قال امير المؤمنين (ع) : الايمان له اركان اربعة : التوكل على الله , وتفويض الامر الى الله , والرضا بقضاء الله , والتسليم لامر الله عز وجل ) الكافي ج2ص47 .
وكما قدمنا ان رسول الله (ص) هو ترجمان القران فيجب على كل من يتصدى للمناصب الدينية ان يكون ناقلا لما ذكروه اهل البيت (ع) ولا يجد في نفسه حرج او يقول كما قال البعض اذا نقلت عن محمد وال محمد (ع) فأين انا واين وجودي كأنه لا يعلم ان الله يريد منه هذا الفعل ولذا تجد ابي عبد الله (ع) يقول : ( امر الناس بمعرفتنا والرد الينا والتسليم لنا, ثم قال : وان صاموا وصلوا وشهدوا ان لا اله الا الله وجعلوا في انفسهم ان لا يردوا كانوا بذلك مشركين )الكافي ج2ص398
وقال ابي عبدالله (ع) ( لو ان قوما عبدوا الله وحده لا شريك له واقاموا الصلاة واتوا الزكاة وحجوا البيت وصاموا شهر رمضان ثم قالوا لشيء صنعه الله او صنعه النبي (ص) ألا صنع خلاف الذي صنع ؟ او وجدوا ذلك في قلوبهم لكانوا بذلك مشركين ثم تلا هذه الاية {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً }النساء65 ثم قال ابي عبد الله (ع) فعليكم بالتسليم ) الكافي ج2 ص398 .
فما بالك بمن يطعن بوصية رسول الله (ص) واحاديث اهل البيت (ع) ( ويقول هذه سمينة وهذه ضعيفة !!!).
ولم يكتفي بذلك بل اخذ يحارب على ما ابتدعه اولياء الله ووضع يده بيد القاصي والداني من اعداء ال محمد (ع) لان صاحب البدعة اشرب قلبه حبها فتجده يتسربل بلباس الدين لينال من حطام الدنيا الفانية فتجده يصف عدلا ويخالفه
عن ابي بصير عن ابي عبد الله (ع) قال : في قوله تعالى {فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ }الشعراء 94
قال يا ابا بصير هم قوم وصفوا عدلا بألسنتهم ثم خالفوه الى غيره )الكافي ج2
فهؤلاء هم وعاظ السلاطين قتلة الانبياء والمرسلين لانهم يظنون ان الرسول جاء لينازعهم سلطانهم الديني او الدنيوي وذلك لانهم عبيد الدنيا والدين لعق على السنتهم فبمجرد ما يبعث الله سبحانه رسول فيهم تجدهم قد اجتمعوا وان كانوا من قبل متفرقين فيضعون ايديهم بيد الطغاة والسلاطين خوفا على مراكزهم ولا يبالون بمصير الامة التي وثقت بهم وسلمتهم زمام الامور .
قال رسول الله (ص) ( من ارضى سلطانا بسخط الله خرج من دين الله ) .
قال ابو جعفر (ع) ( لا دين لمن دان بطاعة من عصى الله ولا دين لمن دان بفرية باطل على الله ولا دين لمن دان بجحود شيء من ايات الله ) الكافي ج2ص372
فبعد كل ما نقلنا من احاديث اهل البيت(ع) التي تحث على التسليم والتصديق والرجوع اليهم (ع) تجد الكثير ممن يطعن ويضعف برواة الحديث من العلماء العاملين الذين نقلوا عن ال محمد (ع) بصدق وامانة بل منهم من عرضت مؤلفاتهم على بعض الائمة (ع) وصدقوها مثل كتاب سليم بن قيس الهلالي والكافي وغيرها الكثير من كتب الحديث ..... الاان اصحاب القلوب المريضة المنكوسة الذين لا من الله يعقلون ولا من اولياءه يقبلون يشككون في ما نقل عن اهل البيت (ع) وترى ال محمد (ع) في كثير من الاحاديث يحذرون الذين يكذبون الحديث حتى لو جاء به غير مسلم او كذاب وسأورد بعض من هذه الاحاديث:
عن الإمام أبي عبد الله (ع) حيث قال له احد أصحابه :
(إن الرجل يأتينا من قبلكم فيخبرنا عنك بالعظيم من الأمر فتضيق لذلك صدورنا حتى نكذبه) . فقال أبو عبد الله (ع) أليس عني يحدثكم . قلت بلى . فقال فيقول الليل انه نهار والنهار انه ليل فقلت لا . قال فردوه إلينا فانك إذا كذبته فإنما تكذبنا )[1] .
