ) و الدلال الذي سأقحم نفسي فيه ..
    ثم أني أخذت نفساً عميقاً .. و ولجت إلى داخل الصالة ..




    .. للحديث بقيه ..
    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  11. #11
    مشرفة مالذ وطاب في فن الاطباق الصورة الرمزية دمعة طفله يتيمه
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    هناك عند مرقد سيدتي رقيه
    المشاركات
    13,755
    شكراً
    7
    تم شكره 76 مرة في 68 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    11281

    رد: ..*.*.. مـذكـرات مخطـوبة..*.*..

    تسلمين غناتي
    مذكرات بجد روووووووووووووووووووعه
    موفقه لكل خير

    يا أبا الفضل أغثني بحق زينب الحوراء أدركني


  12. #12
    عضو سوبر مميز الصورة الرمزية جـــــــــوري
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المشاركات
    2,131
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    14111

    رد: ..*.*.. مـذكـرات مخطـوبة..*.*..

    نحن في الانتظار بفارغ الصبرر..
    نتمنى عودتك سريعاً..
    لك جزيل الشكر..

    جـــــــــــوري

  13. #13
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3398

    رد: ..*.*.. مـذكـرات مخطـوبة..*.*..

    أختاي العزيزتان :



    دمعة طفلة يتيمة



    جوري



    يسلموا ع المتابعة



    وما انحرم تواصلكم يارب
    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  14. #14
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3398

    رد: ..*.*.. مـذكـرات مخطـوبة..*.*..

    الج ـزء (16)

    تجمد الزمن ..
    و أنا أرقب بطرف خفي خطيبي عصام ...
    و هو يقف ببطء شديد .. لاستقبالي ..
    و عيناه تكادان لا تفارقاني..!!
    تتسعان تارة .. و تضيقان تارة أخرى ..!!
    لترتسم شيئاً فشيئاً ابتسامة واسعة جداً على ملامح وجه خطيبي المبجل ..!!

    ثم لكأن الزمن أدار عقاربه مرة أخرى ..
    و قد نبضت الحياة في جسد عصام هذه المرة ..
    ليتوجه باتجاهي ..

    -"يا الهي ..إنك جميلة جداً .. لا بل رائعة الجمال ! "
    ثم و بحركة سريعة احتواني بين ذراعيه ..

    و هو يطبع قُبلةً سريعةً على جبيني.. جعلتني أتجمد كلياً .. لعدم توقعي مثل هذه الحركة بتاتاً منه ..
    " هييي.. انتوا بس غضوا بصركم لما تشوفوا مثل هالحركات .. و ما عليكم مني .. هذا بعلي .. و زوجي .. يعني حلالي .. !! خليكم متفرجين بس .. و بلاش أي حركات اعتراض .. ! "

    حركة عصام هذه أربكتني بالفعل .. إلا أنها ساهمت بقدرة عجيبة على امتصاص جميع مشاعر الغضب التي كانت تكتنفني قبل ثوانٍ قليلة منصرمة ..
    من عصام و من سي السيد ..
    و كدت أنسى في الأساس أن لا زلت ( زعلانة )..
    و لم أتذكر ( زعلي ) إلا عندما ترجمت أذناي سؤال عصام إياي بشيء من الدلال ..
    -" ها شخبار الزعلانين الحلوين ؟!! "


    عندها فقط أطرقت رأسي و أنا أتذكر بأني ( زعلانة) ..
    و لابد من التصرف على هذا الأساس ..
    لذا أطرقت رأسي .. و شردت بأنظاري بعيداً عنه ..
    و أنا أجيد تمثيل دور ( الزعلانين ) الحقيقيين ..
    عندما رفعت أنظاري .. بعد ثانيتين من (الزعل) ..
    لمحت باقة ورد حمراء كبيرة بين يدي عصام ..
    و هو يرفعها لي .. !!
    ابتسامة واسعة رسمت نفسها بنفسها على شفتي ..
    و أنا أرى تلك الباقة الكبيرة جداً .. مقدمةً لي ..
    و من خطيبي ..
    " إذا السالفة فيها ورد و هدايا.. خلاص أنا كل يوم و الثاني بمثل إني زعلانة ! و إلا إيش رايكم ؟! "

    و قبل أن تنفرج شفتاي عن أي ابتسامة..
    ارتفعت يد عصام فجأة لتلامس خدي برقة ..
    خثرٌ عجيب قد تسلل إلى خلايا جلدي ..
    لم يستمر لأكثر من ثانيتين .. قبل أن أتنبه إلى صوت عصام و هو يهتف مستنكراً :
    " ما هذا ؟؟ .. هل هذا نوع جديد من الماكياج

    أم ماذا ؟!! "

    " أيُّ هذا ؟؟!! "

    و ارتفعت يدي بتلقائية أتحسس الموقع الذي لامسه عصام للتو على وجهي ..
    و إذا بي أكتشف بقعةً كبيرةً جداً من الألوان ..
    قد لطخت بها نفسي خطأً عندما كنت أرسم قبل قليل ،،
    و لم أطل الوقوف متسمرة هكذا بوجهي المصبوغ ..
    إذ سرعان ما تعذرت بضحكات قصيرة أُداري بها الحرج الذي أصابني ..
    قبل أن أهرع إلى دورة المياه..

