يتبع
هل أن وهن عقول النساء في قول الإمام علي (عليه السلام): «إياك و مشاورة النساء فإن رأيهنّ إلى أفن، و عزمهنّ إلى وهن»(1) يشمل كل النساء بما فيهنّ الدارسات و غير الدارسات؟!
إن مثل هذه العبائر ناظرة إلى الغلبة الخارجية للموضوع في زمان بيانها. ففي ذلك الزمان كانت هذه الشريحة المبجّلة (و هي النساء) محرومة من التعليم و التربية الصحيحة، و إلا فلو تهيأت الظروف المناسبة لهن في خوض ميدان التعليم و التربية، فإن الغلبة إن لم تکن معکوسة سوف لا تكون للرجال على الأقل ليتعرضن للذم. فلو نشأ النساء في ضوء التعاليم الصحيحة و التربية الحسنة و باتوا يتفكرون و يتعقلون و يتدبرون كالرجال، لما امتاز عليهن الرجال في هذا المجال، و لو كان هناك اختلاف فيما بينهم أحياناً، فهو كالإختلاف المشهود فيما بين الرجال أنفسهم.
فعلى سبيل المثال لو شقّ النساء المستعدات طريقهن إلى المدارس الدينية و الجامعات العلمية، و أخذن يتلقين العلوم كالرجال، و اطلعن على الدروس المشتركة بالكامل، حينئذ لا يمكن القول بإطلاق الروايات التي جاءت في ذم النساء، و الأحاديث الواردة في تجانب مشورتهن، و الأدلة الواصلة في نقص عقولهن، و عدم وجود أي استثناء بالنسبة للنساء العالمات الباحثات، بل من المسلّم به استثناء مثل هؤلاء النساء، و عدم الفرق بينهن و بين الرجال في هذا المجال.
____________________________________
1- نهج البلاغة، الكتاب 31.
زن در آئينه جمال و جلال (المرأة في مرآة الجمال و الجلال)، ص 36 و 37