هناك مقولة قديمة تقول: "أولئك الذين يحبون من أعماق قلوبهم، لا يتقدم بهم العمر أبداً إنهم قد يموتون بسبب الشيخوخة، ولكنهم يموتون شباباً".

ونحن عندما نعثر على أصدقاء يشاركوننا هواياتنا وأفكارنا، لا نعود نشعر بالوحدة في هذا العالم الفسيح، والمرعب في آن واحد.

إن الأيام التي تجعلنا سعداء، تجعل منا حكماء، كما يقول الفليسوف "جون ماسفليه", والأيام التي نعثر فيها على أصدقاء يشاركوننا هواياتنا وأفكارنا، تمدنا بالطاقة والحيوية للاستمرار والعطاء.

لقد عاش أبوحيان التوحيدي عمره كلّه، يبحث عن الأصدقاء وقبل أن يموت أحرق كتبه وأعلن فشله في العثور على صديق كامل، في كتابه "الصديق".

ولا أدّعي التفاؤل ولا التشاؤم، ولكن الشخص الذي لايزال يعتقد أن السماء هي آخر الحدود، كما يقول "فرنسيس بيكون"، شخص لا يتمتع بأي خيال وكذلك الشخص الذي يظن أنه مهمة الأصدقاء الوحيدة، هي الوقوف بجانبنا ومعنا طوال الخط، وفي كل الأحوال وفي كل الأوقات، شخص يفتقر إلى المنطق وإلى الخيال أيضاً.

يكفي أن تجد صديقاً يختلف أو يتفق معك، في ما تقرأ أو تكتب أو تشاهد، لتغدو الحياة أفضل، ويغدو للأشياء معنى.