يتبع
لماذا يأمرنا أهل البيت (عليهم السلام) بالدعاء فيما لو أردنا أن يكون ولدنا ذكراً. ألا يدل ذلك على أفضلية الإبن على البنت؟
الإجابة على هذه الشبهة هي أولاً: إن سيرة الأئمة (عليهم السلام) أنفسهم هي أن الله لو رزقهم مولوداً لما سألوا بتاتاً عنه أهو ذكر أم أنثى.
ثانياً، قد يرد الكلام في أن المرأة أفضل أم الرجل؟، و الإبن أفضل أم البنت؟ و قد يدور البحث في أنه أيهما أنفع للأب، فالبحث في موضوع التكامل في المسائل القرآنية مطلب، و البحث في أنه أيهما أكثر نفعاً للأب في المسائل الاقتصادية البنت أم الإبن مطلب آخر. ففي المعارف الإنسانية لا يوجد فرق بين المرأة و الرجل و بين الإبن و البنت، و قد فتح الله الطريق للجميع، و لكن لو أراد الأب أن يستفيد، فإنه بالطبع سيستفيد من الإبن أكثر، و بإمكان الإبن أن يحلّ الكثير من مشاكله في عهد الكهولة، و هذا لا يدل على أفضلية الإبن على البنت أيضاً في الرؤية الإلهية، أو أفضلية الإبن على البنت عند العقل. بل يدل على أن الولد في الأغلب يكون خادماً لأبيه، و إلا ففي الرؤية القرآنية يقول الله عز و جل:
«إن أکرمکم عند الله أتقاکم»(1).
و يقول في موضع آخر:
«من عمل صالحاً من ذکر أو أنثی و هو مؤمن فلنحيينّه حياة طيّبة»(2).
فلابد من الإلتفات إلى عدم الخلط بين هاتين المسألتين.
ثالثاً، إن السر في أن الأئمة (عليهم السلام) كانوا يسألون ولداً ذكراً، هو أنهم كانوا يريدون الحفاظ على الخليفة و الإمام الذي من بعدهم، و إن الإمامة تعني القيادة، و أساسها الولاية، و الولاية لا تختص بالرجل. و إن كانت الرسالة – التي هي أمر تنفيذي – مختصة بالرجال. أما في مسألة الولاية - التي هي اللب و الأساس و يكون الإنسان فيها ولي الله و الله وليه – لا يوجد أي فرق بين المرأة و الرجل.
إذن فإن أهل البيت (عليهم السلام) يسألون الله سبحانه و تعالى أن يرزقهم ولداً ذكراً، لأن يحلّ محلّهم و يتولى قيادة المجتمع من بعدهم، و القيادة أمر تنفيذي مختص بالرجال.
___________________________
1- سورة الحجرات، الآية 13.
2- سورة النحل، الآية 97.
زن در آئينه جمال و جلال (المرأة في مرآة الجمال و الجلال)، ص 433 – 434