بسمه تعالت قدرته
للشيخ جوادي املي
...معجزة زمزم

لقد نبع ماء زمزم ببركة أسرة إبراهيم الخليل (عليهم السلام)، وذلك لأنه عندما جعل ذلك النبي ـ بأمر الله سبحانه ـ طفله الصغير مع أمه هاجر بأرض مكة الجرداء، ولما عطش الطفل، فإنّ أمه المبتهلة ترددت بين جبل الصفا والمروة سبع مرات بحثاً عن الماء، وهي تردد على شفتيها «هل بالبوادي من أنيس». وفجأة شاهدت الماء ينبع من تحت قدم الطفل(1).
وبحسب بعض الروايات فإنّ إبراهيم (عليه السلام) حفر هذا البئر بأمر الله سبحانه(2). وبعد استيلاء قبيلة خزاعة على مكة ردمت هذه البئر، وفي زمان توليه عبد المطلب، أُمر النبي بحفرها وفتحها مجدداً(3).
وما زال ذلك الماء ينبع أيضاً بعد آلاف السنين، على الرغم من حفر آبار جديدة أولاً، وثانياً فإنّ مكة المكرّمة ليست أرضاً يصيبها المطر والثلج حتى يكون فوران زمزم على أساس ﴿فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الأَرْضِ﴾(4). وبناءً على هذا فالجدير بنا ـ نظراً لفوران زمزم، واستمرار هذا الفوران آلاف السنين في مثل تلك الأرض، وكذلك اتخاذه للشفاء، وصيانته من الفساد، حيث أنّ كلّ واحد منها يُعدّ من المعاجز ـ أن نعرف أنّ زمزم لوحده من «الآيات البينات».
قال الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم»(5). وكان بعد أن يشرب ماء زمزم يقول: «اللهم إنّي أسألك علماً نافعاً ورزقاً واسعاً وشفاءً من كلّ داء وسقم»(6). وقال الإمام الصادق (عليه السلام) بشأن كون زمزم للشفاء: «ماء زمزم شفاء من كل داء»(7). ولهذا يستحب مؤكّداً أن يأخذ زائروا بيت الله الحرام مقداراً من ذلك الماء، ويدعون كما دعا رسول الله: «اللهم أجعله علماً ...»(8).



1ـ الكافي، ج4، ص202.
2ـ المصدر نفسه، ص205.
3ـ المصدر السابق، ص219 و 220.
4ـ سورة الزمر، الآية 21.
5ـ الكافي، ج3، ص246.
6ـ المصدر نفسه، ج4، ص250.
7ـ المصدر السابق، ج6، ص387.
8ـ المصدر نفسه، ج4، ص430.
المصدر: «صهباي حج، ص283»، «صهباء الحج».