الاهداء
أنـا لـلزّهراء أهـدي قــلمي هي وحي ـ وشعوري ـ ودمي
أنــا لااعــرف الاّ حــبها وألـى دِفءِ وَلاَهَــا أَحـتَمِي
هـي من روح النبيّ المصطفى وإليهــا أنـا روحـي تـنتمي
وهـي الجـوهرة الفـرد الّتي خصّهــا الله بكـلّ القـــيم
إن تسـد مـريم فـي أمّـتها فـلقد ســادت جـميع الأمـم
نسـبي منهـا ومنهـا حسـبي وكفـاني العـزً أنّـي فـاطمي
مالعيني قـد غاب عنـها كرا هـو عراها مـن عـبرة مـا عراها
الـدار نـعمت فيـهـا زمـانـا ثـمّ فارقتهـا فـلا أغـشـاهـا
أم لحيّ بـانــوا بـأقـمار تـمّ يتجلّى الـدجى بضـوء سناهـا
أم لخود غـريرة الطرف تهواهـا بصــدق الـوداد أو أهـواهـا
أم لصافي المدام مـن مزة الطعــم عـقار مشمــولـة أسقاهـا
حـاش الله لست أطـمع نفســي آخـر العمـر فـي اتّباع هواهـا
بل بكائي لذكـر مـن خصّها اللـّـه تعالـى بلــطفـه واجتباهـا
خـتم الله رســلـه بـأبيهـــا واصطفاه لـوحيـه واصطـفاهـا
وحباهـا بـالسيّديـن الـزكيـّيــن الإمامين منه حـين حـباهـا
ولفكري في الـصاحبين اللذين اســتحسنا ظلمهـا ومـا راعياهــا
منعـا بعلهـا مـن العهـد والـعقـد وكـــان الـمنيب والأوّاهـا
واســتبدّا بـإمـرة دبـراهـا قبل دفـن النـبـي وانتهزاهـا
وأتت فــاطم تطـالب بــالإرث من المصطفى فمـا ورثـاها
ليت شعري لم خولفت سنن القـرآن فيــها والله قــد أبـداهـا
رضـي النـاس إذ تلوهـا بمالم يرض فيها النبـي حـين تـلاها
نسـخت آيـة المـواريث مـنهاأم همـا بـعد فرضهـا بـدّلاها
أم تـرى آيـة المـودّة لــم تأت بودّ الـزهراء فـي قـرباها
ثـمّ قالا أبـوك جـاء بهـــذا حجـّة مـن عنـادهم نصـباها
قـال لـلأنبيـاء حـكم بـأن لايـورثوا فـي القديـم وانتهزاها
أفبنت النبـي لـم تـدر إن كـان نبـي الهــدى بذلـك فـاها
بضـعة مـن محـمّد خالفـت ماقـال حاشـا مـولاتنا حاشـاها
سـمـعته يقــول ذاك وجاءت تطـلب الإرث ضلـّة وسفـاها
هـي كـانت الله أتقى وكـانت أفضـل الخـلق عفـّة ونـزاها
أو تقول النبـي قـد خالف القرآن ويح الأخـبار مـمّن رواهـا
سل بإبطال قـولهم سورة النمــل وسل مـريم الّتي قبل طاها
فهما ينبئان عــن إرث يحيـى وسـليمان مــن أراد انتباهـا
فدعت واشتكت إلى الله مـن ذاك وفـاضـت بدمعهـا مقلتاها
ثـمّ قالت فـنحلة لـي مـن والـدي المـصطفى فلم ينحلاهـا
فـأقامت بـها شـهوداً فقالـوا بعلها شـاهد لـهـا وابنـاهـا
لم يجيزوا شهادة ابني رسول الــله هـادي الأنـام إذ ناصباها
لم يكـن صـادقاً علـي ولافـاطمـة عـندهــم ولا ولـداها
أغضباها وأغضبا عـند ذاك الــله ربّ السمـاء إذ أغضبـاهـا
وكـذا أخـبر النـبـي بأن الــله يـرضى سبحـانه لرضـاها
لا نـبـي الهـدى اطـيع ولافاطــمة اكـرمت ولاحسنـاهـا
وحـقوق الوصـي ضيّع مـنها مـاتسامى فــي فضـله وتناها
تـلك كـانت حـزازة ليس تبرا حـين ردّا عنهـا وقـد خطبـاها
