بسمه تعالى
لو دققتم النظر في تلك الحفلات والاحتفالات المقامة في المناسبات وبالخصوص الوطنية منها التي تأخذ حيزاً كبيراً لدى مسؤولي الوطن يهتمون كثيراً بالمقاعد الأمامية حيث يولونها اهتماماً كبيراً فهي تخصص بالدرجة الأولى لأصحاب المعالي وأصحاب السمو والشيوخ والرؤساء وكل من يحمل مقداراً شرفياً ومكاناً مرموقاً لدى الآخرين فتكون الأسبقية والأولية لهم فهم الأولى بالتربع في المقدمة والواجهة ، ويبدأ ترتيب المقاعد إلى الخلف حسب الأهمية ، وهذا ينطبق تماماً على من له الأفضلية وشرف الجلوس في مقدمة السيارة وفي جوار السائق وخصوصاً العائلية منها ، فقد يعترض عليّ أحدهم ليقول هناك بعض الساسة ووجهاء البلد والشخصيات عالية المقام لا تجلس في المقعد الأمامي وتكتفي بالجلوس خلف مقود السائق فهذا يضرب نظرية إن المقعد الأمامي للأهمية فقط ، فهذا صحيح لأنه ليس من المعقول أن يتساوى صاحب المعالي والرفعة مع مجرد سائق يجلس خلف مقود السيارة فهذا تقليل من شأنه مما يجعله يتنحى ويتراجع للمقعد الخلفي مما فيه حفظ وصيانة لكرامة شخصه ورفعة شأنه !!
ولكن بالنسبة للسيارة العائلية وخصوصاً في ظل وجود الوالدة العزيزة فلها الحق أن تتخير بطوعها واختيارها أيهما تقعد فإن شاءت الجلوس بجانب إبنها البار فليس من حق الاعتراض والتبرم في ذلك حتى لو كانت الزوجة فإن كانت واعية وتعرف الأصول فعليها أن تفرح وتسعد بالعمة وهي تجاور إبنها قائد السيارة ، أما إذا انسحبت من الأمام ودعت الزوجة بمرافقة زوجها في الجهة الأمامية فهذا حنان ما بعده حنان وعلى الزوجة أن ترفض ولا تقبل بسهولة بمجرد أن دعتها العمة الحبيبة بأن تجاور زوجها فلطف العمة يجب أن يقابل باللطف إن لم يكن أكثر من ذلك .
على كل حال يبقى - وهذا رأيي الخاص - المقعد الأمامي خاص وحصرياً وحكراً على الزوجة العزيزة ما لم يدخل في الطرف الآخر ( الوالدة ) أي أم الزوج فإذا حضرت تنحى الجميع وأفسح لها المجال فهي أولى من أي شخص آخر حتى لو أرادت أن تقود السيارة فعلى الجميع أن يقول لها سمعاً وطاعة !!
ثم هناك ثمة شيء آخر يستدعى الزوجة أن تتراجع للخلف فلقد رأيت بعض العوائل ممن يشتمل أفراد أسرتها ولداً قد خط العارضين وجهه فصار رجلاً ذو جثة ضخمة فتخجل الأم على دمها فتدعو إبنها الكريم أن يجلس في المنصة الأمامية فلقد بلغ عمراً لا يسمح له أن يجلس في المقعد الخلفي فتدعو بكل لطف وتحنان أن يتبوأ هذا المقعد الشرفي وتتراجع هي بكل أدب واحترام إلى الدرجة الخلفية وهذا تصرف يحسب لعقلية الأم الحكيمة .
أكتفي بهذا القدر وأرجوا إنني كنت خفيفاً عليكم ،،،،
تحياتي
يوم سعيد
المفضلات