بسمه تعالت قدرته
ننطلق على بركة الله بحث رائع للشيخ مصباح اليزدي من كتاب تجلي القرآن في نهج البلاغة:
تحذير القرأن من الفتنة الثقافية:
بما ان خطر ونتائج الهزيمة في الهجوم الثقافي – خلافاللهجوم العسكري- تنعكس على ميادين الفكر والعقائد الدينية للناس مما يعني أن الغفلة عنها تؤّدي الى المخاطر بانسانية المسلمين وسعادتهم في الدنيا والاخرة. من هنا فقد أهتم القرآن بهذا الموضوع اهتماما بالغا وحذر منه.لا يخفي على المسلمين الواعين بان النتائج التي تتمخض عن الهزيمة في جبهات الصراع الظاهري والففتنة العسكرية ليست ذات اهمية تذكر بالمقارنة من نتائج الغفلة عن الهجوم الثقافي وذلك لانه في حالة الهجوم العسكري تتعرض حياة المسلمين لايام معدودات للخطر. ولكن في حالة الهجوم والفتنة الثقافية فإن خطرا جادا يهدد عقائد المسلمين ودينهم وسعادتهم في الدينا والاخرة.
لهذا السبب أعتبر القرآن خطرالفتنة في الدّين والهجوم الثقافي أعظم من خطر الهجوم العسكري فحذر المسلمين من الغفلة عنه معتبرا أهمية وخطر الحرب والفتنة العسكرية أقل من خطر الهجوم الثقافي.
يقول القرآن الكريم: وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ )) البقرة191
ونحن ندري طبعا ان معارضي القرآن والثقافة الدينية في صدر الاسلام وزمن نزول آيات القرآن كانوا غالبا مما يحاولون القضاء على الاسلام والمسلمين بالهجوم العسكري والمواجهة الحربية في ميادين القتال. ولكن مع كل ذلك فغن الحساسية التي يبديها القرآن إزاء الفتنة الدينية والثقافة أكبر مما يبديه إزأء خطر الهجوم العسكري يقول القرأن (( والفتنة أكبر من القتل)) اية217 البقرة
أي ان فكرة الشرك أكبر خطرا من الهجوم العسكري والقتل وإثمهما أشد من إثم القتل .
والسلام اخوتي أسألكم الدعاء
المفضلات