توفيَ جد صديقي الشاعر يحيى العبداللطيف وقد كان من أهل العلم والقلم
فكانت هذه القصيدة



رسالة سحاب...





ووجـدتُ روحـي نحـوَ لغـزكَ تبحـرُ
الـحـبـرُ أرَّخَ رحـلـتــي والأســطــرُ

شغـفٌ تهـيـمُ بــهِ جراحـاتـي الـتـي
مـازال يوقضـهـا اللـضى المتفـجِّـرُ

أوقــــدتَ لـلأجـيــالِ فــكــراً نــيِّــراً
الـشـمـسُ مـــن أضـــواءهِ تـتـنـوَّر

قـد حاصرتنـي فيـكَ أسئلـةُ الهـوى
فـغــدوتُ فـــي شـبـاكـهـا أتــســوَّرُ

أسـيـانُ أتـكـأُ الـنُّـجـومَ وســـادةً...
للـحـزنِ واللـيـلُ الكـئـيـبُ الـمـئـزرُ

وسحابُ صمتيَ في حقولِ مواجدي
لــلآنَ بـالـحـزنِ المـعـتَّـقِ مـمـطـرُ

بعـثـتـكَ أجـنـحـةُ الـرمــادِ مـحـمَّـلاً
بـرسـالـةِ الـعـمـرِ الــــذي يـتـكــرَّرُ

جـيـلٌ يـجـيءُ وآخـــرٌ فـــي ركـبــهِ
وهنـاكَ أنـتَ مـدى الزمـانِ معـمَّـرُ

الـعـلـمُ لايـنـسـى عـطـايـا واهــــبٍ
مــا انـفــكَّ فـــي أعـمـاقـهِ يتـبـحَّـرُ

الـعـلـمُ لايـنـسـى عـطـايـا واهــــبٍ
مـا انفـكَّ ينقـشُ فـي مـداهُ ويحـفُـرُ

فمضيـتَ تحفـرُ فــي مــداهُ مـؤمِّـلاً
حـتـى تـهــاوى الـعـالـم المتـحـجَّـرُ

ويــداكَ موهبـتـانِ تكـشـفُ مبـدعـاً
تـخـذَ العـلـومَ خـطـىً فــراحَ يسـطِّـرُ

إيــهٍ أبــا الـهـادي وتـلـكَ حقـيـقـةٌ:
أنَّــــا لـمـائــدةِ الــهــدى نـتــضــوَّرُ

فتركـتَ حاضرَنـا الغريـبَ ملامـحـاً
وتـركــتً إرثـــاً للـحـضـارةِ يُـذخــرُ




بـوركـتَ مــن نـبـعٍ تـمــرَّدَ فـيـضُـهُ
شـــلاَّلَ ضـــوءٍ بالمـفـاخـرِ يـهــدرُ
صفر 1429هــــ





تحيات منـى قلبي