وكنت قد اخترت لي زوجة وهي>>
أخت صديقي الشهيد المرحوم السيد محمد صالح الخلخالي حفيدة الفقيه الشهيد مرتضى الخلخالي
كلهم أعدموا واستشهدوا وهي الآن شهيدةٌ رحمها الله تعالى. خطبتها من أخيها ومهد لي الأمور على أن أرجع وأخطبها رسمياً من والدها ..
والدها أحد العلماء الكبار مسؤول استفتاءات السيد الخوئي رحمة الله عليه
ولكنها مضت شهيدة رحمة الله عليها .. تأثرت كثيراً بالطبع و لكن هنيئاً لها و لعائلتها الشهادة.
.
صورتين للشهيد المرحوم السيد محمد صالح الخلخالي ،،
ماذا بعد النجف؟
بعد النجف حصلت لي ارهاصاتٌ نفسية كثيرة ، الذي أصاب النجف في الإنتفاضةِ الشعبانية وأصحابي وجيراني وأساتذتي ،
حطم حلماً كبيراً في نفسي حطم أشياء كثيرة كنت متعلق بها ،
أشياء ذهبت بلا عودة ، سببت يأساً عميقاً كنت في حالة نفسية متعبة جداً ، لا أعرف أين أذهب ما هي وجهتي ،
هذا الذي حدث ربما كان سيكلفني التوقف عن طلب العلم لولا لطف الله و وقوف الصحبة والعلماء والأساتذة في البحرين ، الذين وقفوا بجانبي في المحنة >>مثل الشيخ عباس الريس أستاذنا والدنا شاعرنا أديبنا خطيبنا .. كان أباً وأخاً وكل شيء .. يعالج نفسك بسكوت من دون أن يقول لك أنك متعب نفسياً هو يعالجك ..
في كنف هذا الأب الكبير رحمة الله عليه وجدت نفسي مجدداً وعادت إليّ طموحاتي مجدداً وواصلت الدراسة بعد أربع شهور من هذه المنحة وواصلت مشروع طالب العلم
واخترنا درساً عند الشيخ عباس الريس و السيد جواد الوداعي ودرسين عند سماحة الشيخ عبد الأمير الجمري عافاه الله
وبالمناسبة نحن آخر مجموعة درسنا عند السيد جواد الوداعي بعدها لم يدرّس احداً قط وحوزة الشيخ الجمري آنذاك كانت متواضعه بعدد من الطلاب يعد على الأصابع
واصلت مشروع الدراسة مع هؤلاء العلماء الأفاضل السنة
ثم قررت الذهاب إلى قم المقدسة .
قلت إنَّ الطموح في البداية كان لها وذهابي لقم تحقيق لحلمي الأول ، رغم تعلقي بالنجف واني لا استعيض عن النجف بأي مكان آخر
ولكن قم المقدسة هي مرفأ فكري كبير وواسع ويكفي أنني اكتشفت حبي وانتمائي للفلسفة والعقيدة هناك في قم
وكنت متأسف جداً لأنني لم استطع أن أدرس الفلسفة في النجف واني لم استطع التخصص فيه لأن النجف مدرسة تقوم على رفض أو عدم التفاعل مع الفلسفة أما قم فتنفتح انفتاحاً تاماً على الفلسفة فقم في الحقيقة تعلمت فيها الكثير ،
تربيت فيها روحياً عقلياً سياسيا ثقافياً وليس فقط فقه وأصول ، كل المعارف والأجواء تراها في قم ، كل الإشكاليات نتطارحُها في قم ،
كل الهموم تجدها هناك ، المغتربون من كل أطياف العالم من امريكا ، افريقيا ، أوروبا ، آسيا .
هناك وجدت نفسي في عالم واسع وعملاق.
إلى أي مرحلة حوزوية وصلت ؟ وما هو تخصصك ؟
الحمد لله الآن وصلت لمرحلة البحث الخارج في الفقه والأصول لمدة سبع سنوات ،
ولكن دراستي للفقه أكثر من دراستي للأصول
لان دورة الأصول دورة قصيرة ولكن أبواب الفقه واسعة جداً أما على مستوى المعارف الإسلامية في الحوزة فأنا مختص في جانب الفلسفة والعقيدة واختصاصي في هذا الجانب على يد الأستاذ الكبير السيد كمال الحيدري
الذي أدين له بكل معنى الكلمة وأدين له بالفضل والجميل في احتضانه لنا وتربيته الفكرية والفلسفية وهو من تلامذة الشهيد الصدر
وهو اهتم كثيراً بنا حتى على المستوى الشخصي ، دائما يحثني على الاهتمام بالكتابة والبحث والقراءة في الفلسفة والعقائد
أين سماحة الشيخ من المنبر الحسيني ؟؟
المنبر الحسيني طموح لا زال يروادني وخطوت خطوات في طريق المنبر الحسيني وقرأت عاشوراء عام 1994 في مأتم الإمام الرضا في طشان قرأت العشرة كاملة كأي خطيب من الخطباء وقرأت مجالس عرضيه هنا وهناك
ولا زال الناس يتصلون يحاولون أن اقرأ مجالس حسينية ولكن أجد أن الخطابة تحتاج إلى تفرغ كما أن المشروع الذي اطمح له في عمل متميز ومركّز يحتاج لتفرغ فلا استطيع أن أكون خطيبا وفي الوقت ذاته رادوداً هذا بحاجة لموازنة .
ربما عندما أجد مستقبلاً أني لا استطيع الخدمة كرادود أتوجه للخطابة ..
((سؤال مهم))
كونك معمم لماذا لا نرى العمة تعتلي رأسك؟
يجب أن أبين شيئاً في موضوع العمامة ،
فالعمامة هي كزيّ ومظهر هي لا تعتبر شهادة علمية ولا تعتبر شهادة من أي نوع آخر فهي زي للإنسان الذي يدرس علوم إسلامية يستطيع أن يلبسها في اليوم الأول كما يسمى أي شخص يدرس لأول يوم بـ(شيخ)
والمسألة باختيارك أنت تستطيع أن تلبس وتستطيع أن تخلع العمامة وليس هناك قرار في الحوزة يقول إن فلان الآن نشهد له باستحقاق لبس العمامة إنما عملك ومستواك الثقافي والعلمي وخدمتك الإجتماعية
وموازنتك للمصالح والمفاسد هي اللي تخليك تقيم نفسك هل أنت فعلاً تحتاج تلبس عمامة ،
هل المجتمع يحتاج لبس عمامتك ؟
هل أنا استحق أن ألبس العمامة وهل سأوفي حق هذا المظهر اللي ناس يقولون عنه (شيخ) ؟ فكوني معمم لا يعني شيء فأنا تعممت منذ النجف عندما كان عمري 16 سنة ،
لبستها تشجيعاً من سماحة الشيخ المرحوم آية الله محمد أمين زين الدين باعتبار أنه يرى أن طالب العلم عندما يلبس عمامة يتشجع لطلب العلم
و أيضا العمامة تشجع طالب العلم أن يلتزم بسلوكيات طالب العلم فواصلت لبس العمامة أيضاً في قم
ولكن بعد ذلك وجدت من نفسي أنني لا احتاج لمحفز في كوني طالب علم فأنا اعشق هذا المجال بعمامة أو بدون عمامة
آية الله العُظمى الشيخ محمد أمين زين الدين مع سماحة الشيخ حسين الأكرف في مجلسه ،،
ثانيا:
سلوكيات طالب العلم هي>> سلوكيات الإنسان المؤمن المتدين الذي يرى أنه إنسان يجب أن يلتزم بأحكام دينه وينتمي للدين والأحكام الإسلامية
وبالتالي لا أرى أن العمامة هي التي تلزمني بديني فانا يجب أن التزم بديني معمما كنت أم لم أكن .
ثالثا:
لا أجد أنَّ العمامة من الممكن أن تعطيني دوراً أطمح له فانا الذي اطمح له هو ما أنا فيه ،
هو مشروعي الآن كوني رادوداً ومبلغاً وطالباً للعلوم الإسلامية ، أستطيع أن أخاطب الناس بطريقة أو أخرى . دوري الذي أنا فيه في أشياء إضافية على طالب العلم وهذه الأشياء حصلت من دون لبس العمامة ،
والعمامة ممكن أن تضعني في إطار أو زاويةٍ ، أنا لا أريدُ أن أكونَ فيها ،
وبحمد الله وفضله وبركات أهل البيت لدينا الكثير من المعميين الذين يقومون بدور طلاب العلوم الإسلامية ،
وإضافة عمامة جديدة لا أجده أمراً لازماً.
هل تراودك فكرة العودة للنجف أو قم لمواصلة الدراسة؟
كل طالب علم هاجر للدراسة في الحوزات لا بد أن يحن إليها حنين بلا حدود وليس أحبُّ إلى نفسي ولا أملك لها من ساعات اجلس فيها تحت منبر علم في قم المقدسة أو النجف الأشرف
ولكن المقتضيات ومتطلباتي الاجتماعية والظروف والالتزامات تقيدني وتحرمني من هذه الفرصة في مسألة العودة ولكن لو استطعت أن أعود بلا جدال سأعود ولو كان تكليفي أن أعود طبعاً سأعود.
المفضلات