وغـداً يـلتقون والله يــجزي كـلّ نـفس بغيهـا وهـداهــا
فـعلى ذلك الأسـاس بنت صـاحـبة الهـودج المشـوم بنـاهـا
وبــذاك اقـتدت أمـيّة لمــّا أظـهرت حقدهـا عـلى مـولاها
لعـنته بـالشام سـبعين عـاماً لعـــن الله كـهلهـا وفتـاهـا
ذكـروا مـصرع المشايخ في بدرٍ وقـد ضـمخ الوصـي لحـاها
كــان أتقـى لله مــنهم عـتيق قــبح القائل الــمحال وشـاها
جرعــاها من بعد والـدها الغيــظ مــراراً فبئس ما جرعـاها
أهــل بيت لم يعرفوا سنن الجـور التباســاً عليـهم واشـتباهـا
ليت شعري ما كان ضرّهما الحفــظ لعهد النبي لـو حفظـاهــا
كـان إكـرام خـاتم الـرسل الهادي البشير النـذير لـو أكـرماها
إنّ فــعل الجمـيل لــم يـأتياه وحـسان الأخـلاق مـا اعتمداها
ولـو ابتيـع ذاك بالثمــن الغـالتي لمـا ضـاع فـي اتّباع هواها
ولكــان الـجميل أن يقطـعاها فــدكاً لا الـجميل أن يقطـعاها
أترى المسلمـين كانـوا يلومـونهمـا فـي العطاء لـو أعطياها
كان تحت الخضـراء بنت نـبي صـادق ناطـق أمـين سـواها
بنت من!امّ مـن!حليلة مـن!ويــل لمـن سـنّ ظلمـها وأذاهـا
ذاك ينبيك عـن حـقود صـدور فاعتبرها بالفكـر حيـن تـراهـا
قل لنا ايّهـا المـجادل فـي القول عن الغاصـبين إذ غصبـاهـا
أهمـا مـا تعمـّداها كــما قلــت بظلـم كـلاّ ولا اهتضماهـا
فلمـاذا إذ جهــّزت للقـاء الــله عـند الممات لـم يحضراهـا
شـيّعت نعشها ملائـكة الـرحــمـن رفقاً بهـا ومــا شيّعاهـا
كـان زهداً فـي أجرها أم عناداً لأبيـها النبــــي لـم يتبعاهـا
أم لأنّ البتـول أوصـت بأن لايشـهدا دفنهـا فــما شـهداهـا
أم أبوهـا أســرّ ذاك إليــها فاطـاعت بـنت النبـي أبـاهـا
كـيف ماشئت قل كفاك فـهذي فرية قد بـلغت أقـصى مـداهـا
أغضباها وأغضبا عـند ذاك الــله ربّ السمـاء إذ أغضبـاهـا
وكـذا أخـبر النـبـي بأن الــله يـرضى سبحـانه لرضـاها
لا نـبـي الهـدى اطـيع ولا فاطــمة اكـرمت ولاحسنـاهـا
وحـقوق الوصـي ضيّع مـنها مـاتسامى فــي فضـله وتناها
تـلك كـانت حـزازة ليس تبرا حـين ردّا عنهـا وقـد خطبـاها
وغـداً يـلتقون والله يــجزي كـلّ نـفس بغيهـا وهـداهــا
فـعلى ذلك الأسـاس بنت صـاحـبة الهـودج المشـوم بنـاهـا
وبــذاك اقـتدت أمـيّة لمــّاأظـهرت حقدهـا عـلى مـولاها
لعـنته بـالشام سـبعين عـاماً لعـــن الله كـهلهـا وفتـاهـا
ذكـروا مـصرع المشايخ في بدرٍ وقـد ضـمخ الوصـي لحـاها
وباُحد من بعد بـدر وقـد أتعــس فيهـا معـاطساً وجبـاهـا
فـاستجادت له السيوف بصفّيــن وجرت يوم الطفوف قناهـا
لـو تمكّنت بالطفوف مـدى الدهـر لقـبّلت تربهـا وثـراهـا
أدركت ثــارها أمـيّة بـالنار غـداً فـي معـادها تـصلاها
أشكـر الله أنـّنـي أتـولـّى عـترة المـصطفى وأشنى عداها
نـاطقاً بالصواب لاأرهب الأعداء فــي حبّهم ولا أخشـاهـا
نـح بهـا أيّها الجذوعي واعلم أنّ إنشـادك الــّذي أنـشاهـا
