بسم الله الرحمن الرحيم
عذرا منكم أخوتي في الله
لأن وصلة الخطاب لا تعمل ؟!!
مع إني قبل لا أشارك بهذا الموضوع ـ هنا ـ كانت الوصلة تعمل وتشتغل بكل سهولة حتى إني حملته عندي على الجهاز
ولكن الآن .. لقد تم غلق موقع وعد .. من إدارة الموقع لأسباب خاصة بهم
ويسرني أن أنقل لكم خطاب السيد حسن نصر الله في يوم المقاومة وعيد التحرير الثامن .. نصياً
خطاب : بتاريخ 26/05/2
نص الكلمة كاملة:
في البداية نتوجه بالتحية إلى أرواح الشهداء الطاهرة ، شهداء المقاومة وشهداء الوطن كل الوطن، إلى سيد شهداء المقاومة الإسلامية سيدنا السيد عباس الموسوي، إلى شيخ شهداء المقاومة الإسلامية شيخنا الشيخ راغب حرب، إلى روح الأخ الحبيب الذي نفتقده اليوم بيننا الشهيد القائد الحاج عماد مغنية وإلى كل الشهداء.
أرحب بكم جميعاً في عيد المقاومة والتحرير، في العيد الثامن للمقاومة والتحرير، وها أنتم اليوم تملؤون الساحات لتثبتوا من جديد هويتكم وحقيقتكم وهي أنكم أشرف الناس وأكرم الناس وأطهر الناس.
قال الله تعالى في كتابه المجيد :
بسم الله الرحمن الرحيم : "إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شِيَعَا يستضعف طائفة منهم يُذَبِّحُ أبنائهم ويَسْتَحْيِي نساءهم إنّه كان من المفسدين". وفرعون اليوم هي أمريكا وأداتها إسرائيل، وفي المقابل وعد الله أبد الآبدين وإلى قيام الساعة، "ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض وَنُرِيَ فرعون وَهَمَان وجنودهما ما كانوا يحذرون".
صدق الله العلي العظيم
أيها الأخوة والأخوات، عيدنا الثامن، عيد ذكرى التحرير وانتصار المقاومة والوطن والشعب والأمة، يصادف هذا العام ذكرى مضي 60 عاماً على ذكرى النكبة وضياع فلسطين وقيام الكيان الغاصب، وأيضاً مضي ثلاثين عاماً على الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان عام 1978، وإقامة الشريط الحدودي المحتل الذي توسع لاحقاً، وهي بالتالي، بحق مناسبة للتأمل والمراجعة واستخلاص العبر والدروس على مستوى لبنان والعالمين العربي والإسلامي.
سأدخل من دون مقدمات، وإن كان للمناسبة فكرها وعاطفتها وحقوقها الأدبية والأخلاقية. سأدخل دون مقدمات لأن لدينا الكثير لنتحدث عنه اليوم، أبدأ من لبنان، في مسألة المقاومة، لقد قدمت المقاومة نموذجا واستراتيجية في مجالين وليس في مجال واحد، فهناك استراتيجية التحرير وطرد الاحتلال لدى المقاومة، وهناك استراتيجية الدفاع عن الوطن والشعب في مواجهة العدوان والاجتياح والتهديد. هنا، إذاً نموذج لاستراتيجيتين ورؤيتين في التحرير والدفاع، وهذه رسالة عيدنا اليوم إلى لبنان والعالم العربي والاسلامي، وهي رسالة مشتركة يقدمها المقاومون كل المقاومين اللبنانيين إلى جانب كل المقاومين الفلسطينيين إلى جانب إخوانهم كل المقاومين العراقيين في رسالة واضحة للأمة. عندما اجتاحت اسرائيل جنوب لبنان عام 1978واحتلت جزءً من الجنوب، أصدر مجلس الأمن الدولي القرار 425، وانتظرنا في لبنان تنفيذه، وراهنا على المجتمع الدولي، وأيضاً طُرِح في لبنان الحاجة لاستراتيجية عربية موحدة للمواجهة بدعوى أن لبنان ليس قادرا على مواجهة إسرائيل وحده، فكلاهما لم يحصل. لم يحرك المجتمع الدولي ساكنا لتنفيذ القرار ولم يحرك المجتمع العربي ساكناً لوضع استرتيجية دفاع لأن هذا المجتمع الرسمي كان قد فقد أساساً إرادة المواجهة، ولكن لم يكن الرهان هنا فقط، لأن الإمام القائد السيد موسى الصدر أعاده الله بخير كان قد أسس خيارا آخر ورهانا آخر هو خيار المقاومة اللبنانية بسواعد أبناء الجنوب وأهل الجنوب وأهل لبنان، بالتوكل على الله، وبالاستفادة من الامكانيات الذاتية المتاحة. ماذا كانت نتيجة الرهانات الخاطئة؟ أن اسرائيل استضعفت لبنان ووثقت بأنه عاجز عن المواجهة، فكان الاجتياح الكبير عام 1982 الذي أراد أن يلحق لبنان باسرائيل نهائيا، ولتتجدد نكبة عربية ثانية.
