صباح ام مساء جميل على الجميع ..
ترددتُ كثيراً في ان اعرض ما خطه القلم في الايام الماضيه .. ولا علم لي بذلك..
أخبرني بقوله اكتبي لي عن الام ..
فأي الكلمات اختارها لكِ ايتها الام الحنون ..
حينها وضعتُ نفسي مكان الاثنين الولد والام وعليه خرجت تلك الحروف وعلّها تناسب المقام هنا وسط الشعراء لدينا ..
همسه للجميع
(واهم شئ مو تضحكوا عليّ )
****
في غربته اخذ يكتب لها كلمات في ليل عيد الام فخرجت بدمع جميل عذب وشوق لها ..



أحبك يا أمي


في يوم كان لشروق الشمس وقعٌ مختلف في ذلك المكان وفي تلك الغرفة الصغيرة حتى الفراشات كانت ترقص رقصة الربيع بين الأزهار وعصافير السلام تغرد أنشودة الورد والريحان ..

ازداد تغريدها حينما أشرق النور وتهّلل وجه أبي بهدية السماء وأضاء وجه أمي بالنور والصفاء .. فأخذتني وأنا طفلٌ صغيرٌ قد رأى الحياة بعد إن كان في ظلمة لتسعة أشهر بالتمامِ والكمال .. وأخذت ابكي وابكي .. فهدأت نفسي ما إن بصرتُ بعينيها واطمأننتُ بوجودي بين أحضانها ..

أمي .. أمي .. أمي

هي أملي وحاضري وغدي ومستقبلي ..

هي نوري و روحي ونفسي وقلبي ..

هي التي ترتبت حروفي وتهذّبت لأصف لكم عن روعتها وعن مكنون قلبها وجوهر أنفاسها ..

فكيف أبدا وبأي حرف .. يا إلهي ..

هي من علمتني أن لي ربٌ واحدٌ لا أحد سواه فردٌ صمدٌ لم يلد ولم يولد ولم يكن لهُ كفواً احد ..

علمتني كيف أن خالقي هو من أوجدني وأنا جرمٌ صغيرٌ في وسط هذا الكون الفسيح ..هي التي تهدا من روعي بذكر الإله والصلوات المحمدية ..

علمتني لغة العبادة وصلة الروحانية (صلاتي هي نسكي ومحياي ومماتي

لله ِ رب العالمين )

علمتني كيف أن الحروف إذا تماسكت واتحدت كونت جُملٌ وكلماتٌ وحِكم ..

علمتني أن لي من المواهب والنِعم العظام فشكرتُ ربي كثيراً في الصبحِ والمساء ..

أخبرتني بقولها يا بُني .. إذا تيسر لك أمر ونجحت في مسيرتك الحياتية فأحمد الله فبالشكر تدوم النِعم .. وإذا تعسر عليك أمر فاصبر و لا تحزن فإن الصبر مفتاح الفرج (فإن مع العُسر يسرا إن مع العُسرِ يُسرا )

أمي .. يا أمي .. يا أمي ..

و إذا توسط القمر كبِد السماء أراها تأتي لي وتنظر إلي وتغطي جسدي من هواء الظلام .. وأراها قد رفعت يداها ولسانها قد لهج بذكر الإله والدعاء
( اللهم أحفظ لي ولدي ويسر له أمره يا رب العالمين )


فأذرف دمعاً لأجل قلب أمي ورقته العظيمة ..

فـ تمُر علينا أيام وليالِ و أنا وأمي كالروح في الجسدِ فـ لا تنام إلا وترى عيني نائمة ولا يدخل في جوفها لقمة طعام إلا وتراني مبتسم .. فأُغلق هموم الحياة وأدعها تذهب بعيداً عن عين أمي ..لأجلها أنسى أيامي ولحظاتي وحياتي ..

قد كافحت وضحّت من اجلي ..

وأرى المطر قد وقع ليلاً فارتجف قلبي وارتعش جسدي ولازمتُ الفراش ليالٍ وإذ بي أرى أمي لا تفارق يدي وعيناها تأبى أن تطبقان لأجلي ..

فأضحك رغماً عن السقمِ لأجلها وأذوب مره أخرى في الألمِ فــ يحزن قلب أمي ..

علمتني أمي ما لم أتعلمه في مدرستي ..

فهي ترسل لي معاني من وردِ لأمضي قدماً إلى الأمام في درب الجدِ والنجاح ..

دائماً ما كنتُ اسمع منها أُريدك أن تكون اكبر من هكذا بكثير يا بُني ..

وقد علمتُ معناها بعد أن اشتد عودي ونضج فكري وتفتح عقلي وانتشرت شذرات من ورودِها في داخلي ..

ها قد كبرتُ يا أمي . فانظري إلى حلمكِ قد تجسد يا أمي .. أبصري بولدك ِ فإنه يُشار إليه بالبنان .. وله من العلم والأخلاق والسمو و الرفعة والجمال ... هذا ما اسمعه يتردد على لسانهم لي ..

فالشكرُ لكِ يا أمي ..

ابنك ..



******

فتأتيها تلك الكلمات وتعقد ألوان من حرير على صفحات مخملية ساحره فتنسج بأريج الورد والفُل ذكريات لاتنسى وكيف لها ان تنسى فهي تتذكرها كل ثانيه مع طفلها الحبيب ..

يا وليدي ياروحي وياقطعة من احشاي

يانبض قلبي وسحر ايام رجواي

حياتي تفداك وانت كل آمالي

لو تبتعد عني لحظات يظل طيفك يسامرني

واشوفك في كل الوجوه واقول هذا احساسي

ماقدر اوصف ألم غربتك عن دنياي

قلبي يصعب عليه ينساك يا سيد أحبابي

تذكر يوم تبكي وتجيني بلهفة بين احضاني

وتشتكي لي عن دمعك وايدينك على قلبي

اتذكر يومها قلت عساها عيني تبكي مو وجداني

واظل ازين حروف علها ترقص لـ حياتي

واسمع دقات قلب تنشد على قلب غناتي

ساعتها ما للحزن وصف وانت ويّاي

وكل ماجنّ الليل اظل والقمر يتذكر ليالي ّ

واكحل عيني به واشوفك وتتبسم نجماتي

اذكرك عند الله اكبر ومااتناسيك في صلواتي

وفي كل دعوه اسمك يسبق كلماتي

يا وليدي لاتظل بعاد ياروح انفاسي

ودي افرح بعرسك واتلهف بعد على احفادي

الشوق يذوبني ومآخذ كل افكاري

ليتني ابصر بنورك قبل مماتي

واظل انا وياك كل حياتي
أمك


***
وقد تكون الايام المقبله وردٌ على فؤاد الام برؤيته و مسك على فؤاده برؤيتها ..بعد ان كان في الغربه فتره طويله من ايام حياته.. وهي كذلك..

***
تنفستها بين عدة ليالي ..

فــ ليل للأم وليل للولد ..
فكانت هي ..

****
مع محبتي
سيطلع الصبح