الرَحِيل عَنْ الدُنيَا
كانَتْ فَاطِمَة كشَمْعَة تتوَهَج وَتحْترِق وَتذْبُل ثم يَخْبو نورُهَا شَيْئا فشَيئا
لمْ تَسْتَطِع البَقَاء بَعْدَ رحِيل أبِيْها وتَنَكُر الزَمان لهَا
كانَتْ أحْزَانُها تتجَدَدْ كلَما ارْتَفع الأذان يَهْتف
أشْهَدُ أنَّ محَمَد رَسُول الله
كانَتْ تُرِيد اللِّقَاء بأبِيها وكانَ شوقها يَسْتمِر يومَا بعدَ آخر
وهَزل جِسْمُها ولم يَعُد يحْتَمِل شَوْق روحَها إلى الرَّحِيل
وهكَذا ودَّعَتْ الدُنْيَا
ودَّعَتْ الحَسَنْ بسَنَواتِه السَّبْع
والحُسَيْن بِأعْوَامِه السِّت وزَيْنَبْ بِسَنَواتهَا الخَمْس
وأمُّ كَلثوم ورْدَة في ربِيعِها الثَّالِث
وكانَ أصْعَب مافي الوَدَاع أن تودِع زوجهَا وشَرِيك أبِيهَا في الجِهَاد
وشَرِيك حَيَاتهَا
أغْمَضَتْ عَينيْهَا بعْدَ أنْ أوصَت زوجهَا بأطْفَالها الصِغَار
كَمَا أوْصَتْه أنْ تُدْفَن سِرًا
ومَا يَزَال قَبْرُ الزَّهْرَاء مجْهُولًا
فَتَرْسم عَلامَة اسْتِفْهَام كُبْرى في التَّارِيخ
عظم الله اجوركم ياموالين بذكرة استشهاد مولاتي وسيدتي فاطمة الزهراء عليها السلام
المفضلات