[grade="000000 00008B 800080 00008B 000000"][align=center]الـسني : لماذا يجمع الشيعي بين الصلاتين ؟
التصحيح قاله أحد السنّة : تنفرد الشيعة الإمامية بالجمع بين الظهر و العصر ، وبين المغرب و العشاء في الحضر ... الخ .
الـشيعي :
تصحيح التصحيح :
مسألة الجميع بين الصلاتين - الظهر و العصر، والمغرب والعشاء - لا يمكن الخوض في غمارها إلا من خلال التعرف على مسألة وقضية هذا الجمع ، وإلى أفراده أيضاً.
حقاً أن الشيعة الإمامية تنفرد تطبيقياً وعملياً في مسألة الجمع بين هذين الفرضين، والـذهـاب إلى جوازه مطلقاً من دون اشتراطه بوجود المطر أو المرض أو الخوف أو السفر، إلا أن لديها في ذلك الكثير من الأدلة والشواهد الشرعية الثابتة التي ينبغي لمن أراد التشكيك بشرعيتها العودة إلى دراسة هذه الشواهد المذكورة في كتبنا وكتب القوم ، بل وفي كتاب الله العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بـيـن يديه ولا من خلفه ، وعند ذلك ينفسح المجال لمن أراد النقاش والمحاججة ، أما إلقاء الكلام على عواهنه ، ودون مراجعة أو بحث ، فهذا مما لا يرتضيه العقلاء ولا المحققون.
نعم لقد اتفق المسلمون - بفرقهم المتعددة المعروفة - على جواز الجمع بين الظهر والعصر في عرفة أيام الحج ، وأسموه بالجمع التقديمي ، وكذلك هو الحال في المزدلفة حيث يجمع بين المغرب والعشاء بما أسموه بالـجـمـع التأخيري .
وأما في السفر فقد ذهبت أكثر الفرق الإسلامية إلى جواز الجمع بين الفريضتين ، إلا الحنفيّة فقد خالفوهم في ذلك ولم يجوّزوه .
وأما في العذر الطارئ كالخوف و المرض وغيرها فهم في خلاف حول جواز الجمع عند حدوث ذلك ، فراجع .
ثم فإن ذهاب الشيعة إلى جواز الجمع بين الفرضين - كما ذكرنا آنفاً - في هذه الأعذار أو غيرها تعضده الأدلة الواضحة و الكثيرة ، منها : قوله تعالى :
( أقم الصَّلاةَ لدلوك الشَّمس إلى غَسَق اللَّيل وقُرآنَ الفَجر إنَّ قرآنَ الفَجر كانَ مَشهوداً ) الاسراء 17 : 78 .
حيث توضح الآية الكريمة المبـاركة أنّ لكل فريضتين وقت مشترك بينها ، يبتدأ لفرضي الظهر و العصر من زوال الشمس إلى المغرب ، ولفرضي المغرب و العشاء من غروب الشمس إلى منتصف الليل ، عدا صلاة الصبح فإنّها تنفرد بوقتها من طلوع الفجر الصادق إلى شروق الشمس .
أخرج أبو بكر أحمد بن عبد الله الكندي في موسوعته الفقهية عن النبي (ص) في تفسير الآية المباركة السابقة :
( لدلوك الشَّمس ) : زوالها ، يعني صلاة الظهر و العصر .
( غسق الليل ) : يعني ظلمة الليل ، أي صلاة المغرب و العشاء .
( قرآن الفجر ) : يعني صلاة الغداة ، وهي صلاة الصبح .


وقال : الجمع في الحضر كالإفراد في السفر هذا ، والسنة النبوية خير شاهد على صحة ما ذهبنا إليه .
فقد أخرج البخاري في صحيحه بسنده عن ابن عّباس قوله : سبعاً جميعاً ، وثمانية جميعاً .صحيح البخاري 1 : 147 ( باب وقت المغرب )
وكذا فقد أخرج أيضاً بسنده عن أبي أمامة قوله : صلينا مع عمر بن العزيز الظهر ، ثم خرجنا حتى دخلنا على أنس بن مالك فوجدناه يصلي العصر ، فقلت : يا عم ما هذه صلاة التي صليت ؟
قال : العصر ، وهذه صلاة رسول الله (ص) التي كنا نصلي معه . صحيح البخاري 1 : 144 ( باب وقت العصر )
وأما مسلم فقد أخرج في صحيحه عن ابن عباس أنه قال (ص ) الظهر و العصر جميعاً ، والمغرب والعشاء جميعاً ، في غير خوف ولا سفر . صحيح مسلم 1 : 489\705 ( باب الجمع بين الصلاتين في الحضر )
وأخرج أيضاً بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قوله : جمع رسول (ص) الظهر و العصر جميعاً ، والمغرب والعشاء بالمدينة من غير خوف ولا مطر .
قال سعيد : قلت لابن عباس : لم فعل ذلك ؟ .
قال : كي لا يحرج أمته . صحيح مسلم 1 : 490\51 ( باب الجمع بين الصلاتين في الحضر )
وأما أحمد بن حنبل فقد أخرج في مسنده عن ابن عباس أيضاً أنه قال (ص) : في المدينة مقيما غير مسافر سبعا وثمانيا . مسند أحمد 1 : 221
وكذا مالك في موطئه حيث اخرج عن ابن عباس قوله ( ص ) الظهر والعصر جميعا، والمغرب والعشاء جميعا، في غير خوف ولا سفر . موطأ مالك1 : 144 \ 4 ( باب الجمع بين الصلاتين في الحضر و السفر )
وغير ذلك من الأخبار والروايات الصحاح الموجودة في كتب القوم، ناهيك بتواتر ذلك عندنا عن أهل البيت (ع) ، وهم ورثة رسول الله (ص) ، وحملة علمه ، وأمناء الرسالة ، وعدول الـقـرآن الذين أمر (ص) أمته باتباعهم من بعده .
أللهم اهدنا بهدى نبيك محمد (ص) وأهل بيته الطيبين الأطهار .

