لاتستغل العامل العاطفي للتأثير على اولادك


هناك عدد من الامهات والاباء يميلون الى استغلال العامل العاطفي كي يدفعوا اولادهم لتلبية طلباتهم. مثال:
الام: عندما تتاخر عند صديقك, اقلق عليك جداً, ولا استطيع ان انام قبل عودتك.
الاب: عندما تتجاهل نصائحي, اشعر بالقلق والخوف على مستقبلك.
لابد ان يمر كل فرد منا في فترات صعبة يحتاج فيها الى من يشاركه همومه واشجانه ومخاوفه, وهذه حاجة انسانية طبيعية, فعلينا ان نحسن اختيار ذلك الشخص, وان نحرص على ان يتميز بصفات معينة, تؤهله للاستماع لما نعاني من مشاكل او مخاوف. ولكن كثيراً ما نجد ان هناك امهات واباء, قد وقع اختيارهم على احد ابنائهم ليشاركهم تلك الهموم والمخاوف! وقد يتعلل البعض بان ذلك للاسباب التالية:
1-تشجيع الابن/الابنة على الافصاح عن مشاعره ومخاوفه.
2-توعيته على ما في الحياة من مشاكل.
3-استجداء شفقته واستغلا عواطفه حتى يتعاون مع ابويه.
والواقع ان افضاء الاب/الام بمشاكله لابن/بنته, سيولد الشك في امكانيات هذا الاب/الام, مما يجعل تلك الهالة الخاصة حول قدرة الاب او الام تتلاشى وتزول تدريجياً, ومن ثم تزول معها مشاعر الهيبة والثقة بالاب/الام, وما يمثله من سند وامان.
وهناك بعض النظريات في علم النفس تشجع الاباء والامهات على مشاركة اولادهم همومهم, وذلك كوسيلة لحث الابناء على طاعة ابائهم وامهاتهم, ولكن هذه النظريات تهمل او تتناسى ان هذه المشاركة تضع الاباء والابناء في مستوى واحد, وهذا بكل تأكيد يقلل هيبة الاباء والامهات ويضعف سلطتهم, فلا يتوافق مع الطريقة التربوية الايجابية, لذا يجب ان يشجع الاولاد على الافصاح عن مشاعرهم بطريقة افضل دون ان يحملوا عبء مشاركة هموم واشجان ابائهم وامهاتهم, ودون استغلال ذلك لدفعهم للخضوع الى متطلبات الابوين.
قد تكون مشاركة هموم ومشاكل الاب/الام مع ابه/بنته ضرورية احياناً, وعندئذ يجب مراعاة كمية ونوعية هذه المشاركة, ويجب عدم التطرق الى مواضيع حساسة مثل المشاكل الشخصية بين الابوين, او التي تتعلق ببعض الخلافات العائلية, كما يجب توخي الحذرفي حالات الطلاق عندما يحاول كل من الابوين, ان يظهر ان الاخر هو المخطئ ويلقي اللوم عليه, طمعاً في كسب ود وحنان الاولاد.
ان افضاء الابوين للاولاد بما يعانون من مشاعر سلبية يمكن ان يؤدي الى:
1-تحميل الاولاد هموماً واحزاناً اكبر منهم, فيبداً الاولاد بالمعاناة من القلق والتوتر الداخلي والخوف وانعدام الثقة بالامان.
2-شعور الاولاد بالذنب, طناً منهم انهم مسؤولون ولو بعض الشيء عما يعانيه الابوان من احباط او فشل.
3-شعور الاولاد بالعجز والفشل والاحباط لانهم لا يستطيعون ان يساعدوا اباءهم/امهاتهم.
وينتج عن هذه المشاعر السلبية التي تسيطر على الاولاد احد احتمالين:
1-خضوع الاولاد لمشيئة الاهل وتعديل تصرفاتهم حسب ارادة اهلهم, تحت تأثير هذه المشاعر السلبية من القلق والشعور بالذنب والعجز والفشل.
أو:
2-تمرد الاولاد على الاهل, ورفضهم الخضوع لهم, وتجاهل اية مسؤولية قد تقع عليهم. وهنا يلاحظ الابوان تهرب الاولاد منهما والابتعاد عنهما.
كلا الاحتمالين مرفوض في الطريقة الايجابية, ولذا يجب على الابوين تجنب جعل الاولاد وسيلة للتخلص من مشاعرهم السلبية ولا سيما اذا ما كانت تتعلق بالشريك الاخر, وتشوهه بطريقة ما.

دمتم بخـير
تحياااااتي