وقال (قد):(... وفي حديث آخر.. تمسكوا بالامر الاول حتى تستبين لكم. وفي حديث ثالث فتمسكوا بما في ايديكم حتى يتضح لكم الامر). وفي حديث رابع :(كونوا على ماانتم عليه حتى يطلع عليكم نجمكم (يشير الى ظهور المهدي (ع)). والامر الاول الذي في اليد،هو احكام الاسلام وعقائده الصحيحة النافذة المفعول في هذه العصور. ومعنى التمسك به تطبيقه في واقع الحياة، سلوكاً وعقيدة ونظاماً)[1].
وقال السيد الصدر (قد) في موضع آخر:((فالمطلوب اسلامياً هو متابعة خط الأئمة (ع) الذين هم البقاء الأمثل للنبوة والأسلام … باعتبار وضوح ما هم عليه من الحق، كوضوح الشمس المشرقة، وقيام الحجة فيه على الخلق.فلابد من التمسك به والسير عليه خلال الغيبة الكبرى، لكي ينجو به المسلم من الفتن ويبتعد عن مزالق الانحراف)[2] (أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) آل عمران:2
(كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ)[3]
عن الرضا (ع) : ((... فقلت له يابن رسول الله فقد روى لنا عن ابي عبد الله (ع) انه قال : (من تعلم علماً ليماري به السفهاء او يباهي العلماء به اوليقبل بوجوه الناس اليه فهو في النار)) فقال عليه السلام : صدق جدي، افتدري من السفهاء ؟ فقلت :لا،يابن رسول الله،فقال هم قصّاص من مخالفينا، وتدري من العلماء قلت :لا ياابن رسول الله، قال :فقال : هم علماء ال محمد (ع) الذين فرض الله عز وجل طاعتهم واوجب مودتهم....)) [4]
عن جميل عن ابي عبدالله (ع) قال سمعته يقول : ((يغدوا الناس ثلاثة اصناف : عالم ومتعلم وغثاء،فنحن العلماء وشيعتنا المتعلمون وسائر الناس غثاء))[5]
عن أمير المؤمنين (ع)(…. ورجلا آتاه الله سلطانا فزعم أن طاعته طاعة الله ومعصيته معصية الله وكذب لانه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق،لا ينبغي أن يكون المخلوق حبه لمعصية الله فلا طاعة في معصيته ولا طاعة لمن عصي الله أنما الطاعة لله ولرسوله لأنه معصوم مطهر لا يأمر بمعصية وأنما أمر بطاعة أولي الأمر لأنهم معصومون مطهرون لا يأمرون بمعصية)[6]
عن أمير المؤمنين (ع) في وصية لكميل ابن زياد :((… يا كميل هي نبوة ورسالة وإمامة وليس بعد ذلك ألا موالين متبعين،أو منادين مبتدعين، أنما يتقبل الله من المتقين، يا كميل لا تأخذ ألا عنا تكن منا …))[7].
عن ابي جعفر (ع) :((… ولا يفرض الله تعالى على عباده طاعة من يعلم أنه يغويهم ويضلهم ولا يختار لرسالته ولا يصطفي من عباده من يعلم أنه يكفر به ويعبد الشيطان دونه ولا يتخذ على عباده ألا معصوما))[8].
عن أبي جعفر (ع) ((نحن أولي الذكر ونحن أولو العلم وعندنا الحلال والحرام))[9].
فيتبين لنا من هذه الأحاديث الشريفة أن الله لا يأمر بالطاعة إلا للمعصوم وأنه أمر بطاعة الرسول (ص) والأئمة (ع) لهذه العلة، والعلماء من غير الأئمة (ع) غير معصومين اذن لا تجب طاعتهم وخصوصاً اذا كانت مخالفة للقرآن وللسنة المطهرة. وقضية الأنتخابات وممارسة الفكر الديمقراطي مخالفة للقرآن و السنة المطهرة فلا تكون مشروعة حتى وأن أمر بها العلماء، قال تعالى:
(… أفمن يهدي للحق أحق ان يتبع أمن لا يهدي ألا ان يهدى فما لكم كيف تحكمون).
عبد الله (ع) قال : (إذا رأيتم العالم محباً للدنيا فاتهموه على دينكم فان كل محب لشئ يحوط ما أحب. وقال صلى الله عليه والله أوحى الله إلى داود عليه السلام : لا تجعل بيني وبينك عالماً مفتوناً بالدنيا فيصدك عن طريق محبتي فان أولئك قطاع طريق عبادي المريدين، إن أدنى ما أنا صانع بهم أن انزع حلاوة مناجاتي عن قلوبهم)[10] .
وعن الإمام علي (ع) : (إن في جهنم رحى تطحن، أفلا تسألوا ما طحنها ؟ فقيل له : وما طحنها يا أمير المؤمنين ؟ قال : العلماء الفجرة، والقراء الفسقة، والجبابرة الظلمة والوزراء الخونة، والعرفاء الكذبة … ) [11]
وايضاً عن الامام علي(ع) : (شر الناس ندما عند الموت العلماء غير العاملين)[12] .كلام أمير المؤمنين (ع) في وصف ذلك الزمان حيث قال : (وانه سيأتي عليكم من بعدي زمان ليس فيه شئ أخفى من الحق، ولا أظهر من الباطل ولا اكثر من الكذب على الله ورسوله، وليس عند اهل ذلك الزمان سلعة ابور من الكتاب اذا تلي حق تلاوته، ولا انفق منه اذا حرف عن مواضعه ولا في البلاد شئ انكر من المعروف، ولا اعرف من المنكر، فقد نبذ الكتاب حملته، وتناساه حفظته، فالكتاب يومئذ وأهله طريدان متعقبان، وصاحبان مصطحبان في طريق واحد لايؤويهما مؤوٍ، فالكتاب وأهله في ذلك الزمان في الناس وليسا فيهم، ومعهم وليسا معهم لان الضلالة لاتوافق الهدى، وان اجتمعا، فاجتمع القوم على الفرقة، وافترقوا على الجماعة، كأنهم أئمة الكتاب وليس الكتاب إمامهم، فلم يبق عندهم إلا اسمه ولا يعرفون إلا خطه وزبره. ومن قبل مثلوا بالصالحين كل مثله، وسموا صدقهم على الله فرية وجعلوا في الحسنة عقوبة السيئة).
عن محمد بن منصور عن عبد صالح، قال سألته عن قول الله :(وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) الأعراف/28 ، فقال أرأيت احداً يزعم ان الله امرنا بالزنا وشرب الخمر وشئ من هذه المحارم ؟ فقلت : لا . فقال : ما هذه الفاحشة التي يدّعون ان الله امرنا بها ؟ فقلت الله اعلم ووليه، فقال ان هذا من ائمة الجور ادعوا ان الله امرهم بالائتمام بهم، فرد الله عليهم ذلك فاخبرنا انهم قد قالوا عليه الكذب فسمى ذلك منهم فاحشة)[13]
وخاطبهم نبي الله عيسى (ع) بقوله :(الويل لكم يا علماء السوء انتم كحجر وقع في فم نهر فلا انتم تشربون ولا تتكرون الماء يخلص الى الزرع)، (اتركوهم هم عميان قادة عميان واذا كان الاعمى يقوده الاعمى سقطا معاً في حفرة) وقال (ع) ما معناه : (الويل لكم يا علماءالسوء انتم على كرسي موسى جالسون وتقولون ما لا تفعلون)
قول امير المؤمنين (ع): (فيا عجبي ومالي لا اعجب من خطاء هذه الفرق على اختلاف حججها في دينها، لا يتقصون أثر نبي، ولا يقتدون بعمل وصي،ولا يؤمنون بغيب ولا يعفون عن عيب، المعروف ماعرفوا والمنكر عندهم ما أنكروا، وكل امرئ منهم إمام نفسه آخذ منها فيما يرى بعرى وثيقات وأسباب محكمات فلا يزالون بجور ولن يزدادوا إلا خطأ … )[14]، (....ولا تفرحوا بتزين الدنيا لكم وإقبالها عليكم فإنه كسراب بقيعة يحسبه الضمآن ماءاً …) ولا تكونوا::(كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَ يُبْصِرُونَ) البقرة/17
المفضلات