المنجّــــــــــــم

لمّا عزم أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) على المسير بجنده إلى النهروان جاءه منجم وقال له : يا امير الؤمنين عندي مطلب أريد ان اخبرك به ،

فقال أمير المؤمنين ( ع) : ما هو ؟

قال : لا تسر في هذه الساعة ، وانتظر حتى تمضي ثلاث سا عات من النهار .

فسال الإمام علي (ع) مستغربا" : ولم ؟

قال النجم : لأنك ان سرت في هذه الساعة اصابك واصاب أصحابك اذى وضرر شديد .

وان سرت في الساعة التي امرتك بها ظفرت ، وظهرت ، واصبت كلّما طلبت .

فقال امير المؤمنين (ع) : انّ فرسي حامل ، اتدري ما في بطنها ؟ هل ذكر ام أنثى ؟

قال المنجم : ان حسبت علمت . فقال امير المؤمنين : من صدقك على هذا القول فقدكذّب بالقرىن . أن الله عنده علم الساعة ن وينزل الغيث ، ويعلم مافي الارحام ، وماتدري نفس ماذا تكسب غدا" ، وماتدري نفس بأي ارض تموت . ان الله عليم خبير. وما كان النبي (صلى الله علية واله) يدعي ما ادعّيت

اتزعم أنك تهدي إلى الساعة التي من سار فيها صرف عنه السؤ ، وتخوّف الساعة التي من سار فيها حاق به الضرّ .

فمن صدقك بهذا فقد كذّب القرآن واستغني في قولك للعامل بأمرك ان يوليك الحمد دون ربّه ، لانك بزعملك انت هديته الى الساعة التي نال فيها النفع ، وامن الضّر . ثم اقبل الإمام علي (ع) على الناس وقال : ايّها الناس ، اياكم وتعلم النجوم إلاّ ما يهتدي به في بر او بحر ، فانها تدعوا إلى الكهانة ، والنجم كا لكاهن ، والكاهن كالساحر ، والساحر كالكافر ، والكافر في النار. سيروا على اسم الله . ثم رفع طرفه إلى السماء وقال : اللهم لاَ طيرَ إلاّ طيرك ، ولا ضير إلاّ ضيرك ، ولا خير إلا خيرك ، ولا اله غيرك .

ثم التفت إلى المنجّم وقال : نحن نعمل بخلاف قولك ونسير في الساعة التي نهيت عنها ، ثم امر بالحركة والتوجه نحو العدو ، حيث كان النصر ينتظره واصحابه .

( المصدر وسائل الشيعة الجزء 2 الصفحة 181 )

منقول