يقود سيارته في ذلك الشارع المزدحم... يصدح المذياع بأغنية قديمة ترحب بالعام الجديد
تنتشر اللوحات في الطرقات تهنئ بالعام الميلادي الجديد
يترجل من سيارته ويتوجه نحو سوبر ماركت أبو مازن...
يجلس أبو مازن على كرسي معدني محدقا في الفراغ...
السلام عليكم...
أهلا ابو مازن كل عام وانت بخير
يرمقه بنظرة جانبية... ويلتفت تجاهه
أي عام وأي خير..
الخير بالعام الجديد في بلادك وليس هنا ... بل قل كل عام والغلا يزداد
بداية العام بالنسبة لي بداية لأرتفاع أسعار البنزين والاجارات
بداية العام تعني ضرائب جديدة ورسوم جديدة
بداية العام تعني أرتفاع... وأرتفاع...
قاطعه... أنا اعتذر عن تهنئتي ، ان طريقة تفكيرك تجرني لمساحات مجهولة من التشاؤم
أبو مازن...( كل عام وأنت بألف شر) وخرج
توجه للمتجر الذي بجانبه متجر للكتب يتردد عليه دائما
أستاذ محمد (كل عام وأنت بخير)
يرد مبتسما.. وأنت بخير وكل عام وأنت بخير،أتمني أن تكون سنة تحمل للجميع الصحة والسعادة ... تفضل لدينا الجديد دائما من الكتب الثقافية
لفت نظره مجموعة من الكتب تكاد تلامس السقف على شكل هرم كبير
ما هذه الكتب أستاذ محمد ؟
أوه... هذه الكتب ليست لمن هم مثلك ، نحن نبيع كتب الثقافة وكتب الأوهام..
هذه كتب الابراج ، وخلال الاسابيع القادمة ستباع كلها
خرج من المكتبة مبتسما يحمل بين يديه كتابين ، كتاب يحمل الثقافة وكتاب يحمل الأوهام...

للكاتب المبدع:هادي آل سيف
ماجستير إدارة أعمال-القطيف-تاروت