وهذه اضافة أخرى ..
عذرا .. ولكن لأهمية الموضوع ،،
تعد ملازمة كربل تانل من أشيع الأسباب لحدوث التنميل باليد، ولكي نتعرف على طبيعة المرض يجب أن نتعرف أولاً على تركيب اليد والأعصاب المغذية لها حيث تتركب اليد من مجموعة من العضلات الصغيرة تغذيها الأعصاب المتحمكة فى عضلات اليد والمسئولة عن الإحساس وهى: العصب الأوسط Median nerve، العصب الزندى Ulnar nerve، العصب الكعبرى Radial nerve .
وتنقسم الكف والأصابع إلى نصفين من حيث الأعصاب التى تغذيها إلى الإبهام والسبابة ونصف الوسطى ومعها ثلثى الكف الموجود على نفس الناحية ويمدها العصب الأوسط، أما الخنصر والبنصر ونصف الوسطى وثلث الكف على نفس الناحية ويمدها العصب الزندى، أما العصب الكعبرى فيغذى جزء صغير من ظهر اليد تحت الإبهام، وتدخل الأعصاب إلى اليد من الذراع إلى كف اليد من خلال قناة مكونة من عظيمات رسغ اليد على الجانبين ويصل بينهما من الأعلى الرباط الرسغى Wrist ligament وهو عبارة عن نسيج ضام سميك موجود حول رسغ اليد من ناحية باطن الكف فيما يشبة السوار على رسغ اليد وتمر من خلالها العصب الأوسط Median nerve وينشأ المرض نتيجة الضغط على هذا العصب. (1)
معدل الحدوث:
تمثل نسبة حدوث المتلازمة 5,8% من الناس وهى تصيب النساء أكثر من الرجال. (2)
أسباب حدوثها:
إن السبب فى حدوث المتلازمة هو الضغط على العصب الأوسط الواصل إلى اليد مما يسبب الشعور بالألم والتنميل ويتأثر الإحساس فى الكف عند الحركة ويكون ذلك بسبب زيادة السُمك فى الرباط الرسغى Wrist ligament الذى يسبب الضغط على العصب (وكأن الشخص مرتدى سوار سميك ضاغط على الرسغ ). ولا يوجد سبب واضح لحدوث المتلازمة وإن كانت أكثر إنتشاراً بين الفئات التالية:
*فى النساء خلال فترة الحمل ويرجح أن السبب هو حدوث تورم باليدين مما يشكل ضغط على العصب.
*مرضى السكرى Diabetes حيث يؤثر السكرى على الأعصاب الطرفية مما يؤدى لحدوث المرض.
*مرضى الغدة الدرقية Thyroid condition وذلك أن حدوث إنخفاض فى هرمونات الغدة الدرقية Hypothyroidism أو إرتفاع في مستوى الهرمونات Hyperthyroidism ممكن أن يؤدى إلى زيادة سُمك الأربطة نتيجة ترسب المواد (الميكوبولى سكاريد Polysaccride) فى الأنسجة الضامة عموماً نتيجة الخلل فى التمثيل الغذائى والناتج عن إضطرابات هرمونات الغدة الدرقية المسئولة عن ذلك .
*مرض الروماتويد Rheumatoid arthritis وذلك بسبب حدوث إلتهابات فى المفاصل وخصوصاً الصغيرة مما يؤدى إلى إصابة العصب المجاور وإلتهاب الأربطة .
*مرض العملقة Acromegaly وينتج المرض من وجود ورم حميد بالغدة النخامية Pituitary adenoma مما يؤدى إلى زيادة إفرازات هرمون النمو وذلك بعد إكتمال النمو مما يؤدى إلى تضخم الأعضاء والأربطة وحجم كف اليد مما يزيد الضغط على عصب اليد. (3)
الأعراض:
تبدأ الأعراض فى الظهور بشكل تدريجى ولكن دون وجود سبب مثل وجود كسر برسغ اليد مثلاً، ومن هذه الأعراض:
*العَرض الرئيسى هو حدوث ألم فى كف اليد فى صورة وخز (تنميل(Numbness , tingling ويظهر فى ناحية الإبهام والسبابة وإن كان يمتد غالباً فى كف اليد كله، ويشبه الألم سريان تيار كهربائى فى اليد وكأن الإنسان تعرض لصدمة كهربائية فى كف يده .
*يزداد الشعور بالألم والوخز ليلاً أكثر منه نهاراً وقد يصبح من الشدة يحيث يوقظ المريض من النوم .
*يظهر الألم واضحاً عند أداء الأنشطة اليومية والتى تتطلب الإعتماد على إستخدام اليد مثل الإمساك يسماعة التليفون، القيادة، الكتابة .........إلخ .
*أحياناً يمتد الألم ليشمل الذراع كله أيضاً .
*فى البداية يأتى الألم فى صورة نوبات متفرقة من الشعور بالألم تذهب وتجىء ثم مع تطور الحالة يصبح الألم طوال الوقت .
*عند تفاقم الحالة تضعف عضلات اليد وتقل قدرتها على أداء الأعمال الدقيقة مثل: ربط الأزرار والإمساك بالقلم وما نحو ذلك .
*مع التقدم الشديد فى الحالة تبدأ عضلات اليد فى فقدان كتلتها وتبدأ فى النحول نتيجة ضعف العصب المغذى لها muscle waste. (4)
الفحوصات:
*عند تفاقم الحالة يجب عمل مقياس لقدرة العصب على توصيل الإشارات الكهربية الصادرة إليه من المخ للعضلة فيما يعرف ب Nerve conduction velocity NCV لمعرفه مدى تأثر وظيفة العصب، مع عمل تخطيط لمدى قدرة العضلات على الإستجابة للإشارات ومدى قوة العضلة ويعرف ب Electromyography، وذلك لتحديد مدى الضعف الذى أصاب العصب والغضلات وبالتالى كيفية العلاج .