الـسني : لماذا يسجد الشيعة على التربة الحسينية ؟
التصحيح قاله احد السنة : السجود على التربة الحسينية ظهرت في العصر الثاني من الصراع بين الشيعة و التشيع !! ثم امتدت نحو آفاق أوسع عمت الشيعة جميعاً .
الـشيعي :
تصحيح التصحيح :
إن هذا الحديث يندرج ضمن شقين لا يدرك مغزى الثاني دون معرفة علة الأول، وهما:
1- السجود على الأرض .
2- السجود على التربة الحسينية .
بلى فإن مَنْ لم يدرك حقيقة العلة الأولى لن يستطيع قطعاً تفهم الثاني ، والفصل بينهما خلط واضح يراد به التمويه والتشويه ، والمراد مفهوم لذوي الألباب .
لقد جاءت الشريعة الإسلاميه المباركة بالصلاة ، وبيّن رسول الله (ص) أركانها وأجزاءهـا وشروطها وأحكامها ، فكانت جماعة المسلمين تأخذ هذه الأحكام من رسول الله (ص) مباشرة ، فيتعلموها ويتساءلوا عما غمض عليهم ، وتبدو لنا حقيقة تعبداتهم من خلال الإرث الضخم الذي خلفوه في كتب الحديث و السِّير وغيرهما ، ومن ذلك قضية السجود في الصلاة .
إن رسول الله (ص) قد رسم الركن الأساسي في هذا الجانب من الصلاة عندما أعلن بوضوح : ( جُعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً ) حيث يظهر وبوضوح للمتأمل في هذا الحديث الشريف أن الله تعالى جعل في الأرض موضعاً لسجود المسلم في صلاته وعبادته لله تعالى .
بلى ومن هذا المبنى الأساسي والمهم نرى أن الصحابة برفقة رسول الله (ص) كانوا - وفي أثناء صلاتهم - لا يسجدون إلا على الأرض رغم ما كانوا يتحملونه من مشقة تحمل حرارة الرمضاء الملتهبة وحصاها الساخنة ، وإلا فما معنى ما يروى من هذه الشكوى وهذه المعاناة من قبل المسلمين إذا كان الأمر لا يتحدد بالسجود على الأرض فقط !
روى خباب بن الارت قال : شكونا الى رسول الله (ص) شدة الرمضاء في جباهنا وأكفنا ، فلم يشكنا .
وأما أنس بن مالك فيوضح هذا الأمر بجلاء حيث يقول : كنا مع رسول الله (ص) في شدة الحر فيأخذ أحدنا الحصاة في يده فإذا بردت وضعها وسجد عليها .
وأما جابر بن عبد الله الأنصاري فيقول : كنت أصلي مع النبي (ص) ، فآخذ قبـضـة من الحصى ، فأجعلها في كفي ثم أحولها إلى الكف الأخرى حتى تبرد ، ثم أضعها لجبيني حتى أسجد عليها من شدة الحر .

وغير ذلك من الروايات والأخبار الكثيرة ، ورب سائل يتساءل : إذا كان ذاك وفي عهد رسول الله (ص) السجود مباحاً على الثياب وغيرها أفما كان ذلك أيسر من هذا العمل المضني و الشاق ! وأنا أؤيده في ذلك ، واكرر نفس هذا التساؤل .

بلى إن هذه الأخبار تدل دلالة واضحة على أن السنة في سجود الصلاة كانت منذ عهد الرسول (ص) جارية بهذا الشكل وليس غيره بل وتعضدها أخبار وروايات أخرى تصب ضمن هذا المنحى.