فالإمام هنا ينهاهم عن التكذيب مطلقا ، سواء ضاقت الصدور به أم لا ، بل حتى في المسائل التي لا تعقل :
(الليل انه نهار ، والنهار انه ليل)
لا تكذب ولا ترفض ، بل وشدد آل البيت (ع) أكثر من هذا ، فقد ورد عن سفيان بن السمط قال قلت لأبي عبد الله الصادق (ع) :
(جعلت فداك يأتينا الرجل من قبلكم يعرف بالكذب فيحدث بالحديث فنستبشعه)
فقال أبو عبد الله (ع) :
(يقول لك إني قلت الليل انه نهار والنهار انه ليل قلت لا قال فان قال لك هذا أني قلته فلا تكذب به فانك إنما تكذبني )مختصربصائرالدرجات ص76
فالإمام الصادق (ع) ينهى شيعته من رفض الرواية أو عدم الأخذ بها ، ولو جاء بها فاسق (معروف بالكذب بالحديث ، والكاذب فاسق) ، بل والرواية تشير إلى شيء آخر قال (بالحديث فنستبشعه) أي إن الحديث مستبشع بالإضافة إلى انه فاسق معروف بالكذب فيقاطعه الإمام ويرفض منه هذا جملة وتفصيلا .
ولا يكتفي آل البيت (ع) بهذا القبول لرواياتهم (ع) ، بل تقبل رواياتهم من الخارجين عن دائرة الولاية ، بل والخارجين من الإسلام أساساً ، وليس من الفاسق فحسب ، ومن هذه الروايات ما ورد عن أبي عبد الله (ع) قال :
(لا تكذبوا الحديث أتاكم به مرجئ ولا قدري ولا خارجي نسبه إلينا فأنكم لا تدرون لعله شيء من الحق فتكذبون الله عز وجل فوق عرشه)مختصر بصائر الدرجات ص77
والأحاديث كثيرة في هذا المجال نكتفي بهذا لمن أراد أن يسير على خط آل بيت العصمة فقانونهم (ع) ثابت ومسنون منهم (ع) :
(خذوا ما رووا ، ودعوا ما رأوا)
وقد امرنا اهل البيت (ع) بعرض الحديث على القران فما وافقه ناخذ به وماخالفه نرده وهذه الاية تثبت ان الله سبحانه يامرنا ان نتبين لا ان ننكر .
وعن أبي عبد الله (ع) أنه قال :(لا تصدق علينا إلا ما وافق كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله).
وسائل الشيعة 18/89
قال الله تعالى :- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }الحجرات6
وإلا فمن أبى ذلك فقد خرج عن دائرة طاعة الثقلين ، وأمسى من رافضيهم ، ومن جملة المحاربين بين يدي الشيطان لرفض مبادئ الله و محمد وعلي (ص) وكفى بهذا التمايز بيننا . قال تعالى :-
(وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ)[2]
فارجعوا لأنفسكم وحاسبوها قبل أن تحاسبوا . وأنظر لمن خالف هذه الأحاديث ، هل يملك أي دليل (دليل يعتمد عليه) غير التخرصات العقلية ، فإنها من قاد إبليس (لعنه الله) لرفض الولاية الإلهية (ولاية آدم) (ع) .
واجعل عزيزي القارئ حديث الإمام علي بن الحسين (ع) نصب عينيك دائما أبدا ، ففيه إصابة خير الدين والدنيا والآخرة . والحديث يقول :-
( إن دين الله لا يصاب بالعقول الناقصة ، والآراء الباطلة ، والمقائيس الفاسدة ، ولا يصاب إلا بالتسليم ، فمن سلم لنا سلم ، ومن اهتدى بنا هدي ، ومن دان بالقياس والرأي هلك ، ومن وجد في نفسه شيئا مما نقوله أو نقضي به حرجا كفر بالذي أنزل السبع المثاني والقرآن العظيم وهو لا يعلم) بحارالانوارج2/ص303
وعن أبي عبد الله (ع) أنه قال :(لا تصدق علينا إلا ما وافق كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله).
