عندما تضيق الدنيا بما رحبت ... ماذا نحتاج ؟
عندما تكشف لنا عن أنيابها , وتزلزل عيشنا بكوارثها ومصائبها نحتاج عندها على سلاح الأقوياء ...
نحتاج إلى الصبر ....
وليس معنى ذلك أن نذرف الدموع دما ونبكي الليل والنهار حزنا .
نحتاج الى الصبر من اجل ان نستمر وتستمر حياتنا , ويستمر انتاجنا و عطاؤنا بلا توقف ولا تواني ,بمعنى : ان لا يتسرب الضعب والخيبة والانهزام الى نفوسنا , ان نقاوم الازمات , ونواجه الالم والمحن بثبات وصبر قاهرين .
قال تعالى : ( وجعلنا منهم أئمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون ) .
الصبر ... ان تعمل جهدك كله في الحصول على ماتريد وان تمارس كل الادوار من اجل ان تصل الى ما تحب لتتعلم كيف تعيش ؟ وكيف تنازل الصعاب بلا تأفف ومكابرة وتذمر .
ان نطرق كل الأبواب ونقحم انفسنا بكل السبل والطرق , فالصبر ..هو تجاوز الواقع المرير إلى واقع أفضل منه فلابد إذا إن نتجاوز في مفهومنا للصبر معناها السلبي إلى المفهوم الايجابي الذي نصل به الى الجزاء العظيم
قال تعالى : ( انما يوفي الصابرون اجرهم بغير حساب )
في كربلاء ... الكل مثل الصبر باروع حلية وازين لباس وطريقة . .
الحسين ( عليه السلام ) صبر حتى عجز الصبر عن صبره في المواقف الصعبة ولحظات المخاض الرهيبة ؛ كان الامام الحسين ( عليه السلام ) صابرا محتسبا متوكلا على ربه واثقا به .. هاهو يرمق ببصره نحو معسكر العدو واذا هو كالسيل الهادر يحطم كل ما يلقاه في طريه .
توجه عليه السلام متضرعا رافعا يديه صواب السماء قائلا :
( اللهم انت ثقتي في كل كرب , ورجائي في كل شدة وانت لي في ما نزل بي ثقة وعدة , كم من هو هم يضعف الفؤاد , وتقل فيه الحيلة ويخذل فيه الصديق , و يشمت فيه العدو , انزلته بك وشكوته اليك رغبة لي اليك عمن سواك , فكشفته وفرجته فانت ولي كل نعمة وصاحب كل حسنة ومنتهى كل رغبة )
كم كان حجم الصبر في فؤادك يا حسين بعد ان ايقنت بقتل اصحابك واهل بيتك ؟ ..
ماحال قلبك المفطور حزنا على شبيه جده علي الاكبر وهو يتقدم ساحة المعركة يتقدم للقتال مواسيا بروحه دونك ؟
إن صبر الحسين عليه السلام لايحد بمدى ولا يقنن بمستوى فصبره مدرسة الحياة فكل حبيب يفني لاجل الحبيب وكل غالي رخص امام الهدف الاول هكذا عبر الامام الحسين بمواقفه وصبره و تحمله , ليقدم المزيد من المقربين خالصه لوجه الله تعالى . .
فلم يسجل الامام الحسين عليه السلام في مواجهته للازمات الصعبة ادنى درجات الضعف و الهزيمة , بل ارقى درجات القوة و الانتصار
فل نتعلم من الامام الحسين عليه السلام .
المفضلات