كرامة لأبي الفضل العباس
ذكر العلامة الكبير الشيخ عبد الرحيم التستري الذي هو من تلامذه شيخ المشايخ و أستاذ الأساتذه آية الله العظمى الشيخ المرتضى الأنصاري الذي هو نابغة الدهر و غره العصر قال الشيخ العلامة المتقدم:
قد زرت سيد الشهداء ثم تشرفت بأعتاب أبي الفضل العباس لأحظى بزيارته و عندما وقفت أمام الضريح المقدس لأداء التسليم و الزيارة إذا رأيت أعرابيا قد جاء و معه غلام مشلول فربطه بالشباك المقدس و جعل أبو الغلام يتوسل بالعباس إلى الله سبحانه في شفاء ولده و بينا أنا أنظر إليه و إذا بالغلام ينتفض و يقوم و ليس به شيء من المرض و هو يقول شفاني العباس فانهارت عليه الناس يخرقون أطماره و يأخذون منها للتبرك و لما أبصرت ذلك دخلني هم و غم حيث أني كنت قد أكثرت التوسل بأبي الفضل للشفاعة في تحقيق أمرين أحدهما التوسعه علي لشراء دار و ثانيهما التوسعه علي للتشرف بالحج و بالرغم من كثرة التوسل لم ينجز مطلوبي فتقدمت نحو الضريح المقدس و عاتبت أبا الفضل بعتاب و قلت له أني أحمل علمكم و أقدركم تقدير العارفين بفضلكم ثم أرفع إليكم ما أرغب أن يكون فلم ترعوني بعين العناية و لم تستجيبوا لي و يأتيكم من الاعراب من لا يعرف قدركم كما هو و يستجير بكم فتجيرون و يطلب منكم شفاء لم يقدر عليه أحد إلا بواسطتكم المقدره عند الله فيشفى في وقته و يعافى في حينه و هذا مما يوجب لي الغم و يحملني ما لا احتمل من الغم ثم التفت إلى نفسي فرأيت أني قد أسرفت فيما صدر مني من معاتبه أبي الفضل فاستغفرت الله و أنبت إليه و اعتذرت مما صدر مني من سوء أدب و انصرفت و عدت إلى النجف و لما وصلت داري قيل لي إن الاستاذ طلبك و هو أستاذ الكل و شيخ المشايخ وحيد عصره الشيخ المرتضى الأنصاري و هو إذ ذاك شيخ الطائفة فأسرعت إليه و سلمت عليه و سلم علي ثم أخرج لي صرتين و قال لي هذا ما طلبته من أبي الفضل العباس اجعله في شراء دار و في حج بيت الله الحرام و هذا هو الذي كنت قد طلبته من أبي الفضل فكان عجبي من معرفة أستاذنا الشيخ المرتضى بما كان مني و بأصل الأمر مما زادني علما بما للشيخ من المفضل من مقام سام و شأن رفيع عند الله و عند أوليائه.
_________________
السلام عليك يا أبا عبد الله الحسين
المفضلات