وسائل الشيعة 18/89.
وعن الصادق (ع) : (إذا ورد عليكم حديثان مختلفان فاعرضوهما على كتاب الله، فما وافق كتاب الله فخذوه، وما خالف كتاب الله فردوه، فإن لم تجدوهما في كتاب الله فاعرضوهما على أخبار العامة، فما وافق أخبارهم فذروه، وما خالف أخبارهم فخذوه)وسائل الشيعة18/84
عن محمد بن عبد الخالق وأبي بصير : قال قال أبو عبد الله عليه السلام ( يا أبا محمد إن عندنا والله سراً من سر الله وعلماً من علم الله والله ما يحتمله ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا مؤمن امتحن الله قلبه للأيمان والله ما كلف الله ذلك أحد غيرنا ولا استعبد بذلك أحد غيرنا وان عندنا سراً من سر الله وعلماً من علم الله امرنا الله بتبليغه فبلغنا عن الله عز وجل ما امرنا بتبليغه فلم نجد له موضعاً ولا أهلاً ولا حمالة يحتملونه حتى خلق الله لذلك ا قوا ماً خلقوا من طينة خلق منها محمد وآله وذريته عليهم السلام ومن نور خلق الله منه محمد و ذريته عليهم السلام وصنعهم بفضل صنع رحمته التي صنع منها محمد وذريته عليهم السلام فبلغنا عن الله ما امرنا بتبليغه فقبلوه واحتملوا ذلك ( فبلغهم عنا ذلك فقبلوه واحتملوه ) وبلغهم ذكرنا فمالت قلوبهم إلى معرفتنا وحديثنا فلولا انهم خلقوا من هذا لما كانوا كذلك لا والله ما احتملوه ثم قال إن الله خلق لجهنم والنار فامرنا أن نبلغهم كما بلغناهم واشمأزوا من ذلك ونفرت قلوبهم ورد وه علينا ولم يحتملوه وكذبوا به وقالوا ساحر كذاب فطبع الله على قلوبهم وأنساهم ذلك ثم أطلق الله لسانهم ببعض الحق فهم ينطقون به وقلوبهم منكره ليكون ذلك دفعاً عن أولياءه وأهل طاعته ولولا ذلك ما عبد الله في أرضه وامرنا بالكف عنهم والستر والكتمان فاكتموا عمن أمر الله بالكف عنه واستروا عمن أمر الله بالستر والكتمان عنه ، ثم رفع يده وبكى وقال اللهم إن هؤلاء لشرذمة قليلون فاجعل محيانا محياهم ومماتنا مماتهم ولا تسلط عليهم عدواً لك فتفجعنا بهم فانك إن أفجعتنا بهم لم تعبد أبداً في أرضك وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليماً )) أصول الكافي ج 2 .
فهذا ما ورد عن محمد وال محمد (ع) فمن كانت غايته رضا الله فليلتزم بما جاء عنهم ولا يتكبر وسوف اورد بعض الاحاديث لعل الله يصلح بها من خدعوا بكلام ائمة الضلال .
قال ابو جعفر (ع) (العزرداء الله والكبر ازاره فمن تناول شيئا منه اكبه الله في جهنم )الكافي ج2ص309
قال رسول الله (ص) : ان اعظم الكبر غمص الخلق وسفه الحق , قال : قلت : وما غمص الخلق وسفه الحق؟ قال يجهل الحق ويطعن على اهله , فمن فعل ذلك فقد نازع الله عز وجل رداءه ) الكافي ج2ص310
عن ابي عبد الله (ع) قال : ان في جهنم لواديا للمتكبرين يقال له: سقرشكى الى الله عز وجل شدة حره وسألئه ان يأذن له ان يتنفس, فتنفس فأحرق جهنم ) نفس المصدر السابق
فأنصح كل من خدع بأئمة الضلال ان يراجع نفسه ولا تأخذه العزة بالاثم لما وجد نفسه عليه قبل فوات الاوان وقبل ان يتبرأ منهم ائمتهم .
قال تعالى{إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ }البقرة166
وقال تعالى (وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ )البقرة167
فماذايكون جوابكم لله {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا }الأحزاب67
والحمد لله وحده.
خادم وصي الامام المهدي (ع)
.