لك معنى في النوح ليس يضاهي وهـي تـاج للشـعر في معناها
قلتها للثواب والله يعطـي الـأجر فيها مـن قـالها ورواهـا
مـظهراً فـضلهم بعزمة نفسبـلغت فـي ودادهـم منتهـاها
فـاستمعها من شـاعر عـلويحسنـي فـي فضلهـا
لا يضاهـى سادة الخـلق قـومه غـير شكّثـمّ بطحـاء مـكـّة مـأواهــا
تـركوا عـهد أحـمد في أخيه وأذاقـوا البـتول مــا أشجاهـا
وهـي العـروة الّتي ليس ينجو غـير مـستعصم بـحبل ولاهـا
لـم يـر الله للرسـالة أجـراً غير حفظ الزهراء في قربـاهـا
يـوم جـاءت ياللمصاب إليهم ومـن الوجـد ما أطـل بكـاها
فدعت واشتكت إلى الله شكوى والرواسـي تهتزّ مـن شكواهـا
فاطمأنّت لها القـلوب وكـادت أن تزول الأحقاد ممّن حـواهـا
تعظ القـوم فـي أتمّ خطـاب حكت المـصطفى بـه وحكـاها
أيّها القـوم راقـبوا الله فـينا نحن من روضـة الجليل جنتاها
نـحن من بارى السماوات سرّلـو كرهنـا وجودهـا مـابراها
بـل بآثـارنا ولطـف رضانا سـطح الأرض والسمـاء بناها
وبأضوائنا الّتـي ليس تـخبو حوت الشهب ما حوت من سناها
واعلموا أنّنا مشاعـر دين الــله فـيكم فأكـرموا مـثواهـا
ولنـا من خزائن الغيب فيض ترِد المـهتدون مـنه هـداهـا
إن تروموا الجنان فهي من اللـه إلينـا هــديـّة أهـداهـا
هـي دار لنـا ونحـن ذووها لايـرى غـير حـزبنا مـرآها
وكذاك الجحيم سجن عـدانـاحـسبهم يوم حشـرهم سكناهـا
أيّهـا النـاس أي بـنت نبي عـن مـواريثها أبوهـا زواها
كـيف يزوي عنّي تراثي زاوٍ بأحـاديث مـن لدنـه ادّعـاها
هـذه الكتب فاسألوها تـروها بـالمواريث نـاطقاً فـحواهـا
وبمعنى « يوصيكم الله » أمـر شـامل للعبـاد فـي قربـاهـا
كـيف لم يوصنـا بذلك مـولانـا وتـيم مـن دوننـا أوصاها
هـل رآنـا لا نسـتحقّ اهتداء واسـتحقّت هـي الهـدى فهداها
أم تـراه أضلّنـا فـي البـرايا بعد عـلم لكـي نصيب خطـاها
مـالكم قـد منعتمونـا حـقوقاً أوجب الله فـي الكتـاب أداهـا
قـد سلبتم من الخـلافة خـوداً كــان منّـا قنـاعها ورداهـا
وسـبيتم من الهدى ذات خـدر عزّ يوماً عـلى النبـي سبـاها
هـذه البردة الّتي غـضب اللّــه على كلّ مـن سوانا ارتداها
فخذوهـا مـقرونـة بشنــار غـير مـحمودة لكـم عقبـاها
ولأي الأمـور تــدفن سـرّاً بضعة المـصطفى ويعفى ثراها
فمضت وهي أعظم الناس وجدا في فم الدهر غصّة من جـواها
وثوت لا يرى لها الناس مثوىأي قـدس يـضمّه مـثواهـا
تاه في رفرف النّدى خضراها فتثنّى بخصرهـا عطفـاها
وترامت غنّاء رائعـة الحسن وطـيف مـن الحيا يغشاها
فـكأنّ الـحسناء أتعبها المشى بـصحراء تكتوي حصباها
في فلاة طغى بها الشمس حتّى لا ترى قـطرة تبلّ الشّفاها
تترائى تحت النخيل مـروج ايتبارى مـع النّسيم هـواها
عين مـاءٍ مبرّدٍ سقت الأرض وصابت بالبرد ريح صباها
قـد تدلّت ثمارهـا وتناجـت سعفات النّخيل في أجـواها
فـدك فـتنة الزّمـان وسـحر الأرض والجنّة الّتي تهواها
