حول المستجدات
ايها الاخوة والاخوات : امام هذه المستجدات لا بد من طرح النقاط التالية :
اولا : اتوجه بالشكر باسمكم جميعا الى اخواننا العرب والى اللجنة الوزارية العربية والى الجامعة العربية وامينها العام واخص بالشكر دولة قطر قيادة وشعبا وجميع الدول الشقيقة والصديقة وفي مقدمتها سوريا والجمهورية الاسلامية في ايران وجميع اصدقاء لبنان الذي ساعدوا على انجاز هذا الاتفاق .
ثانيا : بالنسبة لمسألة السلاح, انا اؤكد اليوم مجددا على البند الوارد في الاتفاق القاضي بعد استخدام السلاح لتحقيق أي مكاسب سياسية من كل الاطراف , اؤيد ونؤيد في حزب الله هذه الجملة وعندما نذهب الى النقاش سنناقش , لكن اسمعوني قليلا : سلاح المقاومة لمواجهة العدو ولتحرير الارض والاسرى والمساهمة في الدفاع عن لبنان وليست لتحقيق مكاسب سياسية , فلمن كان السلاح الاخر ؟ ولمن كان يكدس ؟ ولمن كان يعد ؟ ولمن كان يدرب ؟ وسؤال سلاح الدولة يعني سلاح الجيش والقوى الامنية هو للدفاع عن الوطن وحماية المواطنين وحماية حقوقهم المختلفة وحماية الدولة وبسط الامن لا يجوز استخدام سلاح المقاومة لاي مكسب سياسي داخلي , لكن ايضا لا يجوز استخدام سلاح الدولة لتصفية الحساب مع فريق سياسي معارض , ولا يجوز استخدام سلاح الدولة لحساب مشاريع خارجية تضعف قوة ومنعة لبنان في مواجهة اسرائيل ولا يجوز استخدام سلاح الدولة لاستهداف المقاومة وسلاحها . يجب ان يبقى كل سلاح في خدمة الهدف الذي صنع من اجله ووضع من اجله سواء كان سلاحا للدولة ام سلاحا للمقاومة .
ثالثا : بالنسبة لقانون الانتخاب لا شك ان القانون الذي توصلنا اليه يحقق تمثيلا افضل من القوانين السابقة وبالاخص من قانون العام 2000 وهذا القانون كان على الحساب الحزبي والفئوي لبعض اطراف المعارضة وفي مقدمها حزب اله وحركة امل ولكنا ارتضينا هذا القانون لانه يحقق تمثيلا افضل من القوانين السابقة المرعية الاجراء والتي يمكن ان تقبل من الطرف الاخر ولكننا لا نقول انه قانون الانتخاب الافضل على الاطلاق, هذا قانون تسوية بين افرقاء يريدون اخراج لبنان من ازمته نحن نأمل ان يأتي الزمان الذي يتمكن فيه اللبنانيون من الجلوس بهدوء ويناقشوا قانون انتخاب حضاري عصري يؤسس لقيام دولة كل الذين يقولون انهم يريدون بناء دولة تنكشف نياتهم عندما يتحدثون عن قانون الانتخاب, في لبنان المدخل لبناء الدولة, ولإعادة تكوين السلطة والحكومة ومؤسساتها هو قانون الانتخاب.
وعندما يفصّل البعض منا قانون الانتخاب على قياس شخصه وزعامته او على قياس حزبه او على قياس طائفته هو لا يريد ان يبني دولة لا يكفي ان تتهم الاخرين بانهم لا يريدون دولة. من لا يعطي اللبنانيين قانون انتخاب عادل وعصري يمكّنهم من أن يتمثلوا بحق في مؤسسات الدولة هو يريد المزرعة ولا يريد الدولة، لكن في كل الاحوال هذه هي التسوية الممكنة التي نأمل في المستقبل ان يتمكن اللبنانيون من انجاز قانون انتخاب افضل.
رابعا: ان انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية يجدد الأمل لدى اللبنانيين بعهد جديد وبداية جديدة، وخطاب القسم الذي سمعناه بالأمس يعبر عن الروح الوفاقية التي وعد فخامته أن يتصرف من خلالها في المرحلة المقبلة وهذا ما يحتاجه لبنان الوفاق والشراكة والتعاون والبعد عن الاستئثار.
خامسا: حكومة الوحدة من خلال مشاركة حقيقية للمعارضة مع الموالاة هي ليست انتصارا للمعارضة على الموالاة هي انتصار للبنان كل لبنان وانتصار للشعب اللبناني وانتصار للعيش المشترك وانتصار لمشروع الدولة لأن هذا البلد لا يمكن أن يقوم وان يدوم وان يتعمّر وان يخلد وان يصمد إلا بالتعاون والتوافق والتعاضد.
انا عندما خاطبتكم ايام كنتم معتصمين في ساحات الشهداء ورياض الصلح وقلت لكم نحن نعتصم لأننا نريد حكومة وحدة وطنية، وكنت أعلم أن المسألة تحتاج الى بعض الوقت، ولكنّي وعدتكم وقلت لكم كما كنت أعدكم بالنصر دائما أعدكم بالنصر مجددا, لم أكن أقصد نصر فئة على فئة ولا جماعة على جماعة ولا معارضة على موالاة بل كنت أؤمن بأن انتصار لبنان هو في أن تقوم له حكومة وحدة وطنية. وعندما اتفق في الدوحة على حكومة الوحدة الوطنية كان الانتصار للبنان كما انتصار لبنان في 25 ايار 2000 لم يكن انتصارا لفئة ولا لطائفة ولا لتيار سياسي وإنما لكل لبنان كذلك انتصار في 2006 كذلك انتصار لبنان في اتفاق الدوحة.
بالنسبة للحكومة نحن سنساهم إن شاء الله بكل صدق وجدية بالإسراع في تشكيل الحكومة لتبدأ عملها وقد وعدت سابقا بأن تحضر أطياف أخرى من المعارضة وألاّ يقتصر تمثيل المعارضة في الحكومة على حركة امل وحزب الله وتكتل الاصلاح والتغيير، وإنما يتاح الفرصة لقوى أخرى من المعارضة ولو من سهم حزب الله للأسف، لأن تركيبة لبنان هي تركيبة أسهم وحصص. نحن سنعمل بكل حزم وبكل جدّية لتتمثل المعارضة على افضل وجه في حكومة الوحدة الوطنية المقبلة ونأمل أن تكون هذه الحكومة حكومة جادة تعمل لمعالجة المشاكل الكبيرة التي يعانيها اللبنانيون وقد ضاع من عمرهم الكثير من الوقت وليس حكومة تقطيع زمن ولا حكومة محكومة بعقلية الانتخابات المقبلة وانما حكومة مسؤولة وجادة في تحمل المسؤولية.
سادسا: انا أدعو وبكل صدق وطالما أننا نتحدث عن الحكومة المقبلة وعن المرحلة المقبلة أوّد أن أخصص بالدعوة تيار ومحبّي الرئيس الشهيد رفيق الحريري الى الاستفادة من التجربة الكبيرة لهذا الرجل الكبير والى الاستفادة من آفاق تفكيره الاستراتيجي حول لبنان وهو الذي استطاع أن يوائم بين مشروع الاعمار وبناء الدولة ومشروع المقاومة بعقل كبير. جاء البعض ليضع المقاومة والحكومة أمام خيارين: إما لبنان هونغ كونغ واما لبنان هانوي, يعني اما لبنان المدمر او لبنان درة الشرق ولكن أرضه محتلة وسيادته مصادرة وكرامته مداسة وامنه مباح أمام الاسرائيلي.
المقاومة مع عقل الرئيس الشهيد رفيق الحريري استطاعت أن تقول نحن لا نقلّد أحدا لا هونغ كونغ ولا هانوي ولا نتبع نموذجا, نحن اللبنانيون نصنع النموذج، نحن نستطيع أن نقدم للعالم بلدا يقوم فيه الاعمار والاقتصاد والدولة والشركات والمساهمات والقطاعات الانتاجية.... والى جانبه مقاومة لا تمارس مهمة الدولة ولا تنافس السلطة في سلطانها وإنما تتحمل إلى جانب الدولة مسؤولية تحرير الأرض والدفاع عن الوطن, هذه هي الصيغة التي عايشناها وتعايشنا من خلالها كمقاومة مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري, من كان وفيا لإرث هذا الشهيد االكبير عليه أن يعمل على إحياء هذا النموذج، وهذا ليس دعوة لا الى تحالف ثنائي ولا الى تحالف ثلاثي ولا الى تحالف رباعي هذا صار من الماضي. نحن ندعو الى تعاون الجميع وتحالف الجميع ومشاركة أوسع شريحة ممكنة من القوى السياسية الحية في لبنان وان لا يتم الاستئثار لا بطائفة ولا بموقع ولا بسلطة ولا بمؤسسة.
صيف وادع
أيها الإخوة والأخوات, النقطة ما قبل الأخيرة: إني آمل بقوة وأدعو الله تعالى أن يكون أمام اللبنانيين صيف هادئ وادع. تعالوا لنتعاون، هناك حلمان حلم لبناني وحلم أميركي الحلم اللبناني يتحدث عن صيف هانئ ووادع والحلم الامريكي يتحدث عن صيف ساخن. تعالوا لنحقق أحلامنا وليس أحلام أعدائنا وأنا أعدكم وأعد كل اللبنانيين وكل أحبائنا في العالمين العربي والإسلامي أن نبذل كل جهد وان نتجاوز كل حقد وان نتغاضى عن كل حساسية وان نقفز فوق الجراح لنضم أيدينا إلى أيدي بعض ونعمر لبنان ونصون لبنان.
الشكر
الشكر كل الشكر وانا أعتذر عن ذكر الأسماء ( لاحظتم اليوم تجنبت ما امكن ذكر الاسماء ) لأن هناك أسماء كثيرة في لبنان وخارج لبنان يجب أن تشكر ويجب ان تقدّر جهودها من كل الطوائف وفي الكثير من الدول ولأن اللائحة كبيرة اعتذر عن ذكر الاسماء وأكتفي بالقول : الشكر كل الشكر للقيادات الإسلامية السنية في لبنان والعالم العربي والإسلامي, قيادات دينية وسياسية وفكرية لأنها بمواقفها الشجاعة عطّلت المشروع الأميركي الذي يحاول دائما أن يصوّر أي صراع سياسي في أي مكان على أنه صراع مذهبي. الشكر كل الشكر للقيادات الوطنية الدرزية من بني معروف ومن جبل المقاومين المرابطين لمواقفهم الشجاعة والوطنية سواء كانوا علماء وشيوخ وقادة سياسين واعلاميين وقوى واحزاب لأنهم منعوا بصوتهم وجرأتهم أن يصوّر احد للعالم أن ما يجري هو فتنة شيعية درزية. الشكر كل الشكر للقيادات الوطنية المسيحية في لبنان التي أكدت من خلال مواقفها الشجاعة طبيعة الصراع السياسي والخصام السياسي البعيد عن الطائفية والمذهبية والرحمة كل الرحمة للشهداء.
(هناك الكثير قد كتبوا وقالوا نعم سقط شهداء لحزب الله طبعا لان كان هناك معركة واطلاق نار، وهذا الملف نتكلم به فيما بعد، وحزب الله يخفي شهداءه ويخجل بشهدائه, ابدا ) لقد قضى لنا في هذه الأحداث الأخيرة اربعة عشر شهيدا نعتز بهم ونفخر بهم ونرفع رؤوسنا بهم وشهيدان من السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال وشهداء من حركة أمل وشهداء من الحزب السوري القومي الاجتماعي وشهداء من الحزب اللبناني الديمقراطي وكان شهداء المعارضة في الاحداث الاخيرة, كانوا من المسلمين والمسيحيين ومن السنة والشيعة والدروز. لكيلا يبقى اشتباه عند احد هؤلاء الشهداء نعتز بهم طبعا نأسف ونحزن ونتألم لكل الضحايا في الفريق الآخر الذين سقطوا في هذه الاحداث, وما يجب أن يسلّي عوائل الجميع الذين فقدوا أعزاء أن دماء أبنائهم وبمعزل عن خلفيات الاحداث أخرجت لبنان من نفق مظلم طويل, لولا هؤلاء لولا هذه الدماء لولا هذه التضحيات كان البعض في الخارج يريدون ان يأخذوا لبنان الى المكان الذي لا يبقى فيه أي فرصة لقيامة لبنان. ندين جميعا لهؤلاء الشهداء لانهم وضعوا لبنان وسيضعون لبنان أمام صيف جديد ومرحلة جديدة وحياة جديدة.
ايها الإخوة والأخوات, لبيروت العاصمة الأبية الحبيبة, للجبل العزيز للشمال والبقاع للجنوب المقاوم والصامد لكل بلدة وقرية في لبنان, لكل حزب وطائفة في لبنان لكل جماعة وفئة في لبنان لكم في عيد المقاومة والتحرير محبتنا وتقديرنا واحترامنا ويدنا الممدودة الحاضرة دوما للتعاون لبناء لبنان القوى العزيز العادل المنيع القادر على الصمود الشامخ بشموخ جباله الخالد بخلود أرزه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ودائماً وأبداً يكرر ويقول مقولته المشهورة :
إن كنتُ أعدكم بالنصر دائماً .. أعدكم بالنصر مجدداًاًاًاًاً
الله يحفظك وينصرك يا سيدي يا سيد المقاومة ورجلها العظيم .. يا رب
مع تحياتي
المفضلات