بسمه تعالى

واضح أمامي إن الجميع انشق برأيه واستقل بموقفه الشخصي وهذا يعود إلى تفاوت الرؤى بين الجميع وكل شخص يتمتع بوجهة نظر مخالفة تماماً عن غيره وهذا مؤشر طيب علينا أن نستفيد منه ، وواضح أيضاً إن الجميع أدلى برأيه وفتواه الشخصية ولم أجد واحداً نأى بنفسه إلى حيث المعتقد أو بالأحرى إلى مهد الفتوى وكلف نفسه بالرجوع إلى أحد المشائخ ليسأله بالتحديد عن حكم العزوف والتخلف عن حضور المدرسة أثناء المناسبات الخاصة فقط بالأئمة المعصومين عليهم السلام ؟ ولربما الرجوع إلى موقف الدين من تخليد ذكرى الرموز العظام قد يضع لنا النقاط على الحروف ونبقى نحن العوام أمام قرار الأخذ به من عدمه وربما ندخل في تفاصيل عميقة تخلق لنا مسارات متعددة !! لذلك صرنا أمام هذا الطرح الجميل الذي ألقت به الزميلة/ نوارة الدنيا نعيش الرأي الشخصي والفتوى والاجتهاد الفردي ، ولو عدنا عشرات السنين أو ربما مئات السنين لرأيت أجدادنا وآبائنا عوّدونا وربّوا فينا معالم الدين من خلال هذه المواقف والمناسبات وأمرونا أمراً أن نحترم الأئمة وأن نذوب وننصهر في عقائدهم وأفكارهم وأن الحزن عليهم شعيرة من شعائر الدين وعلينا أن نحتفل بهم سواء كان حزناً أو فرحاً وعلى هذا المنوال خططنا لأنفسنا طريقاً وتعبّدنا به وسرنا في دروبه وكذلك غرزنا في أولادنا وأجيالنا كيف نحب أهل البيت (ع) 0
هناك نقطة مهمة يجب أن نوغل التفكير والنقاش فيها وهي ثقافة حب أهل البيت (ع) فلقد مرّ علينا زمن وربما لازال هناك امتداد لهذا الزمن حتى يومنا هذا 00 نشط في هذا الزمن كيف نتعصب ونشدد في حب الإمام الحسين عليه السلام بحيث أصبح بعض الموالين يتحول إلى محب مغالي بحيث يحرم على نفسه الولاء لأي مخالف له في العقيدة ، وقد استأسد البعض فصار يجعل من حبه للإمام الحسين وثورته منطلقاً يحارب به وقوفاً على أن الثورة ضد الظلم والظالمين أمر إلهي ولا يمكن العدول والحياد عنه ، بينما كان لبعض الأشخاص وبالتحديد بعض المراجع رأي آخر أمر به ووضح موقفه وأزال بعض الملابسات عنه وصار حب الحسين مبدأ مثالي نستخلص منه بعض الدروس ونضعه في المكان المناسب وفي الوقت المناسب 0
ربما يطول الحديث والنقاش في هذا الأمر وربما أشطح بكم إلى نوافذ أخرى بعيدة تماماً عن الموضوع الذي نحن بصدده ، لذلك أتوقف لأقول إننا خلقنا وعجنت حياتنا بطينة أهل البيت وعلى خطهم سائرين وعلى مبادئهم وأخلاقهم رسمنا وخططنا حياتنا وإننا موتى لو لم نتعلق بسفينة أهل البيت وإن تعظيمهم والاستزادة والاستنارة بأخلاقهم هي النجاة بمعناها الحقيقي 00 أما مسألة تحديد موقف الطلبة من المواظبة على الدراسة في مناسباتهم من عدمه فهو قرار ربما يعود إلى المرجع والجهة الاسلامية المسؤولة التي نضع عليها جميع مسؤولياتنا فهي الأدرى والتي ترى الأصلح لنا من حيث تحديد قرار الذهاب إلى المدرسة من عدمه !! ولو استثنينا ذلك وصرنا نعتمد على اجتهاداتنا الشخصية فكما تلاحظون فالجميع يرى الأمور بمنظاره الخاص ولو أحببنا أن نستجمع كل الآراء ونستخلصها ونخرج بزبدة الكلام لرأينا أنه لا ضرر من غياب الطالب عن المدرسة في مثل هذه المناسبات ولم نسمع بمن تأثرت أخلاقهم سلباً عند الغياب من المدرسة خصوصاً في هذه المناسبات الخاصة بوفيات أهل البيت (ع) وربما يخرج لنا سؤالاً آخر من بين ثنايا هذا الموضوع وهو ما المانع إذن لو غبنا في مناسبات المواليد أليست هي على غرار الوفيات فكلها مناسبات تمت بأهل البيت0ع0 واحياؤها والتعايش معها تربية عقيدية تقوم فينا حب الأئمة وتعزز فينا التمسك بهم والسير على خطهم الشريف !! فهل هناك اختلاف بين غياب الطلبة أثناء الوفيات وبين حضورهم أثناء المواليد ؟ أعتقد أن هناك موقف آخر سيزودنا به الأعضاء وفي ذلك تشعيب للموضوع ولا بأس فالحديث ذو شجون وربما نحن مع لقاء آخر يجعلنا نوسع ونثري الموضوع على مصراعيه 0
أرى شخصياً أن نثقف أنفسنا لهذه الظاهرة وأن يكون موقفنا تربويا وتعليمياً عند توجيه أبنائنا لغياب هذه المناسبات والأخذ بيد أبنائنا إلى الوعي والإدراك بأن هذا الغياب له معنى عميق وله أبعاد كبيرة في منحى حياته الشخصية ، وأن نضرب على يديه عندما نلحظه يخل بهذا اليوم وأن يحترمه جل الاحترام وأن يستفيد من هذه الفرصة وأن يحييها بما تستحق وأن يمنحها جل اهتمامه حتى لا تصبح في معتقده أمراً هزلياً فتعظيم الشعائر تحمل تنمية للمشاعر والأفكار وتوثيق العلاقة بيننا وبين العترة الطاهرة لا أن تصبح ظاهرة لا تعبر عن مضمون ثقافي أو منطلق عقائدي ، وخلاصة الكلام هي أن نثقف أولادنا ونفتح قلوبهم لهذه المنطلقات وهذه المعتقدات كما لا ننسى ضرورة الرجوع إلى الفقهاء للإستفادة من نور أفكارهم ورؤاهم 0
ربما أعود أو لا أعود هذا هو السؤال ؟
تحياتي لطارحة الموضوع الأخت/ نوارة الدنيا وكذلك لا أنسى بقية الزملاء المحترمين 0
بقلم/ يوم سعيد