القطيف: 12 سيدة يحاربن العنوسة بـ «جمعية للخاطبات»

الدمام - شادن الحايكالحياة - 19/04/08//
أدى ارتفاع نسبة العنوسة في محافظة القطيف،التي تقدم بنحو 65 في المئة، إلى تشكيل نحو 12 سيدة في المحافظة أخيراً،«جمعية» للخطَّابات،من أجل التنسيق في ما بينهن في مجال عملهن، وتوسعة نشاطهن في المحافظة،لتشمل مدن القطيف وقراها كافة، بداية من صفوى شمالاً، وانتهاءً بسيهاتجنوباً. ولا ينحصر التنسيق بين الخطَّابات في توفير طلبات زبائنهن، بليبحثن قضايا أخرى، تتصل بأمور الزواج مثل لجوء الرجال إلى «الزوجةالثانية» كحل لمشكلة العنوسة في المحافظة. وتقول الخاطبةأم علي، التي تتولى سكرتارية الاتحاد: «تغطيأنشطتنا جميع مدن القطيف وقراها، من صفوى شمالاً، إلى سيهات جنوباً، ونعقداجتماعات دورية، كل مرة في منزل إحدانا، للتشاور حول عدد من الأمور التيتهم نشاطنا»، موضحة«ربما لا يتوافر طلبالشاب أو الفتاة لدي، ويتوافر مع واحدة من زميلاتي الخطّابات في مدينةأخرى، وتساعدنا هذه الاجتماعات على توفير طلبات من نتعامل معهم». ولا تنحصر أجندة اجتماعات خطَّابات القطيف على توفير طلبات زبائنهن، فهنيبحثن قضايا أخرى، تتصل بأمور الزواج، منها العنوسة، التي تؤكد أم عليأنها«أكثر ما يؤرقنا». وتقدر أن نسبةالعنوسة في القطيف «فاقت الـ65 في المئة، وهي نسبة كبيرة، وتحتاج إلى وقفةمن جانب المجتمع والعلماء، للتعرف على الأسباب ومحاولة إيجاد الحلول».

وترى أن غالبية أسباب العنوسة تكون«بسبب إعراضالفتاة عن الزواج، سعياً منها وراء الشهادة، أو المنصب، وما أن تحصل علىما تريد، حتى تدرك متأخرة أن قطار الزواج قد فاتها، وعليها اللحاق به»، مشيرة إلى أن بعض الآباء«يرفضونتزويج بناتهم، خصوصاً إن كن موظفات، وقد حصل هذا مع أربع شقيقات موظفات،لم يتزوجن إلا بعد بلوغهن سن متأخرة، وبعد وفاة الأب، وقد تدخلنا في هذهالأمور، بالتعاون من مشايخ، إذ يقومون بالحديث مع أولياء الأمور حول وضعبناتهم، وكثيراً ما كنا نُوفق في ذلك»، موضحةً أن«نسبةتسعة في المئة من الآباء يرفضون النظرة الشرعية، وفي بعض الحالات نقومبإقناع الأب، خصوصاً إن عزفنا على وتر الطلاق من اليوم الأول في حال لم يرالخاطب من يريد التقدم لها».

كما بحثت الخطَّابات في أحد الاجتماعات التي عقدنها أخيراً،موضوعالزوجة الثانية، التي أصبحت «ظاهرة، فالكثير من الرجال المتزوجين يتصلونبنا، طالبين الزواج للمرة الثانية، وكثيراً ما يقع اللوم علينا نحنالخطابات، مع ان الزوج إن فكر في الزوجة الثانية، فلن يعيقه عدم وجودخطابة»، مستدركة أن«الحياة كالميزان، ولا بد أن تتعادل كفتاه، لذا الزواج الثاني قد يعد حلاً مناسباً لمسألة العنوسة،لأن عدد الإناث يفوق عدد الذكور». وتحمل أم علىكارتاً أنيقاً، يحمل صورة عروسة وعريس، وخاتمي خطوبة، مُطرزين بآية قرآنية تحث على الزواج. ويحمل هذا الكارت اسمها. وأم علي، بخلاف الصورة النمطية للخاطبة، امرأة فيالعقد الرابع من العمر، تزوجت قبل أن تُكمل عامها الـ15، ولديها اليوم ستةأبناء، وبدأت مهنة الخطابة وعمرها لم يتجاوز الـ20 عاماً، ولا تستطيع حصرمن ساهمت في زواجهم. وتقول: «لم أكن اجتماعية، أوأحب مخالطة الناس، وكانت البداية عندما طلب مني أحد أشقائي أن أخطب لهابنة جيراننا، وان أذهب لرؤيتها بما أنني أخته الكبرى، وتوجهت بالفعل إلىمنزلهم، وتحدثت عن الأمر مع أختها الكبرى، كي تأخذ رأي شقيقتها، ومن ثمالتقدم بشكل رسمي بعد الحصول على الموافقة. وتم الزواج بينهما، وبعدهاحدثني أخي عن أحد أصدقائه، وانه يريد الزواج، وبالفعل قمتُ بذلك أيضاً،وتوالت بعدها الطلبات، بعد أن تم كسر حاجز الرهبة الاجتماعية لديّ فيالمرة الأولى، وكانت خطبة أخي بمثابة فاتحة خير بالنسبة لي، لأدخل في هذاالمجال» وتشير أم علي إلى أن شروط البنات «أصبحت أكثر من ذي قبل، فالبعضيسعى للزواج والستر، والبعض الآخر يسعى للمال، وأخريات يسألن عن الوسامة». أما الرجال فتقول عنهم: «المهم بالنسبة لهم أن تكون موظفة، أو حاصلة علىشهادة تؤهلها لوظيفة، إضافة إلى الشروط المطلوبة في المظهر الخارجي».

من ايميلي