بسمه تعالى
كنتُ خجِلاً أن أدخلَ عليكم عاريَ اليدين
حتى أنّي أطلقتُ سراح ذكرياتٍ كانت محبوسةٌ في مجلّدي بالجهاز
وهي نسجٌ قديم من قماش شعوري ، أتمنى أن يحوز رضاكم :
.: أسطورة في دفتر العمر :.
أتأملُ جفافَ قلميَّ الحر..
أُطاردُ حرفهُ أينما يكون
مثلي ، جائعٌ اشتهى السكّر..
يرتجي طعمه من نحرِ أعناقَ الليمون
تُلاحِقُني الدَّهشةَ من أقاصي لغزْ
عجبا !
ما خطبُ تيهي بين جثثهُ الصمْ ؟
أستنشقُ دوي نواحهم ..
وأشمُّ حقيقة هذا النشيج ..
وما هيَ إلا شدواً يستفزهُ الجنون
لا يزالُ فتات الحكايات في جثمانِ قلميَّ البدين
حبره متخّمٌ بلغةِ الإزعاج
يحاصره العمرَ الأول ..
خلفَ جدران الغيب ..
في حاوية عمري الأخير ..
ربما في السنين العذارى ..
رمادٌ أسودٌ وراءَ الاستنتاج ، ووحشيةٌ ترعبُ الشجون
وقد كانت ثمة أساطير التي ربما صقلت
وحش القصص على منصة الإجرام
آهٍ .. كيفَ يتألقُ الوحشُ أمامَ حشدٍ حنون ؟
هوَ نحيفٌ يهرولُ بمخالبِ الشهوة
غداةَ يعبرُ أعواماً .. يزاول الفنون
..........
قلمي هنا ، يستقطبُ أبجدية الاضطهاد
فأطلقُ منه عفريتَ الحبرِ ..
يعدو على الورقِ المرهف
إنَّه يحملُ حروفاً ثُكلى ..
يُطمئِنَهم السطرُ المسجون
مسكينٌ هذا الورق
سيحرقُ اللون الأبيض مقبرةَ أحزاني قبلَ إتمام القصيدة
فقبلَ وصول كلمة الختام ستتوتر أعصابُ الشجرِ من حولي
وتموتُ فيهِ الغصون ..
ودربي يرسلني جهةِ الضياع
وكياني مازال خصبٌ لنموَّ الحسرات فيهِ
آهِ ... كيف يدللني القهر ؟!
كيف يسحقني انسياب زفير الهلوسة ؟!
وكأنَّ توأمي الخطيئة
وصدري قفصُ خفاشٍ توسده الظنون
تحياتي المعطرة
أخوكم / بكاء القلم
2006 م
المفضلات