من كتاب علي في القرآن
لآية الله السيد صادق الشيرازي قدس سره
((بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ))
سورة الفاتحة، الآية 1.
روى الحافظ سليمان بن إبراهيم القندوزي (الحنفي) المتوفى (1294هـ) في كتابه ينابيع الموّدة، قال:
وفي الدّر المنظم (لابن طلحة الحلبي الشافعي):
(اعلم أنّ جميع أسرار الكتب السّماوية في القرآن، وجميع ما في القرآن في الفاتحة، وجميع ما في الفاتحة في البسملة، وجميع ما في البسملة في باء البسملة، وجميع ما في باء البسملة في النقطة التي هي تحت الباء).
ثم قال: قال الإمام علي كرّم الله وجهه:
(أنا النّقطة التي تحت الباء)[1].
(أقول) لعلّ المقصود بذلك هو أنّ الباء بلا نقطة يكون حرفاً مهملاً لا دلالة له على شيء، فـ (بسم الله الرحمن الرحيم) بلا نقطة الباء لا تعني شيئاً، ولا تدلُّ على شيء،
وهكذا منزلة علي بن أبي طالب بالنسبة للقرآن، فعلي هو القرآن الناطق[2]
الذي بدونه لا يتمُّ الإيمان بالقرآن، وبجهاده استقام الإسلام ـ كما في الحديث النبوي الشريف ـ وبولايته أكمل الله الدين، وأتمَّ الله على عباده النعمة، ورضي بها لهم الإسلام ديناً، في
قوله تعالى:((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً))[3].
فالدين بدون ولاية علي بن أبي طالب ناقص.
والنعمة بدون ولاية علي بن أبي طالب نعمة ناقصة.
والإسلام بدون ولاية علي بن أبي طالب ليس إسلاماً.
(ولا يخفى) أنَّ مقتضى هذا الحديث الذي أخرجه هذا العالم الحنفي هو أنْ نذكر كل البسملات الواردات في القرآن الحكيم، نذكرها في شأن علي بن أبي طالب، وهي مائة وأربع عشرة بسملة، إلاّ أنّنا نكتفي بذكر أول بسملة ونوكل علم ذلك إلى ما نبّهنا عليه لمن أراد أنْ يتذكر.
* * * * *
وأخرج الحافظ القندوزي هذا، عن الحكيم الترمذي محمد بن علي، في شرح الرسالة الموسومة بالفتح المبين، قال ابن عباس (رضي الله عنه):
يشرح لنا علي (رضي الله عنه) نقطة الباء من بسم الله الرحمن الرحيم ليلةً، فانفلق عمودُ الصّبح وهو بعدُ لم يفرغ الخ[4].
[1] ينابيع الموّدة، ص69. [2] أورد القندوزي هذا قال: قال الإمام علي (رضي الله عنه): (أنا القرآن الناطق). ينابيع الموّدة، ص69.
[3] سورة المائدة، الآية 3.
[4] ينابيع الموّدة، ص70.
المفضلات