    " و الله فشيلة .. ما خليت لون ما صبغت فيه وجهي !! شي أحمر .. و شي أخضر !! "

    ماذا سيقول عني عصام الآن ..!
    مهرجة .. أو ربما طفلة لا تجيد سوى تصبيغ وجهها بالألوان عوضاً عن الماكياج ! "

    تعمدت الغياب لأكثر من ربع ساعة ..
    على أمل أن تساهم هذه الدقائق الطويلة في امتصاص الحرج الشديد الذي أوقعت نفسي فيه ،، و الذي سببته لي الألوان ..
    عندما عدت إلى المجلس بعد حين ..
    وجدت زوجي مطأطئ الرأس .. شاحب النظرات .. شارد بفكره مشغول البال ..
    قابضاً بيده بقوة على هاتفه المحمول يوشك أن يحطمه .. التقت نظراتي بنظراته سريعاً ..
    باحثة عن حدث مهم غيّـر من حال عصام ..
    من خطيب مشتاق محملاً بباقة ورد و عواطف حب جياشة ,,
    إلى خطيب آخر .. حائر النظرات .. مطأطئ الرأس .. و في أعماقه ألف طوفان و طوفان ..
    آآه و لكم هو شتان بين العصامين !
    -" عصام .. خير ؟! .. ماذا حدث .. ! "
    -" ها .. لا شيء .. لا تكترثي عزيزتي .. ليس بالأمر المهم .. ! "

    قادتني رجلي إلى حيث جلست بجانبه ..
    ثم أني علّقتُ نظراتي بنظراته..
    فقط لكيلا يحاول الشرود بهما بعيداً عني ..
    فكما عودتني تجاربي القصيرة في الحياة أن لغة العيون هي أصدق اللغات على الإطلاق ..
    ومحال أن تكذب عيون الحبيب على الحبيب .. !
    لم تطل لحظة عناق النظرات تلك لأكثر من ثوانٍ معدودة .. إذ سرعان ما طأطأ رأسه مستسلماً و هو يقول ..
    " حسناً .. حسناً ..
    جاءني هاتف من محامية عمتي .. تنبئني بأن عمتي الموقرة و ابنتها الفاضلة قد رفعا قضية حجرٍ على والدي يتهمونه فيها بالقصور !!
    و هذا كله فقط ..

    للحصول على قطعة أرض تركها جدي لوالدي قبل وفاته .. دون أي نصيب لعمتي فيها ..
    و قد تزوجت عمتي دون إرادته .. و سافرت مع زوجها منذ سنين إلى أمريكا .. دون أي اعتبار لعادات و أعراف عائلتنا ..
    ثم أنها لم تكترث لكل ما حدث للعائلة من مشكلات بسبب عقوقها و هجرانها .. كل تلك السنين المنصرمة ..
    و لم تعد إلى أرض الوطن إلا قبل سنتين فقط ..
    بعد أن توفى جدي .. من أجل المطالبة بحصتها في
    الإرث ! "

    ثم أن عصام قد قبض و بشدة على كفه ضارباً بها جانب المقعد ..
    -" سحقاً كيف تعمي المادة القلوب !! و كيف تحيل بني آدم إلى دميةٍ مجردةٍ من أية مشاعر !! "


    و بتر عصام حديثه فجأة على رنة هاتفه المحمول مجدداً ..
    إلا أنه ترك الهاتف يرن مطولاً .. قبل أن يقرر الرد عليه متردداً ..
    كنت أنا في هذه الأثناء لا أزال تحت سيطرة ما قَصَّهُ عصام لتوِّه عليّ ..
    و قد أغرقتني دموعي من شدة التأثر ..
    إلا أني مع هذا ..
    فقط التقطت أُذناي جملة عصام اليتيمة التي رد بها على صاحبة الاتصال .. و هو يزمجر فيها صارخاً ..
    -" مستحيل .. فالصفقة يا محترمة محالة .. و لتبحث لها عن زوج يناسب ثقافتها الأمريكية .. !! "

    و مع أن تلك العبارة قد فعلت مفعولها في تأجيج نيران الغيرة في أعماقي ..
    لكني لم أكن أبداً لأطالب عصام و هو في مثل هذه الحالة النفسية و الضغوطات الشديدة التي تحتويه بأي تفسير ..
    و خصوصاً أن قلبي قد حدثني مسبقاً من هي صاحبة الصفقات المحالة ..




