بسمه تعالى

لو تحدثت عن المشاركة على هامش الأدب الرفيع فسوف أقول إنها خاطرة معبّرة وقطعة نثرية رفيعة المستوى فلقد احتوت على بعض الجمل والمقاطع البيانية وتزينت ببعض النصوص الرقيقة والكلاسيكية التي تمخر في عباب النفس !!
هذا من جهة والجهة الأخرى التي أود الإشارة إليها وهي روح التسامح والعفو لدى الانسان المجني عليه ، فالقلائل من الناس من يتمتعون بروح العفو والتجاوز والرحمة للمعتدي ، فطبيعة النفس البشرية تحمل صفات الثأر والانتقام ورد الاعتبار وعدم السكوت عن الخطأ ومع ذلك نجد أنه من النادر أن يكظم الانسان غيظه تجاه خصمه فكثيراً ما تجد الانسان المظلوم يحاول استرداد ظلامته ولو خانته العواطف فسوف يثأر بشراهة ويبالغ في استرداد دينه المعنوي !! وما أحوجنا أحبتي في الله أن نلجم غيظ قلوبنا عند الغضب فليس الشديد بالصرعة وإنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب وهذا ما كان يوجهنا إليه القرآن الكريم وكذلك نصائح أهل البيت (ع) بضرورة التحلي بالحكمة وضبط النفس !!
وأحب أن أعرج بكم أخوتي الأعزاء إلى موقف من أجمل المواقف الإنسانية حيث النبل والسمو حيث كان يمر أحد الأئمة عليهم السلام على أحد الأسواق وهو متوجه لأداء فريضة الصلاة إذ رمقه أحد الجالسين المتغطرسين الذين يهزأون بالمارة فألقى طعام البلح في طريق الإمام عليه السلام فما كان من الإمام إلا أن يواصل سيره ولم يلتفت إليه رغم شعوره بالإهانة ولكنه واصل مسيره إلى عبادة خالقه !!
تعجب الرجل من هذا التصرف فتأثر وسأل من حوله عن هذا الرجل الحكيم الذي لم تحرك فيه هذا التصرف قيد أنملة فأجابوه : تبّا لك يا هذا ألم تعرف من هذا ؟ إنه نور من أنوار النبوة إنه حفيد من أحفاد المصطفى فما كان من الرجل إلا أن يهرول طلباً للاعتذار فلقد حزّ في نفسه ما ارتكبه من خطأ فادح في حق الإمام وما أن وصل إلى باب المسجد إذ رأى الإمام يصلي فانتظره حتى يفرغ وما أن فرغ حتى انكب جاثماً على ركبتيه يقبل يد الامام نادماً يطلب السماح فقال له الإمام : سامحتك فللتو فرغت من صلاة ركعتين لله طلباً لأن يغفر الله لك على فعلتك !!
فمن الجميل أن نقول تحياتي لمن دمر حياتي !! ولو من باب مجرد المحاولة لإننا بحاجة فعلاً لأن نصل إلى هذه المراتب الراقية أن نروض أنفسنا على عدم حمل روح الانتقام والتعدي ، لأنها أقل بكثير من مستوى الإنسان بل هي طبيعة حيوانية لا يمكن أن تراها إلا في عالم الغاب !!
تحياتي للمشاركة وصاحبها ،،،
بقلمي المتواضع
يوم سعيد