اللهم صلي وسلم وزد وبارك على محمد وال محمد
سلام الله على ابا الحسنين
الله يعطيك العافية
وجزاك الله خير الجزاء
مبدأ النجاة في موقف الدعوة بالامام
روي في بصائر الدرجات عن الامام الصادق (عليه السّلام) قال: لما نزلت هذه الآية «يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ» قال المسلمون: يا رسول الله ألست امام الناس كلهم اجمعين؟
فقال (صلى الله عليه وآله): انا رسول الله الى الناس اجمعين ولكن سيكون بعدي ائمة على الناس من الله من اهل بيتي، يقومون في الناس، ويكذبون ويظلمهم ائمة الكفر والضلال واشياعهم.
وبعد ان اخبر (صلى الله عليه وآله) المسلمين بوجود ائمة هدى وائمة ضلال بعده، قال معرفاً المسلمين بواجبهم تجاه ائمة الهدى: ألا ومن والاهم واتبعهم وصدقهم فهو مني ومعي وسيلقاني، ألا ومن ظلمهم واعان على ظلمهم وكذبهم فليس مني ولا معي وانا منه بريء.
هذه طائفة من النصوص الشريفة الواضحة في بيان هذا الموقف من مواقف يوم القيامة، فهي تصرح بان كل اناس يحشرون يوم القيامة مع من اتبعوه سواء كان من ائمة الهدى او من ائمة الضلال فيكون مصيرهم مصير من اتبعوه او اتخذوه اماماً.
روي في كتاب المناقب عن الصادق (عليه السّلام) انه خاطب شيعته قائلاً: ألا تحمدون الله اذا كان يوم القيامة يدعى كل قوم الى من يتولونه، وفزعنا الى رسول الله وفزعتم انتم الينا، فالى اين ترون ان نذهب بكم؟ الى الجنة ورب الكعبة، قالها ثلاثاً.
وروي في تفسير يوسف القطان عن شعبة عن قتادة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في الآية المتقدمة، قال: اذا كان يوم القيامة دعا الله عزّ وجلّ ائمة الهدى ومصابيح الدجى واعلام التقى امير المؤمنين والحسن والحسين ثم يقال لهم: جوزوا الصراط انتم وشيعتكم وادخلوا الجنة بغير حساب.
ثم يدعو ائمة الفسق - وان والله يزيد منهم - فيقال له خذ بيد شيعتك الى النار.
والحقيقة المحورية المستفادة من هذه النصوص الشريفة هي ان سبيل النجاة في هذا الموقف يوم القيامة يبدأ من هنا، من الحياة الدنيا.
ويكون ذلك بالتحلي بأعلى مراتب اليقظة فيما يرتبط بقضية معرفة الامام الذي يدين الى الله بالتمسك بولايته واتباعه.
فلا يتبع المرء إلا من يؤمن عن يقين واطمئنان بانه الامام المنصوب من قبل الله ورسوله والمرضي عندهما.
*******
قصة اهل مبايعه الضب
جاء فيها انه لما اراد امير المؤمنين (عليه السّلام) ان يسير الى الخوارج في النهروان استنفر اهل الكوفة وامرهم ان يعسكروا في المدائن.
قال الاصبغ بن نباتة: فسرنا يوم الاحد وتخلف عمر بن حريث في سبعة نفر هو ثامنهم.
وكان هؤلاء من المنافقين وفيهم بعض من تزعّم فيما بعد جيش قتلة الامام الحسين (عليه السّلام) كشبث بن ربعي.
اعتذر هؤلاء المنافقون وقالوا: يا امير المؤمنين ائذن لنا اياماً حتى نقضي حوائجنا ونصنع ما نريد ونلحق بك ونوفي بعهدك.
قال الاصبغ: قال هؤلاء النفر: نتنزّه فاذا كان يوم الاربعاء لحقنا علياً.
فذهبوا الى مكان بالحيرة تسمى الخورنق، فبينا هم يتغذّون ويشربون الخمر اذ خرج عليهم ضب (وهو الحيوان الصحراوي المعروف)، فامروا غلمانهم باصطياده فصادوه واتوهم به، وهنا اعلنوا خلعهم علياً (عليه السّلام) ومبايعة هذا الضب اماماً لهم سخرية واستهزاءاً.
قال الاصبغ بن نباتة: فاخذه عمر بن حريث، فبسط كفاً وقال: بايعوه، هذا امير المؤمنين!
فقال هؤلاء المنافقون للضب سخرية: انت والله امامنا، بيعتنا لك ولعلي بن ابي طالب، وانك لأحب الينا منه.
قال الاصبغ بن نباتة: ثم ارتحلوا ليلة الاربعاء، فقدموا المدائن يوم الجمعة وامير المؤمنين (عليه السّلام) يخطب، فلما دخلوا المسجد نظر (عليه السّلام) اليهم فقال: يا ايها الناس، ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) اسرّ إلي ألف حديث في كل حديث ألف باب، لكل باب مفتاح.
ثم قال (عليه السّلام) بعد هذه المقدمة المبينة لمنبع علومه: واني سمعت قول الله جلّ جلاله «يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ» واني اقسم لكم بالله ليبعثن يوم القيامة ثمانية نفر يدعون بامامهم وهو ضبّ ولو شئت ان اسميهم لفعلت.
قال الاصبغ بن نباتة رضوان الله عليه: فلقد رأيت عمر بن حريق ينتفض كما تنتفض السعفة حياءً ولؤماً، ثم ان هؤلاء المنافقين قالوا له (عليه السّلام): قد افلحنا اذ بايعنا الله معك يا امير المؤمنين.
قال (عليه السّلام): وكيف تكونون معي وقد خلعتموني وبايعتم الضبّ، والله لكأني انظر اليكم يوم القيامة والضبّ يسوقكم الى النار.
الله يعطيك الف عافيه خيي ابو باسم
ورحم الله والديك ببركة الصلاة على محمد وال محمد
اللهم صلي على محمد وال ممحمد وعجل فرجهم
عماد علي
يعطيك العافيه
رحم الله والديك
نور الهدى
أم الحلوين
كميل الفضلي
sweetmagik
كل الشكر لكرم التواجد الغالي...
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات