الجزء الثاني : الحجاب ضمان قانوني للعفة ( 2 )
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحجاب هو : الستر والغطاء الذي يدل على شيء فيستره . فمثلا ً الجوهرة نضعها في الصندوق لنحجبها ونحفظها , فحفظنا وحرصنا على حجب الجوهرة لأنها من الأشياء الثمينة التي لا تعرض عرضا ً مبتذلا ً, وإنما توضع في مكان ملائم .
أيتها الأخت : ما رأيك بالمرأة التي تستر وجهها (تلبس الغطوة)لا يرى وجهها , وعباءة لا يبين جسدها منها ؟؟ما رأيك بالمرأة التي تلبس جوربا ً ساترا ً ؟؟
ألست ِ تقدسين وتحترمين كل امرأة محتشمة، متسترة، ومحافظة على خدرها والنساء ينظرن إليها بكل إجلال وتقديس؟؟ . ولا أعتقد أنكي تجيبين جوابا ً غير هذا , إلا من انخرطت وانعدمت الغيرة لديها , فأصبحت في عداد الساقطات .
حقيقة يثير الدهشة والاستغراب حينما تجد امرأة عندما تريد الخروج تلبس عباءة ملفته للنظر وتقف أمام المرآه لترى وضعية النقاب الذي تلبسه هو كما يريده إبليس , مدعّمة ذلك بالمساحيق وتستعرض مشيتها المناسبة للخروج .
لا أدري هل تظن أنها بهذه العباءة هو حجاب ؟؟
ليس الحجاب هو لبس أي عباءة كانت !!, وأي سواد . هكذا يظن البعض عندما تلبس العباءة ..فإنها قد سترت وحجبت نفسها عن الآخرين .
ولكن شتـّان بين المرأة التي لبست العباءة التي لا تجّسد ولا تحاكي جسدها , ولبست الجوارب الساترة , وبين التي ارتمت في أحضان الشيطان وجنده بلبس العباءة المجسّده لجسمها , مضيفة لذلك أنواع من العطور , ناهيك عن أقدامهن اللاتي أصبحت في حلبة الاستعراض .
ولم يقف الأمر عند هذا الحد , بل أصبح البعض منهن تنظر للتي لا تلبس العباءة الحديثة والكتـّافية , والتي لا تتعطر هي متخلفة ولا تتبع الموضة كما ينعقون ويزعمون .
ويعجبني النساء اللاتي لا يعيرون لهن اهتماما ً , مجيبين بأنه إن كان ذلك تخلفا ً وتراجع وتقهقر وحطّة , لأننا اقتدين بسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام بحجابها وتحشمها , فليكن مادامَ أننا موقنين وواثقين أننا على صواب .
قال الباري تعالى (( وقرن في بيوتكن و لا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ))
وعن أهل البيت عليهم السلام :
((كان رسول الله صلى الله عليه وآله جالساً بين الصحابة فقال لهم ما هو الخير للمرأة فلم يجيبوا فذهب الإمام علي إلى الزهراء فقال لها ما هو الخير للمرأة فقالت خير للمرأة ألا ترى الرجال ولا الرجال يرونها. فجاء الإمام علي وأخبر رسول الله بما قالته السيدة الزهراء فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لقد صدقت فاطمة بضعة مني))
ومرة جاء رسول الله صلى الله عليه وآله مع رجل أعمى إلى بيت فاطمة وقال لها الرسول صلى الله عليه وآله افتحي الباب فهذا رجل أعمى فقالت تمهل فلبست جلبابها وفتحت الباب فقال لها الرسول هذا أعمى فقالت: (( إن لم يكن يراني فأنا أراه وهو يشتم الريح)) فاستَرّ رسول الله صلى الله عليه وآله من جوابها فهذه قبسة من نور الزهراء فهل ستقتدين بالزهراء عليها السلام ؟
حتى من شم الريح تستتر الزهراء عليها السلام . ليتكِ تنظرين يازهراء ما يحدث في أوساط شيعتك من التعطر والتزيـّن اللاتي يدّعين بأنهن يقتدين بكِ .
قال النبي عيسى على نبينا وعلى آله وعليه أفضل الصلاة والسلام (( أيما امرأة استعطرت وخرجت ليوجد ريحها فهي زانية وكل عين زانية ))
لكننا وللأسف ويا للأسف مع كوننا نرتشح من فيوضات أهل البيت عليهم السلام الذين من اتبعهم فالجنة مأواه ومن خالفهم فالنار مثواه، نترك دينهم نترك سيرة الصديقة الطاهرة الكبرى والصديقة الطاهرة الصغرى زينب عليها السلام ونذهب إلى بحر من انشق عن منهجهم وأنت تعرفينهم .
يقول أحد الشعراء :
ســيري لمجدك تحت ظـل العفاف وتجملي بمطارف الأشـــراف
ودع التبرج والسـفور ففيهمــا سر السقوط ومنتهى الإسـفاف
ليس التبـرج للفتـاة بـزينــة تسـمو به لمراتب الأشــراف
لكنما هـي دعـوة مـن ظالـم متجـاهـر بالمكر والإرجـاف
إلى أن يقول : ولذا يقـول الديـن لا تتـبرجي للأجنـبي وحققـي أهدافــي
كي تسـعدي بهدايــة وتحققـي هدف الســمو بأمثل الأوصاف
أذكر لكم قصة واقعيه و بها اختم :
كان للحكومة الروسية عام 1368 سفير في دولة إيران وكان يستحسن أخلاق الإسلام ومبادئه الدينية ما عدا الحجاب , فكان يقول إنني لا أوافق على مسألة الحجاب في الإسلام لأنه حبس في الحقيقة للمرأة . خرج السفير لاستقبال ملك إيران , ولم يكن لهم مراكب يركبونها سوى الخيل والعربة فخرج من خرج ومن جملتهم السفير وكان راكبا ً أحسن ما يكون من إناث الخيل , وصادف في طريقه رجلا ً قرويا ً ممتطيا ً ظهر جواد قوي فلما رأى جواد الرجل القروي فرس السفير (الفرس أنثى الجواد) رمى الجواد بصاحبه وركض مسرعا ً إلى فرس السفير (الأنثى) وهجم على الفرس وسقط السفير وانكسرت رجله وشج رأسه , واشتغل الجواد بقضاء حاجته . نقل السفير للمستشفى وبقي فيه للعلاج ستة أشهر وبعد أن خرج السفير من المستشفى وأصبح برجله اعوجاج رآه أحد العلماء وقال له (( أيها السفير لو كانت فرسك محجبة عن جواد القروي لما انكسرت رجلك ولما ابتليت بما ابتليت )) فقال السفير : الآن أذعنت .. بأن الحجاب هو الحاسم لمادة الفساد . انتهت
إذا كان هذا جواد وافتتن بفرس !! وكلاهما حيوانان , فكيف بالمرأة إذا أصبحت سلعة بيد الشيطان؟!! . يقول المولى تعالى ((وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ )) الإسراء 70 . الله تعالى كرّم الإنسان , ولكن بفعله يصبح أخس وأردى من الحيوان .
أعتذر على الإطالة
يا أرحم الراحمين ويا خير الغافرين صل على محمد وآله الطاهرين
اللهم صل على الحبيب محمد المصطفى وآله الطاهرين وعجل فرجهم ياكريم
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مريم المقدسة
المفضلات