ويتم هذا الإختبار عن طريق توصيل أجهزة معينة بعضلات اليد التى يمدها العصب المُختبر ثم تتم إستثارة العصب وتسجيل إستجابة العضلات للمؤثر ويتم تسجيل هذا بواسطة جهاز كمبيوتر وذلك لمقارنته بالمعدل الطبيعى ومن ثم تحديد نسبة الضعف.
*عند الشك بوجود مرض عضوى أدى إلى حدوث المشكلة وذلك لوجود أعراض أخرى ترجح وجود مرض عضوى نحاول الكشف عن السبب، مثل:
* قياس نسبة السكر فى الدم Blood glucose level عند الشك بوجود السكرى.
* قياس نسبة هرمونات الغدة الدرقية.
* الكشف عن وجود عامل الروماتويد Rheumatoid factor، ANA فى حالة الشك بوجود الروماتويد.
* عمل أشعة مقطعية على المخ فى حالة الشك بوجود ورم بالغدة النخامية.
العـــــــــلاج:
يوج نوعان من العلاج هما العلاج التحفظى Conservative treatment، والتدخل الجراحى Surgical intervention:
أولاً: العلاج التحفظى:
و يستخدم فى الحالات البسيطة ويكون ذلك بواسطة:
1.إستخدام دعامة لرسغ اليد Brace or splint خلال النوم لتحفظ اليد فى الوضع الطبيعى مما يقلل من الضغط على العصب كما يمكن إرتدائها خلال أداء الأعمال اليومية، كما يجب التقليل من الأنشطة التى تؤدى إلى ظهور الأعراض .
2. العلاج الدوائى من خلال إستخدام المسكنات مثل البارسيتامول Paracetamol لتسكين الألم مع الحرص على تجنب الحركات والأعمال التى تزيد من الألم قدر المستطاع .
3. إستخدام حقن الكوتيزون الموضيعية Corticosteroid injection لتقليل الألم ولكن الأعراض تعاود مرة أخرى للظهور بعد إيقاف العلاج.
ثانياً: التدخل الجراحى:
يتم اللجوء إلى الحل الجراحى فى الحالات الشديدة جداً والتى تؤثر على أنشطة الحياة اليومية للمريض ولم ينفع معها العلاج التحفظى، ويكون ذلك من خلال عملية بسيطة يتم فيها شق رباط الرسغ وذلك عن طريق عمل شق جراحى فى كف اليد عند منطفة الرسغ وعمل شق فى رباط الرسغ وهو يشكل سطح القناة التى يمر من خلالها العصب
و بذلك يتاح للعصب مساحة أكبر لتمدد ويزال الضغط عليه .
ويمكن عمل هذه العملية عن طريق المنظار من خلال فتح جراحى صغير جداً تدخل من خلاله كاميرا صغيرة جداً ويتم شق رباط الرسغ من دون فتح جراحى كامل .
و بعد الجراحة يتم رفع اليد وتحريك الأصابع قدر المستطاع وذلك لتقليل التورم باليد بعد العملية، ومضاعفات هذه العملية قليلة وأهمها وجود بعض الجروح الصغيرة مكان العملية تدوم بعد العملية لفترة.
و تعتمد درجة نجاح العملية على درجة تأثر العصب وطول مدة الإصابة حيث تقل نسبة الشفاء إذا ما طالت المدة بحيث تأثر العصي كثيراً فيكون معدل لشفاء بطىء، أما إذا قصرت المدة يكون معدل الشفاء أسرع.
الجديد فى الموضوع:
الجديد فى التشخيص:
*الكشف على العصب عن طريق إستخدام الموجات فوق الصوتية Ultrasonographic measurement وذلك بوضع الجهاز العالى الحساسية على منطقة عظيمة اليد Pisiform bone بجوار العصب الأوسط ثم الكشف عن مساحة القناة الرسغية وحجم مقطع- Cross section -العصب الأوسط، وتتم مقارنة حجم العصب بالحجم الطبيعى للوقوف على درجة الإصابة، وقد أثبتت هذه الطريقة دقة فى التشخيص.
الجديد فى العلاج:
*العلاج بإستخدام الموجات فوق الصوتية U/S وبإستخدام أشعة الليزر Laser، وذلك من خلال عمل جلسات يتعرض فيها العصب لأشعة الموجات فوق الصوتية (1 ميجاهرتز لمدة 15 دقيقة / الجلسة الواحدة) - (1 MHz , 1.0 w / cm2, pulse 1:4 , 15 min / session )، أو التعرض لأشعة الليزر- 9 جول - فى خمس مناطق متفرقة من اليد (low level Laser therapy - 9 joules-830 nm infrared Laser at 5 points) وذلك 5 جلسات فى الأسبوع، وقد أثبتت هذه الطريقة فاعلية فى شفاء الآلآم وتحسين قدرة العصب بعد ضعفه وذلك حيث يعمل على تنشيط العصب وتصلح هذه الطريقة فى الحالات الخفيفة والمتوسطة لشدة فقط.
*من الطرق الفعالة فى العلاج هى حقن الكورتيزون Corticosteroid ويتم حقنها فى كف اليد فى المنطقة تحت خطوط الكف بسنتيمتر واحد ويؤدى إلى تحسن الحالة ولكن تعاود الأعراض فى الظهور بعد إيقاف العلاج.
*أثبتت الدراسات أن العلاج التحفظى قد حقق نتائج جيدة فى المرضى، وأن 11,4% منهم لم يحتاجوا إلى التدخل الجراحى وأختفت هذه الأعراض منهم ولم تعاود الظهور.
المفضلات