مناطق قطيفنا ........أم الحمام

[عبود 16]

مع هناس والله بلشة وحيرة

واحد يقول أفضل القوع والثاني الديرة

شافوني وقالوا أحكم بينا بعقل وبصيرة

قلت يربع بلدتنا قرية صغيرة

لا تشبوا فيها بخلافكم حريقه كبيرة

وكلنا أخوة وأولاد عم وأهل وعشيرة



أم الحمام السلاحف الرفيعةكلها أسماء عزيزة وغالية علينا جميعا كيف لا وهي تعني وتخص بلدنا ومكان سكنى أهلنا ومسقط رؤوسنا ومحل ولادتنا ومرتع صبانا إنها تلك القرية الوادعة الآمنة إنها أرض البساتين اليانعة والعيون العذبة إنها أرض الأجاود الكرام إنها أرض الأصالة والتراث والحضارة أرض العلماء والرجال الذين سطر التاريخ ذكراهم بالفخر والعزة والبطولات ضد هجمات المعتدين والغاصبين


وأحب أخي الكريم أن أضيف لما ذكرته بعض المعلومات مما سمعته أو شاهدته وبالخصوص بالنسبة لمكان الرفيعة حيث كان يسكن أهل البلدة قديما فالمنطقة كانت شرق منطقة الإسكان أي إسكان القطيف إلى غاية خزان الحمام الموجود حاليا التابع لمصلحة المياه والري


كان أول ما يقبلنا عندما نتجه نحوى الغرب من ناحية القوع طعس كبير ومن بعده مايشبه السهل أو المنخفض حيث كانت هناك بعض الآثار القديمة والبارزة على الرمال بالإضافة لقطع الخزف الكثيرة وآثار بير قديمة وقد سمعت من الوالد رحمة الله عليه إن هناك قنوات تحت الرمال تنقل المياه وكانوا ينظفوها من الرمال على ضوء الفوانيس وكانت بها فتحات ترتفع لفوق الرمال لدخول الهواء وقد شاهدت هذه القنوات عندما أزيلت الرمال حيث كنا نعلب الكرة هناك وكانت القنوات بعرض أكثر من متر وارتفاع مشابه بحيث إن الإنسان المتوسط الطول يمشى بداخلها بسهولة وكانت القناة التي شاهدتها تمتد من الشمال إلى الجنوب في موقع بيت أبو عارف هنيدي أو عماد المرهون أو هو قريب منهما ولكن للأسف لم يكن معنا آلت تصوير أو حتى اهتمام بالأمر ولا أدري كيف غفل عنه الكل ولم يوثق بالصور


فضاع كما ضاع الكثير من تاريخ المنطقة جهلا وتعمدا


السلاحف


إنها عين كبيرة ومياهها تتدفق بغزارة و بسرعة فائقة بحيث تقطع مسافات طويلة في وقت قصير وقد حدثني الوالد رحمة الله عليه إن أحد أهل البلدة داهمه البدو فدخل العين وفتح المجرى المتجه نحو البلد وطمس تحت الماء ومارفع رأسه لتنفس إلا وهو بالبلد مما يدل على سرعة وغزارة تدفق مياهها ولقد سمعت وأنا صغير استغاثة أهل قرية مجاورة يطلبون النجدة في إطفاء حريق شب في قريتهم ينادون أغيثونا ساعدونا يا أهل السلاحف مما يدل على شهرتها بالمنطقة


القوع


كانت القوع والزوجية (فريق الزويكية ) غير ماتبدو عليه الآن فقد كانت أرضها في أغلبها الأعم جبل أو مايشبه الجبل بصلابته وقد أتضح ذلك جليا عند حفر قنوات المجاري فقد بذل العمال الكوريون جهود مضاعفة لشق المجرى الذي وضعت فيه المواسير وكانت النخيل تحيط بها من كل ناحية وأنا أتذكر عندما كنت أسكن في سنة 1995 م في بيت إبراهيم معتوق عندما نصعد للمنور لتثبيت الأنتين للتلفزيون كنا نشاهد مايشبه البحر الأخضر يحيط بالقوع لكثرة النخيل والبساتين إلا إنها بدت تتلاشى في عصرنا الحالي ولم يتبقى منها سوى القليل للأسف الشديد


وكانت بها عددا من العيون مثل عين لبستين التي كانت تخصص نهارا لنساء وفي الليل لرجال وتشتهر بحرارة مياهها شتاءا وعين لشريفي وعين لوشاحي وعين العميري وعين ألفلف وعيون لعويسي وغيرها الكثير وعين لوقيف هذا بالإضافة لعدد آخر من العيون الخسيف فقد كانت توجد عيون كثيرة مثل عين تقع للشمال من عين لبستين في مكان بيت الحاج هاني العبد لله وأخرى في لعويسي مكان بيت الحاج مهدي الحايك وفي أبو الغربان صالة الكعيبي حاليا توج عيون اثنتين


وكان بالقوع مسجد واحد هو مسجد القوع وبمنطقة الزويكية مسجدان مسجد لشريفي ومسجد لوقيف وحسينية الحسنين القوع ( آل هلال )




ومن شخصياتها




المختار المرحوم على بن عبد الرحيم آل هلال




أنه جدي لأبي لم أراه لكني سمعت عنه الكثير لم أذكره هنا لأنه جدي بل لما سمعته عنه من المواقف المشرفة التي وقفها مع أهل بلاده



نعم لقد كان ممثلا السلطة آنا ذك لكنه كان اليد التي تحمي وتدفع عن أهل بلدته شر وجور السلطة وكان الشيبان وهم يتحدثون عنه يشعرونني بالفخر والاعتزاز لوجود مثل هذه النماذج في بلدتي فكيف وهم يتحدثون عن جدي



يقولون عندما كان ممثلو السلطة يأتون لأخذ أحد من أهل البلد كان يدخل قبلهم للمنزل ويخبي المطلوب بلفة في حصير أوتهريبه من مكان آخر ثم يرفع صوته مسمعا الشرطة وممثلا عليهم أسمعوا قلوا لفلان يسلم نفسه والله ما خليكم تلجوا ولفعلن وافعلن ثم يخرج للشرطة قائلا لهم أنه غير موجود وأنه يتعهد بإحضاره أو بمعاقبته وبذلك يرجعوا وينجوا أهل البلد من ظلمهم



وكان يعمل جهده في إصلاح ذات البين وحل المشاكل بين أهل البلد دون أن تصل للسلطات لهذا كان موضع احترام وفخر أهل بلدته فرحمة الله عليه




الحاج المرحوم أحمد بن عبد الرحيم آل هلال




هو أخو المختار على بن عبد الرحيم آل هلالوقد عشت معه مايقرب من 15 سنة كان واحد من المؤمنين الأخيار وقد آلت له زعامة آلهلال وكان أمره فيهم نافذ وقد كان كريم ومجلسه دوما عامرا بالناس وكان له معارف منكل مكان وكانت له جلسة في رمضان أمام بيته يجتمع حوله جيرانه ليقرئهم القرآن الكريموالأدعية والأذكار وكان مستشارا لأهل بلدته يرجعون له بالشور كلما أشكل عليهم أمرفيوليهم نصحه وكانت موائده معروفة ومشهورة



ولقد سمعت علماء من أهل البلد عندما يؤمونالناس في ليالي القدر ويصلون لموضع الاستغفار لأربعين مؤمن يأتي ذكره في طليعتهممما يدل على سمو مكانته وقدره رحمة الله عليه




الحاج المرحوم العمدة عبد الرحيم آل شنر




كان عمدة للبلاد وكانت له سلطة وأمر نافدوكان ينفد الأحكام بنفسه ولقد رأيته في أواخر سني حياته رحمة الله عليه وقد توفى فييوم الخميس ودفن في مقبرة الجارودية في القسم الخاص بعائلة آلشنر




الحاج عبد الله عبيد




كان قيوما ومؤذننا لمسجد القوع وكان عارفابالأحكام الشرعية وملما بالمسائل الفقهية وكان أيضا معلما للصلاة لصغار السن



وكان رحمة الله عليه يستغل الفرص لكي يعلمناونحن صغار أمور الدين مثل الوضوء والغسل والشكوك بالصلاة وأصول الدين وفروعه أين ماالتقينا معه بالعين أو بالنخل أو في مجلس وكانت طريقه محببة بالتعليم لهذا لقي مناالتقبل فجزاه الله ألف خير ورحمه الله




الحاج المرحوم العمدة حبيب محمد فتيل




كان عمدة للبلد لفترة طويلة وكان خيرا طيبالقلب



والحاج المرحوم أبو نزارالمسبح




من الشخصيات البارزة والمؤمنة في البلدة وكانتقيا طيب القلب محبا للخير سخي اليد وقد رحل إلى جوار ربه قبل عدة سنوات فرحمة اللهعليه




الحاج المرحوم مكي الفرج آل شبيب




كان يمتهن تغسيل ودفن الموتى وكان يعملبليالي رمضان مسحرا لأهل بلدته وكان طيب القلب حنونا مؤمننا تقي نقي السريرة رحمةاللهعليه



شاكرا لك أخى الفاضل هذا الموضوع الرائع تقبل تحياتي