أمام الاجتياح الإسرائيلي، انقسم اللبنانيون أمام هذا الاستحقاق كما هو حال كل شعب في العالم، وكما هو حل كل شعب في التاريخ ،نحن اللبنانيون لسنا استثناء في هذه المسألة، طوال التاريخ عندما كان يكون هناك بلد وتقوم قوة غازية باحتلال ذلك البلد، كان أهل البلد ينقسمون إلى مجموعات عديدة، هذا هو الحال في لبنان عام 82، هكذا كان الحال في فلسطين وما زال نسبيا، هكذا هو الحال في العراق، هكذا هو الحال على طول التاريخ الماضي والآتي.
في مقابل استحقاق الاحتلال وكيفية التعاطي معه ينقسم الناس لمجموعات عديدة: مجموعة كبيرة من الناس تقف على الحياد في المرحلة الأولى وتنتظر. مجموعة أخرى أساسا لا يعنيها ما يحصل، المهم أنها تأكل وتشرب و"تشم الهواء يوم الجمعة أو يوم الأحد"، السلطة والسيادة بيد من والبلد بأي موقع فهذا لا يعنيها بشيء. مجموعة ثالثة هم من العملاء والأدوات كجيش أنطوان لحد رخيصون مرتزقة وهم لبنانيون أيضاً. ومجموعة رابعة تتقاطع مصالحها مع مصالح الاحتلال فتتعاون معه نتيجة تقاطع المصالح. مجموعة خامسة هي مجموعة مهزومة من الداخل ويائسة ولكنها تُنظر للتعاون مع الاحتلال طبق نظرية الحد من الخسائر الوطنية، وغالبا ما تكون هذه المجموعة من النخب. ومجموعة سادسة ترفض الاحتلال سياسيا وإعلاميا ولكنها ليست حاضرة لدفع الثمن وضريبة الدم. ومجموعة أخيرة تعتبر أن واجبها الانساني والأخلاقي والديني والوطني هو تحرير بلدها من الاحتلال مهما كان الثمن وهي حاضرة لتدفع الثمن، وهذه المجموعة هي مجموعة المقاومة التي تؤمن بالمقاومة وتقاوم بالفعل.
هذا الانقسام هو انقسام طبيعي وتاريخي واجتماعي وليس حكرا على لبنان، ومن نتائجه فقدان الاجماع الشعبي والوطني على أي خيار. البعض يقول ليس هناك إجماع وطني على المقاومة في العام 1982، أو ليس هناك اجماع وطني على المقاومة في فلسطين وليس هناك إجماع وطني على المقاومة في العراق، ولكن ليس هناك إجماع وطني على الحياد ولا على العمالة ولا على التعاون ولا على اللامبالاة، إذا أي خيار لا يحظى باجماع وطني، وكل مجموعة تأخذ خيارها وتمضي وتمشي، وهذا ما حصل في لبنان. وأنا أقول لأي شعب تحتل أرضه كما في الماضي، لا تنتظر المقاومة إجماعا وطنيا ولا شعبيا، وإنما يجب أن تحمل السلاح وتمضي لتؤدي واجب التحرير، تحرير الأرض والانسان والأسرى واستعادة الكرامة والعزة بالسلاح والدم والتضحيات الغالية.
اعتمدت المقاومة ـ والتي كانت جزءا من شعب لبنان ولم تكن كل شعب لبنان من احزاب مختلفة ومن طوائف مختلفة وكان هناك شهداء من كل الطوائف اللبنانية وشهداء من القوى والاحزاب اللبنانية سواء كانت اسلامية او وطنية ـ اعتمدت المقاومة على ارادتها وجهادها وفعلها الميداني وسواعد شبابها وشاباتها وكان على العالم العربي والاسلامي ان يقدم لها العون، تخلف الكثيرون وتقدمت سوريا والجمهورية الإسلامية في إيران مشكورتين ومعهما كثير من القوى الحية في عالمنا العربي والاسلامي وكان الانتصار الاول في عام 84/ 85, وتواصلت المقاومة وكان الانتصار التاريخي في 25 ايار 2000 نصر واضح للبنان والمقاومة والعرب والامة، وهزيمة كاملة واضحة لاسرائيل ومشروع إسرائيل الكبرى التي تريد ان تمتد من النيل الى الفرات فاذا بها تتقطع اوصالها في جنوب لبنان والبقاع الغربي، وخروج مذل للصهاينة فلا جوائز ولا مكاسب ولا ضمانات، وهنا نجحت استراتيجية التحرير المعتمدة من قبل المقاومة.
اما استراتيجية المفاوضات من مدريد الى غيرها لم تعد للبنان شبرا واحدا من الارض اما استراتيجية الانتظار فكانت تزيد عدونا قوة وتزيد بلدنا ضعفا وياسا، اذن في عام 2000 في مثل هذه الايام نجحت استراتيجية التحرير المعتمدة من قبل المقاومة.
يبتع .......






رد مع اقتباس
المفضلات