ْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِعليه السلام :
قَالَ:
مِنْ صِحَّةِ يَقِينِ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ أَنْ لايُرْضِيَ النَّاسَ بِسَخَطِ اللَّهِ وَ لا يَلُومَهُمْ عَلَى مَا لَمْ يُؤْتِهِاللَّهُ0
فَإِنَّ الرِّزْقَ لا يَسُوقُهُ حِرْصُ حَرِيصٍ وَ لا يَرُدُّهُكَرَاهِيَةُ كَارِهٍ
وَ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ فَرَّ مِنْ رِزْقِهِ كَمَايَفِرُّ مِنَ الْمَوْتِ لادْرَكَهُ رِزْقُهُ كَمَا يُدْرِكُهُ الْمَوْتُ
ثُمَّقَالَ
إِنَّ اللَّهَ بِعَدْلِهِ وَ قِسْطِهِ جَعَلَ الرَّوْحَ وَ الرَّاحَةَ فِيالْيَقِينِ وَ الرِّضَا وَ جَعَلَ الْهَمَّ وَ الْحَزَنَ فِي الشَّكِّ وَ السَّخَطِ0
فان من اراد ان يعلم ان له يقين صادق ام لا
فالينظر هل يرضي الناس بسخط الله سبحانه
فمن كان يعلم بان الله سبحانه هو النافع الضار فلماذا يرضي الناس بسخط ربه
واذا ذهبت لاحد قريبا ام بعيدا وطلبت منه شيئا وذاك منعك
فالعاقل لايسخط عليه لانه يعلم بيقين ان لو كان ذلك الشيئ مقدرا له لما استطاع ان يمنعه ذاك
كم جميل هذا الاعتقاد لانه لايسخط احدعلى احد
يذهب ويطلب حاجته من الصديق فان اعطاه فالله المعطي وان منعه فالله سبحانه الذي اعطاه
ثم يشير الامام عليه السلام الى حقيقه عظيمه تعب من اجلها الانسان وضيع عمره
وهو الحرص لطلب الرزق ويظن الانسان بان حرصه سيزيد في رزقه بينما الامام عليه السلام يريح صاحب اليقين قائلا له لاتحرص ابدا فان الحرص لايزيد الا في عنائك
وكذلك فان كره الانسان لرزقه لايمنع وصول الرزق اليه
كم وجدنا في السوق بضاعه تعرض علينا ونحن نكره شرائها وبعد الحاح البائع نشتريها بكره وبعد ذلك نجد ان رزقا عظيما لنا فيها
وبالعكس كم كابدنا من اجل شراء بضاعة وكانت خسارتنا فيها عظيمه
فالانسان عليه ان يسعى لرزقه بنظام وهدوء معتمدا على الله سبحانه
وان الانسان حينما يخلق وهو في بطن امه يكتب له الرزق المقدر فما عليه الا ان يسعى قليلا
ولذلك قال الامام الحسين عليه السلام
((اذا كانت الارزاق قسما مقدرا ---------------فقلة سعي المرء في الكسب اجمل ))
وما قال سيدي ترك الكسب بل قال قلة السعي
ولهذا قال الامام عليه السلام لو فر الانسان من رزقه كما يفر من الموت لادر كه الرزق حيث لابد منه وقد قدر له قبل خلقه
نعم ان هناك موارد يزيد فيها الرزق لكن من غير طريق السعي بل من سبل واضحه وقد بينوها لنا وستاتي مفصلا انشاء الله تعالى
اذا رزقنا الله سبحانه اليقين بهذا فسنكون باعلى درجه من الروح والراحه
وان لم نرضى بهذا القول فلا ياتينا الا ما قدر لنا ونحن ساخطين وشاكين بما قدره الله سبحانه لنا
يتبع الباقي انشاء الله تعالي