فمن ذلك ما روي عن رسول الله (ص) و مواظبته على رفع العمامة عن جبهته عند السجود ليلامس جبينه الطاهر الأرض *، فلو كان يجوز السجود على الثياب و في هذا الموضع لما حسر عن عمامته بل و لما أمر المسلمين بذلك . (سنن البيهقي 2 : 105 وغيرها)
* (مسند أحمد 6 : 301)


كما أن هناك الكثير من الأخبار المنقولة التي كان رسول الله (ص) يدعو المسلمين فيها الى تتريب و جوههم كما نقلتها المصادر المختلفة .

إذن لقد كان الواجب على المسلمين آنذاك هو السجود على الأرض فقط دون غيرها و على ذلك عمل جميع المسلمين وواظبوا عليه ، حتى جاءت الرخصة بالسجود على ما أنبتت الارض رحمة بالمسلمين وتخفيفاً للمشقة التي كانوا يعانون منها عند السجود على الأرض الملتهبة في أرض الجزيرة . فقد تواترت الروايات المحدثة عن ذلك و عن السجود على الخمرة .

فقد ورت عائشة أن الرسول الله (ص) كان يصلي على الخمرة و كذا حدثت أم سلمة و ميمونة و أم سليم و مثلهن روى ابن عباس و عبد الله بن عمر ذلك فراجع .

و أما ما روي من الأخبار حول السجود على الثياب في كتب العامة فلم تكن مجوزة ذلك إلا لعذر وحرج لا غير ، ولا وجه لحملها على غير ذلك .

لقد تبين مما مضى أن أساس السجود كان ولا زال على التربة و أن السجود عليه أفضل من السجود على الخمرة إن أمكن و ليس هذا الأمر كما ذكرنا متعلق بالشيعة فقط دون غيرهم بل قد ثبت أن القدماء من علماء السنة و الجماعة : كأبي شيبة و أبى بكر بن احمد الكندي من أعلام القرن الرابع و الخامس الهجري و غيرهما من أصحاب الرأي و الاجتهاد كانوا يسجدون على لبنة من طين يابس في صلواتهم .

بل وروي أن ابنه أبى شيبة كان يأخذ معه في السفينة لبنة للسجود عليها في صلاته .

نعم إن هؤلاء العلماء كالشيعة الإمامية يحرصون على السجود على الأرض التي أوصى رسول الله صلى الله عليه و آله أمته بالسجود عليها ، ولما كانت الأوضاع لا تستقيم على وتيرة واحدة ومنهاج واحد ، كعدم الإمكان للوصول إلى أرض ظاهرة أو آجُر فقد دعت هذه الظروف إلى اتخاذ لبنة من أرض طاهرة تلافياً للمشقة و الحرج ، وهذا ما تحدثنا به الأخبار وتؤمن به العقول .

وأما حرص الشيعة على اتخاذ التربة الحسينية اكثر من غيرها - دون الاشتراط بتخصيصها وحدها - فلأن الشيعة كجميع المسلمين يقدرون لهذا الإمام الشهيد ثورته العظيمة ، وتضحيته الكبيرة ، كما يدركون أيضاً عظم منزلة هذا الإمام عند الله تعالى ورسوله ، أليس هو أحد الذين أذهب الله تعالى عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، أليس هو أحد الذين جعل الله تعالى أجر هداية الأمة مودتهم ، أليس هو ابن رسول الله (ص) بنص قوله تعالى : ( فَمَن حاجكَ فيه من بَعد ما جاءَكَ منَ العلم فَقل تعالوا نَدع أبناءَنا وأبناءَكم وَنساءَنا ونساءَكم وأنفسنا وأنفسكم . . ) آل عمران3 : 61.


بل أوليس هو الإمام السبط الشهيد الذي ضحى بالغالي و النفيس نصرة للدين وإعلاء لشأنه ، وذبُح غريباً عطشاناً ، حزيناً مكموداً ، بعد أن رأى بأم عينيه أهل بيته و أصحابه صرعى مجزّرين ، فلم يتردد لحظة واحدة في موقفه الحق ، وثورته الخالدة ؟
إذن فما الضير من أن تواظب الشيعة على الأخذ من الأرض التي لامست هذا الجسد الطاهر تربة للسجود عليها لله تعالى وحده لا شريك له . إنا نسجد على هذه التربة الطاهرة التي زادها طهارة وبركة حلول جسد سيدنا و إمامنا الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) ، لا نسجد لها كما يدعي ذلك الحمقى و المغفلين ، فهي لا تعدو كونها لبنة أخذت من تراب الأرض كما تؤخذ غيرها ، إلا أنها أُخذت من موضع طاهر حلّ فيه إمام مهدي وداعي حق .[/align]
[/grade]