السلام عليكم
سعى ملتقى نادر نظم الأسبوع الماضي في مقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) في باريس إلى تأكيد أن هناك حركة "نسوية إسلامية" في العالم الإسلامي وإن كانت أقلية وموضع انتقاد واسع.
ونظمت الملتقى جمعية "لجنة الإسلام والعلمانية" وشددت خلاله المشاركات من محجبات وغير محجبات على أن الإسلام استخدم لتبرير الممارسات الثقافية التي تجعل من المرأة كائنا أدنى فقط لكون الرجال هيمنوا بشكل كامل على تفسير القرآن الكريم.
ولم تتمكن القيادية الإسلامية المغربية نادية ياسين من التعبير عن وجهة نظرها بعد أن أعلنت شخصا غير مرغوب فيه في اليونسكو. وأوضحت اليونسكو "أنه لم يتم احترام إجراء التشاور مع بلدها التي جرت العادة على اتباعها مع كل الضيوف الذين يتحدثون في مقراتها".
وتريد هؤلاء النساء اللواتي يشكلن أقلية إعادة عملية تفسير القرآن لمكافحة التمييز ضد المرأة خاصة في قوانين الأسرة. وكانت الحركة النسائية بدأت بالظهور في بداية القرن العشرين في العالم الإسلامي وخاصة في مصر. أما مصطلح "النسوية الإسلامية" فقد ظهر في تسعينيات القرن الماضي. وعقد أول مؤتمر دولي لها في برشلونة في 2005 حيث اطلقت دعوة "للجهاد من أجل المساواة بين الرجل والمرأة".
وقالت مارغو بدران الباحثة في مركز التفاهم بين المسلمين والمسيحيين الذي أنشأه الأمير الوليد بن طلال في جامعة جورج تاون الأمريكية "إن القول بان النسوية فكرة غربية لا يمكن أن تعني الإسلام, ينم عن جهل كبير أو يسعى إلى تحقير الإسلام والمسلمين".
وبدران المجازة من الازهر هي مصرية أمريكية وكانت اهتمت بالخصوص بتبرئة نيجيريتين حكم عليهما بالرجم في 2002-2003 وذلك بـ "الاعتماد على على أدلة شرعية".
من جانبها قالت فلانتين موغادام المختصة في علم الاجتماع رئيسة قسم "المساواة بين الاجناس والتنمية" في اليونسكو "في مستهل القرن الحادي والعشرين ظهر جيل من النساء المسلمات المتعلمات والمتنورات والمستقلات".
وأضافت أن الأسئلة التي يطرحنها "يمكن أن تساعد على تطوير القوانين اإسلامية" مشيرة إلى إيران حيث تعمل ناشطات نسويات علمانيات وإسلاميات معا.
وأكدت أمينة ودود الوجه الشهير للحركة النسوية الإسلامية والتي نشرت العديد من الكتب وكانت أول امرأة تؤم صلاة مختلطة في الولايات المتحدة، أن "الإسلام يجمع بين الحب والعدل" مضيفة أنها "مؤمنة قبل أن تكون ناشطة نسوية".
وأمينة التي ربطت باناقة غطاء رأسها، هي أمريكية من أصل افريقي وهي ابنة قس كان يأخذها معه لتحضر خطب مارتن لوثر كينغ. وقد اعتنقت الإسلام في 1972. وهي استاذة في جامعة كومنويلث في فرجينيا. غير أن قراءتها الجريئة للإسلام أثارت حنق اسماء زوجة الداعية الإسلامي الشهير الشيخ يوسف القرضاوي التي قالت إن النسوية مفهوم علماني مضيفة أن منظرات النسوية الإسلامية لا يمكنهن شرعا تفسير القرآن "لانهن لا يتقن اللغة العربية".
وتفضل ناشطات أخريات حركات على غرار "اخوات في الإسلام" (سيسترز ان اسلام) التي أنشئت في 1988 في ماليزيا والتي تمكنت في 1996 من استصدار قانون يجرم العنف الزوجي واقنعت مشائخ المسلمين بعدم حصر هذه القضايا في محاكم الحق الشخصي.
وقالت نورياتي كبراوي "قلنا لهم لماذا ضرب النساء يكون جريمة بالنسبة الى مسيحي أو هندوسي وليس بالنسبة للمسلم؟".
المفضلات