بسمه تعالى

كنت أحد ضحايا التوقيع قبل القراءة وأعني بذلك أيام دخولي لمعترك الامتحانات حيث كانت سجيتي على خلاف غيري ، فمجرد أن تقع عيني على الأسئلة أقوم بتدوين الإجابة مخافة أن تتبخر الأجوبة من ذهني فتحدث انتكاسة تعجل بي إلى السقوط أو إحراز درجات ضئيلة لا جدوى منها !! حتى أنه ذات مرة وبينما أنا أشرع في الخروج من باب قاعة الامتحان ناداني المراقب بصوت عالي كدت أقع من طولي فأدرت له ظهري مجيباً : ماذا حصل ؟ قال لي : تعال يا بني أتريد أن تسقط في الامتحان ؟ أجبته : وليش يا كافي الشر !!؟ قال : أكتب أسمك ووقع على ورقة الإجابة قبل أن تقرأ الأسئلة فضحك الطلاب عليّ وقمت بتسجيل إسمي وقلت في نفسي : توبة أعيدها !!
أخي العزيز ، هناك ثمة أمر آخر وهو استلامك لورقة الكاشيير ( الصراف ) عندما تشتري بضاعة من محل تجاري أو محل لبيع الأدوات المنزلية وما شابه وبمجرد أن يسلمك الصراف ورقة المبايعة التي تحمل تكاليف بضاعتك على الفور تقوم وقبل أن تنظر إلى الورقة بدفع ثمن البضاعة دون تساؤل وتخرج وتقوم برمي الورقة في أي مكان فلا داعي للنظر إليها فالمهم أنك خرجت من الطابور الطويل وحملت بضاعتك في شنطة السيارة ولفظت أنفاسك قليلاً من دوي ثرثرة المرأة وصراخ الأطفال !! مع أن هناك فرصة سهلة للصراف أن يسلبك دون أن تشعر به رقماً صغيراً ذو قيمة دسمة يزجه بين أرقام المشتروات ويا عقل ما أدراك !!
هناك الكثير من الأشياء التي نفقد فيها تركيزنا ولا نوليها اهتمامنا وهي من الضروريات التي يجب أن نراعيها ولا نتعجل التوقيع قبل القراءة 0
أتمنى أن نأخذها بعين الاعتبار حتى لا نندم على ما مضى
أخيكم
يوم سعيد