سلمت جنبها من الغزو والزّحف فـلم توجـف الخيـول ثـراها
وكـذاك الأنفال لــيس لـغير الله والمـصطفّى الأمين جناهـا
ولـه حكمهـا فـيعطـي قـليلاً أو كـثيراً لـمن يشـا مـايشاها
ولكـم اقـطع النّبـيّ وأعـطى النّاس من « نفلها » الّتي أعطاها
واصطفى من جميع تلك المغاني« فـدكاً » كـان عنده مجنـاها
( آت حـقّ الـقربي ) أتته بآي لـم تكـن غـير فـاطم مرماها
فحبـاها لـبنته وهـــو أدرى أنّ مـرضى الإله في مرضـاها
وتـوفّى عـن فـاطم لـيس إلاّ. لـم يكـن عـند أحـمدٍ إلاّهـا
وغـدت فـي يد البتول تدرّ الخـير مـن كفّهـا الى فـقراها
وتـوالت بـعد النَّبـىِّ قضـايا فـتن عـمّت الـجميع عمـاها
تلك مرويّة عـن آبن الزّكىّ الـسّبط ، صحّ الأسناد عمّن رواهـا
ذاك لمّا استوى الخليفة في الحكم وصدّ الزّهـراء عـن مرعـاها
لبست ثـوبها ولاثت خمـاراً وبجلبـابها آسـتوت أنحـاها
تطأ الأرض فـي ذيول ثيابٍ سترت جسمها وغطّت عـلاها
فـاطم مـثل أحـمد ممشاها أو كـأنّ الرّسول يخطو خطاها
خـطوات لـو إنـّه كان حيّا وجرى ما جرى لكان خـطاها
فـتمشت فـي لمّة مـن حفيدٍ مـن بنيهـا ولـمّة من نساها
رحبة المسجد المقدّس غصّت بـؤفودٍ تـزاحـمت بفنـاهـا
وجموع المهاجـرين تـوالت وأتتها الأنصـار مـن أنحاها
وأبو بكـر والخـلافة والحكم وأسـياف طـوّقـت أفـناها
فـأنيطت مـلاءة وتـوارت بضعة المصطفّى الأمين وراها
سكـتت لـحظة وأنّت أنـيناً أجهش القـوم مـن أليم أساها
جـدّدت فـي نشيجها ذكريـاتٍ كـان لازال مـاثلاً ذكـراها
تـلكم الذّكريات عـزّت فـهزّت من نفوس الحضور مرّ شجاها
ثـمّ إذ أمـهلت قـليلاً وقـرّت واستراح الأسى بصدر عزاها
هـدأوا فـانبرت لـتلقي عـليهم خطبة ! ليس غيرها يـوتاها
حـمدت ربّهــا وأثـنت عـليه ثـمّ صـلّت على المكرّم طه
وعلى اسم النّبيّ عادت بروق الــوجد تستمطر الـعيون نداها
ثمّ إذ أمسكوا جرت في خـطاب وكـأنّ النـّبـيّ يملي يـداها
طاف فـي مجمع الزّمان وردّت ثائرات الـقرون رجع صداها
وعلى ذلـك الهـدير اسـتقامت خـطّةالـدّين باتّجـاه هداها
وستبقى الزّهـراء في كلّ عـصرٍ يقتفى الثّائرون نهـج رؤاها
جـدّدت فـي نشيجها ذكريـاتٍ كـان لازال مـاثلاً ذكـراها
تـلكم الذّكريات عـزّت فـهزّت من نفوس الحضور مرّ شجاها
ثـمّ إذ أمـهلت قـليلاً وقـرّت واستراح الأسى بصدر عزاها
هـدأوا فـانبرت لـتلقي عـليهم خطبة ! ليس غيرها يـوتاها
حـمدت ربّهــا وأثـنت عـليه ثـمّ صـلّت على المكرّم طه
وعلى اسم النّبيّ عادت بروق الــوجد تستمطر الـعيون نداها
ثمّ إذ أمسكوا جرت في خـطاب وكـأنّ النـّبـيّ يملي يـداها
طاف فـي مجمع الزّمان وردّت ثائرات الـقرون رجع صداها
وعلى ذلـك الهـدير اسـتقامت خـطّةالـدّين باتّجـاه هداها
وستبقى الزّهـراء في كلّ عـصرٍ يقتفى الثّائرون نهـج رؤاها
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات