ما أصعب أن تكون مؤمناً في زمن الكفر
ما أصعب أن تكون متسامحاً في زمن البغضاء
ما أصعب أن تكون موحداً في زمن التنابذ
ما أصعب أن تكون إنساناً في زمــــن الغرائــــز المنفلته من عقالها

فكيف تعيش إنسانيتكـ وأنت تشاهد كل صبح وكل مساء
المزاجر والمذابح والموت العميم .. الممتد من فلسطين إلى العراق..ومن لبنان إلى السودان..ووووو الخ؟!

كيف تمارس حياتكـ اليوميه تفكر..تحلم..تعمل..تأكل..ت ضحكـ..وأنت تنام وتصحوا على أخبار المآسي التي لم توفر
عاصمه أو مدينه عربيه..؟!

وكيف تواصل التبشير بالأمل، والتفاؤل وأنت الذي رضعت حليب الوحده من ثدي أمك..
وشربت إكسير الإنتصار من ذاكره أسلافكـ..؟! ونشأت وترعرعت حالماً بوطن عربي واحد، مزدهر .. آمن .. مطمئن .. ؟!

وكيف تقبض على جمر أحلامكـ المستحيله في الزمن الآرعن..؟!

لا أعرف .. أشعر أن أحشائي تكاد تتمزق - اليوم - وأنا أرى ذلكـ الحادث المؤلم في في جميع انحاء المعموره...
ما صربت دقيقه حتى غرقت في الدموع..حاولت كبتها..ولكن لم أستطع..فاستسلمت لسحيق الجراح..

ألسنا أنا وأنتم عرض .. ألسنا من روضنا أنفسنا على الهزائم..والإنكسارات..
وروضنا نفسنا على تقليص الأحلام.
من وطن عربي واحد إلى أقل من ذلكـ بكثير..
إلى لقمه خبر مغمسه بعرق الكرامة، إلى نسمه هواء غير ملوثه بدخان الإحتلال والعدوان والخضوع ....الخ
إلى كلمه حره..ناطقه..لا تغدر بها عبوه ناسفه عند أول مفترق..إلى حياه بسيطه عاديه..تستحق أن تعاش
لكن حتى هذه الأحلام البسيطه العاديه، لم تعد تجد مطرحاً لها في قاموس هذا الزمن الأرعن..

* * * * * * * * *

أعرف أن للباطل جوله..وللحق دوله..وأن الباطل كان زهــــوقا
لكني أعرف أيضاً أن جوله الباطل طالت أكثر بكثير مما ينبغي..
حتى يكـــاد هذا الباطل عين دوله هذا الزمــن، بينما يفر الحق ناجياً بجلده..!!!
متشرداً في البــراري والقفــار مما جنت ايدينا عليه وكيف اصبحنى نكيفه لمصالحنا الواهيه ..

لا يخفيني الإستعمار،، على خلاف أشكاله وهؤلاء المرتزقه كأمثال الأمريكان والإسرائيلين..
ولا يخيفني الجــلاد مهما تمادى في بطشه...
ما يخيفني كيف تحولنــا من شعب واحد إلى شعوب كثيره
وكيف تحولت شعوبنا إلى طوائف خياريه
وكيف تحولت طوائفنا إلى مذاهب قاتله
وكيف تحولت مذاهبنا إلى قطعان مفترسه
تقتل وتسفكـ الدمــاء وتفسد في الأرض حتى نكــاد ننتمى إلى أسطوره آكله لحوم البشر ومصاصي الدّمــاء .. !!!

أعرف أن أعداءنا كثر .. وأنهم يضمرون لنا شراً ليلاً ونهاراً، وأنهم يسعون دائماً إلى تفريقنا..
لكن يبدو أننا بارعون في توفير الأرض الخصبه لهم..
وفي تقبل ما يبعثونه من سمــــوم بحيث تحولنا إلى قطعان غرائزيه
تحركنا شهوة القــتل .. والإلغاء .. والتفكير ..والنساء الجميلات والموديلات ...الخ.. والإدهى..
والأمر أن هذه الغرائــز ، تجد من ينظر لها ويبررها في أوســاط مفكرين لا يفكرون
ومثقفين لا يجيــدون فكـ الحرف ..
ورجــال ديـــن لا يفقهون من الديــن شيئاً
وسياسيين لا يهمهم سوى مصالحهم الّسياسيه..والدنيويه..

هكذا يستهوون القتــل وسفكـ الدمــاء والإفســاد في الآرض
وتصبح أمه تنهش لحم نفسها..
وتحلم بالإنتصار على أعدائهــا..

إنه زمـــن الغرائــز الذي يزيدنا تخلفاً .. نحن في وادي الألم والموت والقـتل
والآخرون كل في همه..دون وعي لأرضه..
فهذا مع عشيقته..وتلكـ ترثي حبيبها..

وماذا يحصل الآن...
ارضي يستباح فيها القـتل وسفكـ دماء أبريائها
واراضي تتشتت...فأيـــن أنتم يا وانا من ذلك .. ؟!

لا أدري يا أخواني..ولكني أجد أنه لا خلاص من هذا الفشل المفحم
إلا بالتحرر من الغرائز...على أنواعها
دينيه .. طائفيه .. والسلطويه .. والاستهلاكيه .. الخ
وإعاده الإعتبــار للعقل .. بوصفه المعطى الإلهي الأرقى..
الذي يوحد بيــن النــاس .. على إختلاف أهوائهم

فـــهل ننتصر على غرائزنــا بعقولنــا.. ؟!

عفواً على الإطاله أخواني
وجزيتم بكل خيــر
وأرجوا أن تكون رسالتي قد وصلت إليكم بكل موده
*
*
دمـ بود ـتم