    .. للحديث بقيه ..

    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  15. #15
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3398

    رد: ..*.*.. مـذكـرات مخطـوبة..*.*..

    الج ـزء (17)

    شعرت لوهلة بأني سبب كل هذه المشاكل المتراكمة ،،
    وأن في فراق عصام لي و من ثم زواجهُ من ابنة عمته المعتوهة قد يكمن الحل و انفراج هذه الأزمة العنيفة التي تحتوينا جميعاً !

    و مع أني لا أنكر بتاتاً إعجابي الشديد بـعصام و ارتياحي له .. إلا أنه قد راودني في تلك اللحظة خاطراً سخيف ..
    ألا وهو أن أطلب الانفصال منه إن كان في ذلك يكمن الحل الذي سيريح عصام من كل هذه المصائب المتتالية ..
    و خصوصاً أنه لم يمر أسبوعان على ارتباطنا المقدس ،،
    و مع أني لم أكن لأعي جيداً النتائج السلبية التي قد تترتب على مثل هذا الخاطر السخيف ،،
    و التي قد أعض أصابعي ندماً عليها فيما بعد ،،
    إلا أن شفتاي قد بدأتا تتحركان ببطء شديد ..
    لتتفوهان بما دار في خلدي للتو ،، و الذي قد ظننته الحل المثالي الذي يبحث عنه عصام ..
    و لا أنكر أني في تلك اللحظة كنت أعيش صراعاً داخلياً عميق ..
    و أنا أحاول جاهدة السيطرة على دموعي،،
    فقط لكي تبقى مختزنة في قلب عيني ،، و لكيلا تسيل على خدي .. فتحرجني أو تفضحني ..
    إلا أن أصابع عصام كانت الأسرع لردعي ،،
    إذ التصقت بشفتي مانعةً إياي من تفوه المزيد من السخافات كما أسماها ..
    -" مرام.. كفي أرجوكِ عن مثل هذه السخافات .. أو لا تعلمين أنه من المحال أن أتركك ..
    و لو انقلبت الدنيا كلها رأساً على عقب!! "

    استدارت عيناي بخجلٍ و ارتباك ..
    و قد التصقت نظراتي بصفحات عينه تقرأ منهما صدق مشاعره ،، أو لكأنني أبحث فيهما عن المزيد و المزيد من المشاعر الفياضة ..
    أكمل عصام حديثه قائلاً :
    -" إنها أزمة و ستنفرج قريباً .. أرجوك حبيبتي ..
    قِفي معي .. فأنا بأمس الحاجة لتواجدكِ إلى جانبي .. تخففين عني .. لا أن تتخلي عني عند أول أزمة حقيقية تواجهنا معاً .. فأنا أبداً لن أتخلى عنك.."

    كلماته المعاتبة المحبة تلك كانت قد ساهمت في الإفراج عن دموعي المحبوسة في مقلتي ..
    لذا فقد سالت دموعي لتغرقنا معاً في جوٍّ من الرومانسية و الروحانية ..
    فكان هذا الموقف من أصعب المواقف العاطفية التي مررت بها في حياتي ..
    و طبعاً كان أبلغ من أن أتحمل حتى وصفه بأي كلمات ،، إلا أني و قبل أن أعي جيداً ملامح هذا الموقف ..
    و ما يحدث لي فيه ..
    و أنا معه في خضم كل هذه العواطف الصادقة المتضاربة ..
    رفع عصام كفيَّ إلى شفتيه ،، ليقبلهما !!
    و لم أكن لأستطيع ترجمة ما يحدث فعلياً..
    لكنني سرعان ما انتبهت لما فعله عصام للتو ..
    و كانت يداي في تلك اللحظة لا زالتا عالقتان بالقرب من شفتيه..
    سحبت يديَّ و بعنفٍ شديدٍ من كفيه ..
    و قد صاحبت ردة فعلي هذه بشهقة مكتومة مخنوقة ،،
    ثم أني بدأتُ ببكاءٍ عنيف من شدة ارتباكي ..
    كما أن أوصالي كانت قد بدأت أيضاً "بالاصطكاك" ارتباكاً ..
    لون وجهي أيضاً أصبح شاحباً ..
    و جميع ملامحه كانت قد تجمدت من هول الصدمة !
    عصام تجمد في مكانه ..
    يرقبني بطرفه متعجباً مستنكراً ..
    و ربما متسائلاً عن سبب كل ما طرأ عليَّ ..
    من انفعالاتٍ عنيفة ..
    سببتها لي قبلته ( البريئة ) تلك!!
    و لربما قد شعر عصام بشيءٍ من تأنيب الضمير ..
    لذا سرعان ما بدأت شفتاه تتحركان ببطء شديد ..
    و لكأنهما على وشك أن تنطقا بسلسلةٍ طويلة من كلمات اعتذارٍ مرتبكة مقتضبة ..
    أما أنا فما زادتني كلمات اعتذار خطيبي إلا ارتباكاً ..
    لذا فقد تكومت على نفسي ..
    و قد ضممت ركبتيَّ إلى صدري ..
    و ازدادت نبرة صوتي في البكاء!

