وعن أبي عبد الله (ع) قال :(إن الأئمة في كتاب الله عز وجل إمامان، قال الله تبارك وتعالى : (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ) . لا بأمر الناس يقدمون أمر الله قبل أمرهم وحكم الله قبل حكمهم قال : (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ). يقدمون أمرهم قبل أمر الله وحكمهم قبل حكم الله ويأخذون بأهوائهم خلاف ما في كتاب الله عز وجل)[15]
وعن النبي محمد (ص) أنه قال: ((العلماء رجلان: رجل عالم آخذ بعلمه فهذا ناج وعالم تارك لعلمه فهذا هالك وإن أهل النار ليتأذون من ريح العالم التارك لعلمه....))[16] أن الإمام علي (ع) يجوز تنصيب أو إعانة الفجرة والطواغيت وهو القائل((...ولكنني آسي أن يلي أمر هذه الأمة سفهاؤها وفجارها، فيتخذوا مال الله دولاً، وعباده خولاً، والصالحين حرباً، والفاسقين حزباً...))[17]. وقال أيضاً: ((العامل بالظلم والمعين عليه والراضي به شركاء ثلاثة))[18].
يقول الله جل جلاله :(أنا من المجرمون منتقمون).
وعن الرضا (ع) في أعمال السلطان : (الدخول في أعمالهم، والعون لهم والسعي في حوائجهم عديل الكفر، والنظر إليهم على العمد من الكبائر التي يستحق به النار) .
وعنه (ع) : (من أعان ظالما" فهو ظالم ومن خذل ظالما" فهو عادلوعن الإمام علي (ع) : (دولة الأشرار محن الأخيار) و (دولة الفجار مذلة الأبرار) و (دولة الأوغاد مبنية على الجور والفساد) .
وعن النبي محمد (ص) : (إياكم وأبواب السلطان وحواشيها، فإن أقربكم من أبواب السلطــان وحواشيهـا أبعدكــم عـن الله عز وجل، ومن آثر السلطان على الله عز وجل أذهب الله عنه الورع وجعله حيران) .
وعنه (ص) : (من مدح سلطانا" جائرا" أو تخفف وتخضع له طمعا" فيه، كان قرينه إلى النار)
وهذا هو حالهم في كتاب الله وعلى لسان نبيه الاكرم (ص) واهل البيت (ع)

ولكن تجد الكثير ممن خدع بكلامهم الذي لم ينزل الله به من سلطان وذلك لان العامة انشغلوا في الدنيا وتركوا كلام اهل البيت (ع) لثقتهم العمياء في الفقهاء حتى اصبح قول الفقيه حجة وان كان من عند غير الله :

عن بشير الدهان قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: لا خير فيمن لا يتفقه من أصحابنا يا بشير ! إن الرجل منهم إذا لم يستغن بفقهه احتاج إليهم(1) فإذا احتاج إليهم أدخلوه في باب ضلالتهم وهو لا يعلم. اصول الكافي ج1 ص33

فلوا تدبروا القرآن لوجدوا الكثير من الايات تذم هذا الاتباع الاعمى ومنها

(وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً{27} يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً{28} لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولا){29
فلا بد بعد هذا البيان ان يرجع العاقل الى ما اوصى به محمد وآل محمد (ع) ولا تاخذه العزة بالاثم ويخسر الدنيا والآخرة وذلك هو الخسران المبين . والحمد لله وحده
[1] - الغيبة الكبرى ص 313 ـ 314 .
- الغيبة الكبرى ص315 .
[3] - الذريات:52.
[4] - وسائل الشيعة ج18ص102-الهامش11.
[5] - اصول الكافي ج1 ص51.
[6] - الوسائل ج18 ص93.
[7] - وسائل الشيعة ج18 ص16.
[8] - تفسير البرهان م1 ص567.
[9] - تفسير البرهان م1ص273.
[10]- اصول الكافي ج1 ص66
[11]- البحار ج92 ص18
[12]- غرر الحكم .
[13]- البرهان م2 ص8
[14]- الوسائل ج18 ص117
[15]- اصول الكافي ج1 ص242
[16]- أصول الكافي ج1 ص63.
[17]- نهج البلاغة ج3 ص120
[18]- الخصال للشيخ الصدوق ص107