    كان من الصعب جداً عليَّ أن أتقبل ما فعله بي عصام للتو .. !
    و هذه هي المرة الأولى في حياتي ..
    و التي أكون أنا فيها بطلة موقف رومانسي كهذا..
    و أكاد أجزم بيني نفسي و نفسي أنها ستكون الأخيرة .. !
    لأنه و بكل بساطة ..
    لو فكر عصام - لا سمح الله - في فعلها مرة أخرى .. فإنه أما أنه سيتلقى صفعة قوية على مؤخرة رأسه ..
    ستمنعه من مجرد التفكير في مثل هذا الأمر ..
    أو ..
    أو إنه سيراني جثة هامدة .. لا تقوى على الحراك من شدة عنف تأثير مثل هذه المواقف الرومانسية عليَّ !
    و هذا الاحتمال هو الأرجح ..!
    جلس عصام إلى قربي فترة من الزمن ..
    في لحظات عويصة من عمره ..
    و لا زال العجب يضرب وجدانه ..
    أو لا زال غير قادر على استيعاب جرمه ..
    أو سبب انفعالي المفاجئ هذا !
    -" عزيزتي ..هل هناك ما تشكين منه ؟! ..
    هل ترغبين في الذهاب إلى المستشفى ؟!! "

    و أكاد أجزم أنه كان يشك في أن مسّاً من الشيطان قد ركبني في تلك اللحظة ..
    و إن لم يكن قد صارحني بهذا الخاطر ..
    لكن هذا هو ما قد يخطر على خاطر أيٍّ كان ..
    و هو يشاهد الانقلاب الفضيع الذي حدث لي للتوّ ..

    كنت أرد على عصام و استفساراته المليئة بعلامات تعجب كبيرة ..
    بهز رأسي فقط ..
    و نظرات عميقة من عيناي ..
    ملؤها العتاب و الخوف .. و الارتباك ،،
    و لكأنّ لسان حالي يقول ..

    " إياك .. ثم إياك و فعلها مرة أخرى ! "

    متناسيةً تماماً أن الماثل بين يدي الآن ..
    ما هو إلا زوجي شرعاً ..
    و أنه له حقوقاً تخوله لفعل ما يريد ..
    دون أن يخرج عن إطار الشرع !



    ارتفعت عدة طرقات أنيقة على باب المجلس ..
    ليُفتح بعد لحظات بهدوءٍ شديد و ليطل منه أغلى وجه في الوجود على الإطلاق ..!
    و قد كانت قد أقبلت هذه الملاك ..
    محملةً بصينيةِ ( الفواكه) !
    ما أن رأيت وجهها الملائكي ..
    حتى قفزت من مكاني و رميت بنفسي في حضنها ..
    و واصلت بين ذراعيها البكاء ..
    احتوتني أمي بعاطفتها ..
    و قد تفهمت الموقف تماماً ..
    حتى دون أن أنبس ببنة شفة .. !!
    لذا كان من الأفضل لي أن أنسحب إلى غرفتي ..
    خوفاً من أن أزيد الموقف تعقيداً ..
    و لكني و قبل أن أصعد إلى حيث يمكنني مواراة اضطراب عاطفتي و ارتباكي..
    سمعت أمي و هي تهمس لعصام بعد أن شرح لها بشيءٍ من التفصيل ما حدث بيننا ..
    " بأن ما حدث لي ..
    هو ردة فعل طبيعية جداً لأي أنثى يحاول زوجها التودد لها لأول مرة ..
    و لكنني سأعتاد على ذلك .. مع تكرار الأمر .. ! "

    " تكرار الأمر ؟!!! مستحيل .. و لا حتى في الأحلام !! "
    هكذا همهمت بيني و بين نفسي ..
    و أنا أتوارى عن الأنظار إلى حيث يمكنني تفجير المزيد من العبرات ..
    نصيحة أخوية إلى كل خاطب جديد..
    " فكّر ألف مرة .. قبل أن تُقبل يديّ خطيبتك ! "






    .. للحديث بقيه ..
    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






صفحة 3 من 6 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •